تسعى الصين إلى تعزيز دورها الأمني في أفغانستان مع قرب رحيل معظم القوّات الغربية من البلاد بعد أن فشلت في السيطرة على المقاومة التي تقودها طالبان بنجاح كبير منذ عام 2001. وقال مسؤولون أفغان إن الصين وأفغانستان ستعلنان خلال الأيّام المقبلة خطّة لتعزيز الروابط بينهما. وسيجري الرئيس الصيني هو جين تاو ونظيره الأفغاني حامد كرزاي محادثات على هامش قمّة منظّمة شنغهاي للتعاون في بكين هذا الأسبوع، حيث سيضعان خطّة تحدّد إطار الرّوابط بينهما في المستقبل بما في ذلك التعاون الأمني، طبقا ل (رويترز). ووقّعت أفغانستان سلسلة من اتّفاقات الشراكة الاستراتيجية بما في ذلك مع الولايات المتّحدة والهند وبريطانيا إلى جانب دول أخرى في الأشهر القليلة الماضية، والتي وصفها مسؤولٌ أفغاني بأنها (غطاء تأميني) للفترة التي تعقب نهاية 2014 عندما تنسحب القوّات الأجنبية. وقال جنان موسى زاي المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأفغانية ل (رويترز): (سيلتقي رئيس أفغانستان مع الرئيس الصيني في بكين وما سيحدث هو رفع مستوى علاقاتنا القائمة الرّاسخة إلى مستوى جديد، مستوى استراتيجي)، وتابع أن التفاصيل المتعلّقة باتّفاق بهذا الصدد ستعلن خلال وقت لاحق، وأضاف: (سيشمل ولا شكّ مجالا واسعا يضمّ التعاون في القطاع الأمني ومشاركة مهمّة جدّا في القطاع الاقتصادي والمجال الثقافي)، ورفض ذكر تفاصيل بشأن التعاون الأمني لكن أندرو سمول وهو خبير في الشؤون الصينية في صندوق مارشال الأوروبي الذي يتتبّع علاقاتها مع جنوب آسيا قال إن تدريب قوّات الأمن من بين الاحتمالات. وكانت صحيفة بريطانية قد كشفت النقاب عن قيام بريطانيا بتشكيل ميليشيات أفغانية مسلّحة خاصّة لقتال حركة طالبان بعد انسحاب قوّات حلف (النّاتو) في عام 2014، وذلك لفاعلية هذه الميليشيات وقلّة تكلفتها. ونقلت صحيفة (ذي إندبندنت) عن قادة في حلف (النّاتو) أن (قوّات الأمن الأفغانية التي واجهت اتّهامات بالفساد يجب أن تعزّز من حيث العدد والعتاد لأنها أثبتت جدارتها في مكافحة التمرّد في أوطانها). ومن المتوقّع أن يرتفع عدد قوّات الشرطة المحلّية الأفغانية من 15 ألفا إلى ثلاثين ألفا عند البدء في انسحاب القوّات الدولية عام 2014.