تعرف أسعار الفاكهة ونحن في الأسبوع الثاني من الشهر الفضيل ارتفاعا محسوسا على عكس ما كانت عليه قبيل رمضان، حيث استبشر الكثير من المواطنين خيرا، وتوقعوا أنهم سيعوضون غلاء الخضر واللحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء بالفاكهة، لاسيما وأن رمضان هذه السنة، جعل الكثيرين يتجهون إلى اقتناء الفواكه بمختلف أنواعها والعصائر والمشروبات، نظرا لاستهلاكهم الكبير لها مقارنة بباقي الأطباق التقليدية أيا كانت، بفعل ارتفاع درجات الحرارة ووصولها إلى مستويات قياسية. فعدا الدلاع أو البطيخ الأحمر أو فاكهة الفقراء، الذي لا يزال محافظا على سعره المنخفض والمناسب للقدرة الشرائية لشريحة واسعة من المواطنين حيث لم يتجاوز 40 دج، بل تراوح أحيانا بين 35 إلى 25 دج للكيلوغرام الواحد، فإن أسعار باقي أنواع الفاكهة الأخرى أشعلت بالفعل جيوب الصائمين، وجعلتهم في الغالب يكتفون بالبطيخ الأحمر، أو بكميات قليلة نسبيا من باقي أنواع الفاكهة، حتى بالنسبة للبطيخ الأصفر، فإن سعره لم ينزل عن حدود 90 إلى 75 دج، و100دج في بعض الأسواق الشعبية مثل باب الوادي، باش جراح وعين النعجة، ومن خلال جولة بسيطة إلى سوقي باش جراح وعين النعجة اللذان تعتبر الأسعار فيهما منخفضة مقارنة بما قد نجده في أسواق أخرى من العاصمة، فقد وقفنا على بعض الأسعار لعدد من أنواع الفاكهة التي جعلت المواطنين محتارين في أمرهم، بعدما توقعوا أن انخفاض أسعار الفاكهة سيستمر على ما كان عليه قبل رمضان. سعر الخوخ مثلا، بلغ حدود 170 دج، أما العنب فقد بلغ مستوى 150 إلى 140 دج، ونتحدث هنا عن النوعيات الجيدة، الصالحة للاستهلاك، وليس النوعيات الرديئة التي تعتبر أسعارها منخفضة نوعا ما، لكنها غير صالحة للاستهلاك، وغالبا ما يكون مصيرها أكياس النفايات، أما البرقوق أو العينة مثلما تسمى في الشارع المحلي، فتراوحت أسعارها بدورها ما بين 140 إلى 160 دج، أما النكتارين وهو الخوخ الملقم من الخوخ والبرقوق، وذو النوعية الجيدة، فسعره ليس بأقل من 140 دج، أما الموز فارتفع إلى 120 دج، بعدما انخفض إلى 90 دج، في حين أن الأجاص، فالنوعيات الجيدة ب160 دج، أما الرديئة، فهي تصل إلى غاية 70 دج، وكلها أسعار جعلت المواطن البسيط يهرب في كافة الأحوال إلى الدلاع، الذي بالإضافة إلى انخفاض أسعاره، وتوفره بكميات هائلة، وبنوعيات جيدة هذه السنة مقارنة بالسنة الماضية، حيث عرف تراجعا في استهلاكه، بسبب إغراق السوق بنوعيات رديئة منه، فهو إلى جانب كل ذلك أيضا، فاكهة صيفية بامتياز، نظرا لتوفره على كميات كبيرة من الماء، تبعث الانتعاش والبرودة في الجسم بعد استهلاكه، ناهيك عن غناه بالعديد من المكونات والعناصر الغذائية، كما يساعد في علاج الإمساك، وهو مصدر ممتاز لأقوى مضادات الأكسدة الطبيعية مثل فيتامين ج وفيتامين أ وأيضا البيتاكاروتين، لذا فتناوله يقي من خطر الإصابة بالربو وأمراض القلب والتهاب المفاصل وهشاشة العظام، كما يحتوي على الماغنسيوم الذي يعمل على ارتخاء العضلات، والبوتاسيوم المفيد لضبط معدل ضغط الدم ومنع حدوث الجلطات.