بقلم: بلقاسم عفيصة كي نداري أخطاءنا أو نداوي جراحا بفتح ونبش جراح أخرى فهذا ما لا يعقل ولا دين أو ملة ترضاه.. منذ متى يتحمل المرء تبعات عمل والده أو أخيه أو شخص بعيد عنه وإن كان بينهما صلة قرابة أو عرق أو دين.. قال تعالى: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين الطور)، وقال الله تعالى: (وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْر أُخْرَى) الأنعام/164 ما ذنب السفير الأمريكي في بنغازي بليبيا ومن معه حتى يقتلوا بدم بارد دون مراعاة لشعور من تركوا وراءهم وذويهم والأقربين، أليس لهم أهل يبكون عليهم وأطفال هم الآن في أمس الحاجة إليهم يترقبون رجوعهم؟ أي إنسانية هذه ودين يبيح هذا؟؟ ما هي نظرة الغرب اليوم للمسلمين ونحن نقدم لهم الأدلة الكافية والشافية على رعونة من ينتسبون إلى الإسلام وهمجيتهم وقلة الوعي والعقل الذي يحكم في هكذا أمور..هل ننتظر منهم اليوم التصفيق والترحيب بما فعلنا أو فعل السفهاء منا.. أيقبل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هذه الأعمال الإجرامية في حق النفس البشرية التي حرم الله قتلها إلا بالحق..لو كان المقتول الناشر أو الممثل أو المنتج لهان الأمر، لصلته الوثيقة والمباشرة بالحدث. لكن أن يقتل مسيحي أو يهودي أو غيره في حق أحد سفه رسولنا الكريم أو قال كلاما جارحا في ديننا الحنيف من بعيد فهذا مناف للشرع والدين والرسالة المحمدية التي تحمل بين طياتها التسامح والعفو عند المقدرة والطهارة ونشر الإسلام والمحافظة عليه بالحلم والرأفة والقلب الواسع .. هل نحن بلغنا رسالة خير خلق الله على أكمل وجه وحافظنا عليها بكل ما عندنا من قوة ونظرة مستقبلية كي لا يقرب أمثال هؤلاء النجس؟ طبعا لا. واليوم نلومهم على فعلتهم لأنهم عرفوا وتيقنوا بأننا غثاء كغثاء السيل فقط، والدليل واضح على ما يجري في الساحة العربية والمسلمة من قتل وتجويع وحرق للمسلمين في أقاصي الأرض دونما حركة أو كلمة..نحن السبب ولنلم أنفسنا قبل أن نتجرأ على القتل والتخريب. أنا لست أعارض الدفاع عن كرامة رسولنا الكريم والدين الحنيف ولكن بطرق سلمية كي نقول لهم نحن أمة لا تنخدع وراء الأهواء والحمقات والبربرية.. نريد أن نقول لهم أنتم فعلتم هكذا ونحن نقاطعكم ونقاطع سلعكم وأفلامكم وسفاراتكم وتأشيراتكم وألبستكم وصادراتكم ووو. لكن أين نحن من هذا والله لن نقوم بربع ما أقول أو ثلث لأننا مازلنا لا نقوى على النهوض من النكبات التي نحن نعيشها ولم نكسر الأغلال المضروبة علينا سياسيا واجتماعيا وثقافيا وو. لا حولا ولا قوة إلا بالله وإلى الله نتوسل ونصلي كي يحمينا ويحمي كرامتنا التي دنست بأيدينا.. هل سوف نرى الآن الوافدين الجدد إلى الإسلام بعدما قدمنا للعالم معنى الجهالة والبربرية في حق أبرياء ولو كانوا من غير ديننا؟ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لم يقتل الأبرياء في الحرب ولم يقاتل من لم يقاتله، فكيف نحن نفعل باسم الإسلام وحب الرسول ونصرته؟ إنها مفارقات عجيبة وثورة عقل في ساعة فراغ روحي وديني..