* اللحوم المستوردة من البلاد الشيوعية أو الوثنية.. حرام كثر الجدل في الأيام الأخيرة، في الجزائر وخارج الجزائر حكم أكل اللحوم المستوردة من الهند وغيرها من البلدان الغربية خاصة في رمضان، وحتى إن كان وزير الشؤون الدينية، أبو عبد الله غلام الله، قد "أفتى" بأن هذا اللحم حلال، فإن الجدل لم ينقطع في الجزائر حتى بعد الشروع في تسويقه للمستهلكين الذين مازال بعضهم يبحث عن فتوى بهذا الشأن. يبدو أن انشغال الجزائريين بالتأكد من مشروعية تناول اللحم الهندي قد شكّل مصدر اهتمام لكثير من العلماء، ليس في الجزائر وحدها، وإنما خارج القطر الوطني أيضا، ولذلك فقد أدلى بعض كبار العلماء المسلمين بدلوهم في الموضوع، ومنهم الشيخ أحمد أبو وائل أكرم أيمن عمير الذي لخص فتواه في قوله أن "اللحوم المستوردة إلى بلداننا الإسلامية إذا استوفت واستجمعت فيها شروط ثلاثة، سواء اللحم الطازج أو المثلج أو المعلب أو أي شيء وارد مما يذبح فإنها تؤكل! أما الأسماك المستوردة من الدول الكافرة الوثنية : فلا ذبح فيها فهي حلال، ويأخذ الجراد على دربه من أي مكان أتى فحلال". ونقل موقع "صيد الفوائد" عن الشيخ عمير قوله، ردا على سؤال دقيق حول "حكم أكل اللحوم المستوردة من الهند" أن الشروط الثلاثة لإباحة اللحم المستورد هي: الشرط الأول: أن يكون هذا اللحم المذبوح من كتابي، أو من ذبائح أهل الكتاب، وأهل الكتاب هم النصارى أو الدول المسيحية . الشرط الثاني: أن تكون من اللحوم التي أحلها الله عز وجل لا من اللحوم المحرمة (كالبقر والغنم والإبل والدجاج والأرانب) وغيرها مما أحله الله لنا نحن المسلمين أصلاً لا هم فهم يرون والعياذ بالله الخنزير حلال في شريعتهم مباحاً وقد كذبوا على الله نعوذ بالله من ذلك . الشرط الثالث: أن تكون قد ذكيت ذكاةً شرعية أي أنه: قطع المريء والودجين أي: اسال الدم فصار دمها مسفوحاً، وهذه هي الذكاة الشرعية، وذكاة الكتابي لا نشترط فيه أن يسمي فنحن نسمي ونأكل، ونشترط فيما ذكي ألا يكون بالصعق؛ لأنه قد تقتل بالصعق، وقد تقتل الذبيحة بآلات من نصفها وقد تضرب بالمسدس ثم تسقط، وإنما تكون ذبحاً وذكاةً شرعياً؛ إذا قطع فيها المريء والودجين، وأما إذا قطع بعض أعضائها حتى ماتت فلا يصح هذا، وإذا قطع شيئاً منها، وأرسلها لنا فلا تصح؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما قطع من البهيمة وهي حية فهو كميتته" وهو حديث صحيح. وأضاف الشيخ عمير قائلا: "إذا وصلك أيها المسلم لحماً من الغنم والإبل والبقر ومن أهل الكتاب فسمي وكل وإذا رأيت شبهة فقد قال صلى الله عليه وسلم: "الحرام بين والحلال بين، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، ومن تركها -أي: المشتبهات- فقد استبرأ لدينه وعرضه". والله تعالى أعلم . وختم الشيخ أحمد أبو وائل عمير فتواه بالقول أن الدول التي لا نقاش في حرمة لحومها هي البلاد الشيوعية أو الوثنية فلا، مثل: الصين ، والدانمرك ، وروسيا ، ويوغسلافيا ، وألبانيا ، بلغاريا ، هؤلاء الذين يقولون: لا إله والحياة مادة، لحومهم لا تقبل بأي طريقة مهما ذبحت. قال سبحانه وتعالى: "وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ". المائدة: 5. ومن شأن فتوى الشيخ أحمد أبو وائل أكرم أيمن عمير أن تساهم في وضع حد للجدل بشأن اللحوم المستوردة من الهند، خصوصا أن الشروط التي أوردها في فتواه أكد وزير الشؤون الدينية أبو عبد الله غلام الله توفرها، مشددا على أن اللحم المستورد من الهندي حلال، فيما قال وزير آخر في الحكومة أنه سيكون من السباقين لتناول اللحم الهندي في رمضان.