يستعد المسلمون في البوسنة لدفن عدد من ضحايا مذبحة (سربرنيتشا) التي قتل فيها ثمانية آلاف مسلم بوسني على يد القوات الصربية عام 1995، في واحدة من أشهر جرائم الإبادة الجماعية. وقد أنهى المسئولون في مدينة فيسوكو قرب العاصمة البوسنية سراييفو استعدادات دفن 520 جثة تعود للمجزرة، وأوضح كنعان قارافديج المسؤول في مركز (الحمض النووي) أنه جرى التأكد من هويات الجثث التي ستنقل إلى سربرنيتشا يوم الاثنين المقبل لتدفن هناك في الذكرى السابعة عشرة للمجزرة في 11 جويلية الجاري. وأشار إلى أن من بين هذه الدفعة يوجد 6 جثث لأطفال دون الخامسة عشرة من أعمارهم، بينما أكبر ضحية فيها كان يبلغ 94 عامًا عند مقتله، معتبرًا أن هذا يعتبر دليلا واضحا على كيفية قتل هؤلاء الناس دون أي رحمة. وسيشارك بكر بوزداغ نائب رئيس الوزراء التركي في مراسم الدفن، حسبما ذكرت وكالة أنباء الأناضول. وكان القضاء البوسني قد أصدر الشهر الماضي أحكامًا بالسجن بلغت 142 سنة على أربعة من عناصر من وحدة النخبة في جيش صرب البوسنة لتورطهم في مذبحة سربرينيتسا، وهي أحكام تتراوح بين 19 و43 سنة على أربعة جنود سابقين من صرب البوسنة، لمشاركتهم في عملية إعدام جماعي لمئات من مسلمي سربرينيتسا، وقد أوضحت المحكمة أنها تأكدت من إدانتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال أسوأ أعمال وحشية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وقالت القاضية ميرا إسماعيلوفيتش: (في 16 جويلية 1995 أعدموا دون محاكمة نحو 800 من المدنيين الذكور، بعضهم تقل أعمارُهم عن 16 سنة وبعضهم تزيد أعمارُهم عن 80 عامًا من الساعة العاشرة صباحًا حتى الرابعة مساء في مزرعة برانييفو). وأضافت القاضية: (إن كويتش نفذ المجزرة بطريقة أشد قسوة من الآخرين ثم تباهى بعد ذلك بعدد الأشخاص الذين قتلهم). وحكمت المحكمة على ستانكو كويتش بالسجن 43 عامًا وعلى كل من فرانك كوسوزوران جورونيا بالسجن 40 عامًا وعلى فلاستيمير جوليان بالسجن 19عامًا، لأن عمره كان أقل من 21 سنة في ذلك الوقت، علمًا بأن الحد الأقصى لفترة السجن هو 45 عامًا.