أعلن وزير الصحّة والسكان وإصلاح المستشفيات السيّد جمال ولد عباس أمس الأحد بالجزائر العاصمة عن فتح خمسة مراكز لعلاج السرطان تابعة للقطاع الخاص بكلّ من شرق ووسط وغرب البلاد في 2013، كما أعلن ولد عباس عن اقتناء 57 جهازا للعلاج بالأشّعة من الخارج. أكّد السيّد ولد عباس خلال ندوة وطنية حول (الإجماع في التكفّل بالسرطان) أن هذه المراكز الجديدة التابعة للقطاع الخاص ستدعّم القطاع العمومي وتخفّف من معاناة المصابين من حيث التنقّل والحصول على جميع أنواع العلاج، وأبرز أن الدولة (لا تدخر جهدا) في حشد الموارد المالية الضرورية لاستيراد الأدوية الموجّهة لعلاج السرطان، مذكّرا بأن فاتورة الأدوية ارتفعت من 10 ملايير دج في سنة 2010 إلى 21 مليار دج في سنة 2012. ويبلغ عدد الأدوية الخاصّة بعلاج السرطان في السوق الجزائرية 57 تسمية دولية مشتركة، أي ما يمثّل 209 علامة. وأكّد المسؤول الأوّل عن القطاع الصحّي أن الوزارة تبحث بالتعاون مع الخبراء في مجال طبّ السرطان عن اقتناء أدوية نوعية ذات فعالية على صحّة المريض، مشيرا من جانب آخر إلى بعض الاختلالات التي يشهدها التوزيع، والتي تتسبّب في حرمان بعض مستشفيات الوطن من بعض أنواع الأدوية الموجّهة لعلاج هذا المرض، وأشار أيضا إلى العمل الجاري لتعزيز تكوين السلك شبه الطبّي في هذا المجال بغية ضمان تكفّل ناجع بالمرضى وذلك في إطار التعاون مع جامعة (هارفارد) الأمريكية. من جهة أخرى، أكّد وزير الصحّة ضرورة معالجة مسألة (انعدام الانسجام وغياب الرؤية المشتركة) في معالجة السرطان لتحسين التكفّل بالمرضى بالجزائر، مشيرا إلى أن توحيد الرؤية في التكفّل بهذا المرض (لا يساهم في وضع استرتيجية موحّدة فحسب، بل في اختيار الأدوية الأساسية)، ممّا يسهّل عملية استيرادها من طرف الدولة و ضمان علاج ناجع للمصابين، وأعلن في هذا السياق عن تنصيب لجنة إشراف مهمّتها تنظيم وتنشيط الأعمال المنجزة في مجال الخبرة واتّخاذ (القرارات المهمّة) حول مدى تقدّ وتطبيق هذه الأعمال للحصول على الموارد اللاّزمة وضمان تكييف الخطوات المتّخذة مع الأهداف المسطّرة، وأكّد في نفس الإطار أن هذه النّدوة ستتوّج بتوصيات ووضع (دليل خاص) بالتكفّل بالسرطان سيتمّ الاعتماد عليه من طرف السلك الطبّي وجمعيات المرضى بكلّ مناطق الوطن. ولدى تطرّقه إلى العلاج المطبّق في الجزائر قال وزير الصحّة إنه (لا يمكن مكافحة السرطان دون تبنّي استرتيجية حقيقية للتكفّل بهذا الداء)، مذكّرا بأن الاختلالات المسجّلة في الوقت الرّاهن تمسّ خاصّة التكفّل بالعلاج الكميائي وبالأشّعة، وذكر في هذا المجال أنه سيتمّ اقتناء 57 جهازا للعلاج بالأشّعة من الخارج سيستفيد منها القطاع العمومي وخمس تجهيزات أخرى من طرف القطاع الخاص بإمكانها تخفيف الضغط على مراكز العلاج. للإشارة، تسجّل سنويا 28 ألف حالة سرطان تستدعي العلاج بالأشّعة لا يستفيد منه إلاّ 8 آلاف حالة فقط لقلّة التجهيزات في الوقت الرّاهن.