توجه 24 عائلة في عمارة(ب) بسرفانتاس التابعة لبلدية بلوزداد نداء استغاثة عاجلة إلى والي العاصمة من أجل إنقاذها من الموت الذي يحاصرها لأكثر من عامين في هذه البناية التي لم تشهد عملية ترميم وتهيئة منذ واقعة نشوب الحريق في سطحها في جوان 2011 والتي أدت إلى وقوع ضحايا. وحسب إحدى الساكنات في هذه العمارة التي تتوسط حي سرفنتاس فإن السلطات المحلية تخلت عنهم منذ الأيام الأولى التي تلت واقعة الحريق الذي نشب في سطح البناية والذي امتد ليمس العمارتين المجاورتين، حيث أصبحت العمارة (ب) في حالة يرثى لها بعد الحريق الذي وقع في سطحها، ومع عدم إجراء عملية إعادة تهيئة وترميم وجدت العائلات نفسها مجبرة على السكن في هذه العمارة على الرغم من الخطر الذي ظل ماثلا أمامهم، وكانت العائلات الساكنة في الطوابق العليا من أكثر المتضررين، خاصة عند تساقط الأمطار التي تترسب بسهولة إلى داخل شققهم عبر تشققات السطح، فرغم كل مبادرات الترميم التي حاول السكان إجراءها في السطح إلا أن الأمر لم ينفع لأنها تبقى عمليات سطحية، فمداخليهم لا تسمح لهم بإجراء عمليات ترميم كبيرة، إذ كانوا ينتظرون ويأملون من السلطات المحلية بأن تتكفل بوضعيتهم مع إجراء عملية ترميم لعمارتهم التي باتت تشكل خطرا عليهم من خلال تدهورها المتواصل بالنظر إلى الحريق الكبير الذي أثر فيها كثيرا وتضرر منه حتى سكان العمارتين المجاورتين، وبالمجمل فإن هذه العائلات تقدر بأكثر من 70 عائلة عبر هذه العمارات الثلاث والتي تعيش خطرا حقيقيا محدقا بها، إذا لم تبادر السلطات المعنية بإجراء عملية ترميم وتهيئة عاجلة لسطح العمارة( ب) .. وحسب نفس المتحدثة فإنها خلال الفترة التي تلت واقعة الحريق لم تتلق أية زيارة أو تفقد من طرف السلطات المحلية رغم علمها بوضعيتها الخطيرة والمستعجلة فلم تزرها إلا مصالح الحماية المدنية التي تغدو وتروح عليهم بسبب خطورة البناية خاصة في أيام الشتاء، وهذه العائلات لم تدخر جهدا في إبلاغ معاناتها اليومية للسلطات المختصة المرسلة بداية من البلدية والدائرة وصولا إلى مصالح ولاية الجزائر، أملا منها في تدخلها وانتشالها من الموت الذي يطاردها منذ واقعة الحريق.. وللإشارة فإن هذه العائلات التي تقطن بهذه العمارة منذ الاستقلال لم تستفد عبر كل هذه الحقبة الزمنية من أية سكنات، رغم أنها أودعت طلبات السكن لدى مصالح البلدية منذ سنوات طويلة، فالمعاناة مصير هذه العائلات التي من بينها كبار في السن يكابدون أسوأ الظروف خلال فصل الشتاء بعد أن تتسرب إليهم مياه الأمطار، حتى أنهم يلجأون إلى إطفاء الكهرباء خوفا من اندلاع شرارة كهربائية تقضي عليهم في لمح بصر، لذا فهم يفضلون البقاء في الظلام على استعمال الكهرباء في فصل الشتاء، فإلى متى ستمتد معاناة هذه العائلات في حي سرفتاس، والذي يضم بدوره العديد من حالات المعاناة من ناحية تدهور البنايات. من جانب آخر هناك حوالي 20 عمارة مصنفة من طرف اللجان التقنية لمصالح بلدية بلوزداد في الخانة الحمراء، بالإضافة إلى حوالي 150 عمارة مهددة بالانهيار، وحسب بعض المصادر فإن بلدية بلوزداد تسعى إلى استغلال القطع الأرضية بعد تهديم البنايات الهشة لإنشاء مساحات خضراء أو قاعات للتسلية، أما الأحياء التي تكثر فيها البنايات الهشة فنذكر منها على سبيل المثال لا الحصر حي لعقيبة، وحي الكاريار، وسارفونتاس، وشارع 20 أوت إلى غيره من الشوارع. والملاحظ أن غالبية شوارع بلوزداد بها بنايات هشة تحتاج إما للترميم أو التهديم كلية لضمان سلامة مئات العائلات.