ما الفرق بين السجادة الحمراء التي بدأت تغزو المهرجانات العربية والسجادة الحمراء التي ظهرت منذ أعوام طويلة في مهرجاني: (أوسكار) في أمريكا و(كان) في فرنسا؟.. الفنانة الجزائرية أمل بو شوشة ترى أن بعض الفنانين يستفزون الجمهور خلال مرورهم على السجادة الحمراء.. يبدو من مجرد النظر إلى الفنانات العربيات وبالتحديد اللبنانيات اللواتي شاركن في مهرجان (كان) هذه السنة، أنهن تصنّعن في الإطلالة وبالغن في وضع المجوهرات فيما اتسمت إطلالة نجمات الغرب بالبساطة. تفرد السجادة الحمراء في أوروبا في المناسبات الكبرى كأحد أشكال التكريم للنجوم، فيما تحوّلت في العالم العربي إلى موضة ترافق أي مناسبة اجتماعيّة، وحلبة منافسة بين الفنانات لاستعراض مفاتهن وأناقتهن ومجوهراتهن. إذا كانت الفنانة في أوروبا التي تسير على السجادة الحمراء تتحدث بثوانٍ عن فستانها وتدخل بسرعة إلى القاعة المخصصة للاحتفال وتلتقط لها صورة شبه موحدة رغم وجود أكثر من 500 كاميرا عدا عن كاميرات التلفزيونات العالمية، فإن الفنانة في العالم العربي تصل بسيارة فاخرة وتنزل متمايلة على السجادة الحمراء، وتأخذ (بوزات) يمينا وشمالا وتستعرض تفاصيل الفستان الذي ترتديه من الجهات كافة، وعندما تتقدم إلى المذيع الذي يستقبلها بسيل من المديح لجمالها وأناقتها، تسترسل في الحديث عن المصمم الذي وضع عصارة فكره الإبداعي لتصميم هذا الثوب، ولا تنسى أن تدير ظهرها إلى الكاميرا لتظهر جوانب الثوب، ثم تتحدث عن الحقيبة والحذاء وهما بالطبع من أهم الماركات العالمية، وتختم بالتحدث عن مجوهراتها التي تكون من ماركات مهمة سواء عالمية أو عربية، وينتهي الأمر عند هذا الحد فتنتهي مهمة السجادة الحمراء. أما في أوروبا فللسجادة الحمراء قوانين أخرى، فبعد أن تستعرض النجمة مفاتنها تنتقل الكاميرا إلى متخصصين في عالم الأزياء والأناقة وإطلالة الفنانات، ليتحدث كل منهم عن تلك الإطلالة وما إذا كان الثوب يليق بها أو إذا كانت محافظة على رشاقتها أم تحتاج إلى إنقاص وزنها... فيتحول الحوار إلى توعية ومتعة لدى سيدات يهوين متابعة ما ترتديه النجمات. مبالغة البساطة عنوان الأناقة في أوروبا فيما تبالغ فنانات العالم العربي في التعري أو ارتداء أثواب مزركشة، وكلما زادت الزركشة ارتفع ثمن الثوب. الممثلة العالمية انجلينا جولي تحرص على الظهور على السجادة الحمراء بفستان بمنتهى البساطة مع العلم أنه يكون باهظ الثمن، كذلك الأمر بالنسبة إلى نجمات عالميات يرتدين من تصاميم مبدعين لبنانيين مثل إيلي صعب، فتتميّز أزياؤهن بالبساطة والفخامة. في المقابل لا تراعي فنانات عربيات الرأي العام، كأن ترتدي إحداهن فستاناً يفوق ثمنه ال 50 ألف دولار، من دون أن يرفّ لها جفن أو تأخذ في الاعتبار الضائقة المادية التي تعاني منها شعوب كثيرة في هذه المنطقة، عدا عن المبالغة في التعري في محاولة لتقليد فنانات غربيات، كما حصل مثلا مع الممثلة لاميتا فرنجية التي ظهرت أخيراً على السجادة الحمراء في مهرجان (كان) بثوب شبه عارٍ ضاربة عرض الحائط بيئتها الشرقية. الحال نفسها مع الفنانة رولا سعد التي ظهرت برداء مستفز في افتتاح ملهى (روبرتو كافالي) في دبي. قدوة ترى أمل بو شوشة أن الفنانة هي قدوة لبنات جيلها، لذا عليها أن ترتدي ما يناسبها لا أن تتبع الموضة بطريقة عمياء، بالإضافة إلى مراعاة عدم المبالغة. حول تجربتها على السجادة الحمراء تقول: (البساطة في الأزياء والتصرف والأناقة في الإطلالة المبنية على الثقة بالنفس... كلها عوامل تجذب الاهتمام. في المقابل يؤدي التصنع إلى ردة فعل عكسية ويرتفع حاجز نفسي بين الفنانة والجمهور وهذا لا يصب في مصلحتها على الإطلاق). تلفت بو شوشة إلى أن السجادة الحمراء في أوروبا هي نوع من التكريم للمدعوين، في حين أنها تحولت في العالم العربي إلى استعراض الملابس والمجوهرات... وهو نوع من الاستفزاز للجمهور في ظل الأوضاع الاقتصادية الخانقة التي يمر بها الوطن العربي، (لا يجوز أن يشعر الجمهور بأن الفنان في وادٍ وهو في وادٍ آخر، بل هو جزء لا يتجزأ من مجتمعه العربي يعاني ما يعانيه ويشعر بما يشعر به، ولا يسكن في برج عاجي).