** منذ أكثر من عام تقريبًا أشتكي من ألم في كعبي، هذا الألم اشتد عليّ وأثر على قدمي وعلى سيري على قدمي، بعد استشارة الأطباء، نصحوني بلبس حذاء بكعب عال، وبالفعل قمت بذلك، وتخلصت والحمد لله من الآلام التي كانت في كعبي، وحاولت أن أجرب أن أترك لبس الحذاء ولكن لاحظت أن الألم يعود لي مرة ثانية، لذا فعندما أصلي وأخلع الحذاء حتى لو كانت الصلاة قصيرة، أجد ألما شديدا في قدمي، ولا أستطيع أن أتم صلاتي على هذا الحال، أنا أعلم أن الصلاة في الحذاء صحيحة، لكن بالنسبة للحذاء ذي الكعب العال، هل تجوز الصلاة فيه أم لا؟ هل يجب عليّ في الصلاة أن يكون كعبي على الأرض؟ حيث إن هذا الحذاء طوله 10-12 سم عن الأرض، وأشعر براحة شديدة عند الصلاة به، وعند تركه أشعر بألم شديد. فما رأي الشرع في هذا الأمر؟ حيث إني أقوم الليل ومعروف أن هذه الصلوات تكون لفترات طويلة، ولا يمكنني تأديتها إلا بعد لبس الحذاء ذي الكعب العال. سؤال آخر: ما حكم أيضًا السير في الطريق بهذا الحذاء؟ مع العلم أني سأغطيه بثوبي ولن يراه أحد. **الجواب، كما نشره موقع الإسلام سؤال وجواب: أولاً: نسأل الله أن يمن عليك بالشفاء العاجل، وأن يعظم لك الأجر إنه وليُّ ذلك والقادر. ثانياً: كره بعض أهل العلم لبس الكعب العالي للمرأة؛ لأنه يُظهر مفاتنها، مع ما يترتب على لبسه من ضرر على القدم. فقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: ما حكم الإسلام في لبس الحذاء ذي الكعب العالي؟ فأجاب: (أقلُّ أحواله الكراهة؛ لأن فيه أولا: تلبيساً حيث تبدو المرأة طويلة وهي ليست كذلك، وثانيا: فيه خطر على المرأة من السقوط، وثالثا: ضار صحيا كما قرر ذلك الأطباء) انتهى من (مجموع فتاوى الشيخ ابن باز) ( 6/ 397). وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: (الكعب إذا لم يكن عالياً ملفتاً للنظر فلا بأس به، وإن كان عالياً ملفتاً للنظر، فإن أقلَّ أحواله أن يكون مكروهاً، ولو قيل إنه محرَّمٌ لكان له وجه؛ لأنه من التبرج بالزينة، ثم إنه حسب كلام الأطباء أنه مضرٌ بالرِّجل لأن الله تعالى خلق الرجل متساوية، فإذا كان الملبوسُ ذا كعبٍ عالٍ لزم أن يكون العقب مرتفعاً وحينئذٍ يختل توازن الأعصاب التي في القدم فتتضرر المرأة بذلك، ولهذا نصيحتي لأخواتي أن يدعن هذا اللباس سواءٌ قلنا إنه مكروه أو حرام لما فيه من الضرر البدني على المرأة) انتهى من (فتاوى نور على الدرب). غير أن ما سبق إنما هو في معتاد الأحوال، وأما في مثل حالتك، فمتى ثبُت طبياً أن تلك الآلام لا تزول إلا بلبس الكعب العالي، فلا حرج عليك في لبسه، مع مراعاة ألا يكون في لبسك له تبرج بالزينة، أو لفت لأنظار الرجال إليك، بل تجتهدين في ستر ذلك، على قدر استطاعتك. ثالثاً: تجوز الصلاة بالكعب العالي، كما تجوز بالحذاء العادي الذي ليس له كعب، بشرط خلوِّ الحذاء من النجاسة.