قد لا تختلف دورة لندن الأولمبية المزمع إعطاء إشارة انطلاقتها سهرة يوم غد الجمعة، عن الدورة الأخيرة، بل قد لا نستغرب إذا كانت هذه الدورة طبق الأصل لدورة أثينا عام 2004 التي غاب اسم الجزائر عن صبورة الميداليات بعودة رياضيينا من أرض الإغريق وفلاسفة اليونانيين دون أيّ ميدالية حتى ولو (نحاسية). صحيح أن الدولة الجزائرية وفّرت كلّ إمكانياتها للرياضيين الجزائريين لتحقيق نتائج تليق بسمعة الرياضة الجزائرية في مثل هذه المحافل الكبيرة، لكن فوق الميدان قد يثبت العكس، وستكون تلك الأموال التي صرفت على رياضيينا أشبه بتلك الأموال التي صرفت من أجل استيراد آلاف الأطنان من البطاطا (الفاسدة) من كندا وهولندا، أو كتلك الأموال التي تصرف صيفيا من أجل (هزّ) البطون. المشاركة الجزائرية في الأولمبياد وبعد أن تقلّص عدد الرياضيين من 64 إلى 39 ، بما في ذلك منتخب سيّدات كرة الطائرة، وفور دخول هؤلاء مسرح الأحداث سيتساقط الواحد تلوى الآخر، حينها سيطلّ علينا من أوكلت لهم مهمّة السهر على الرياضيين الجزائريين بقولهم: (نقص التحضير وقلّة الإمكانيات المادية كانا وراء الإخفاق الجزائري في لندن). والكلّ سيتّفق على عبارة واحدة بما في ذلك الرجل الأوّل على اللّجنة الأولمبية الجزائرية: (انتظروا رياضيينا في دورة ريودي جانيرو البرازيلية بعد أربع سنوات من الآن، سنحقّق نتائج إيجابية وسننسيكم في دورة لندن). لكن أن يتجرّأ من يسهرون على الرياضة الجزائرية على فتح تحقيق لمعرفة أين ذهبت الأموال الطائلة لتحضير رياضيينا لدورة لندن يعدّ من المستحيلات السبع، لكنّي أتمنّى أن تكون نظرتي إلى المشاركة الجزائرية عكس ما أتصوّرها (سوداء على سوداء).