وجدت 10 عائلات نفسها في مواجهة الموت ببناية منهارة بشكل كامل في شارع سرفنتاس بمحمد بلوزداد، بعد أن تخلت عنها السلطات المحلية وعلى رأسها البلدية والدائرة ولم تحاول إنقاذها من الموت الذي يواجهها يوميا في بقايا هذه العمارة بوسط شارع محمد بلوزداد.. (لولا رحمة الله لكانت زوجتي الآن معوقة) هذا أول ما قاله لنا أحد سكان عمارة الموت بوسط حي بلكور الشعبي بقلب العاصمة، حين روى لنا واقعة سقوط زوجته والتي يصعب تصديقها من الآخرين إلا إذا شاهدت بعينيك حالة العمارة وسقوط أجزائها، وحسب الضحية فإنها كانت في مطبخها المتواجد بشقة في الطابق الثاني فوجدت نفسها فجأة في مطبخ جارتها بالطابق الأول، وكانت هذه السقطة كفيلة بقتلها سواء من ناحية قوة السقطة أو من ناحية إمكانية توغل الأعمدة والأساس في جسدها.. وإلى الآن لا زالت حالة العمارة في تدهور مستمر مشكلة خطرا حقيقيا على ساكنيها المقدرين ب10 عائلات، كما تشكل خطرا أكبر على سكان المنطقة إذا انهارت بشكل مفاجئ، فالعمارة موضوعة في الخانة الحمراء منذ زلزال 2003 إلا أنها لم تستفد من أي عملية إعادة إسكان أو حتى ترميم، فلقد وجدت هذه العائلات نفسها في مواجهة الموت بشكل يومي في انعدام الحلول لديهم، خاصة من ناحية الجانب المادي ولجوئهم إلى إيجار مسكن آخر، فحسب أحد السكان فإنه وضع ملف طلب السكن على مستوى البلدية منذ 18 سنة وتوفيت والدته دون أن تتمتع بالسكن اللائق بعد أكثر من 37 سنة من إيداعها لملف طلب السكن على مستوى بلدية بلوزداد، تاركة خلفها ابنها وأولاده يعيشون مع الموت، فهم يصبحون ويمسون والهلع يسكن قلوبهم من الموت تحت الأنقاض، فالعمارة أصبحت مجرد هيكل قد يسقط بهبوب ريح قوية قد تمر بهذا المكان، فالعائلات لم تصدق إلى الآن أنها نجت وعلى قيد الحياة بعد الاضطرابات الجوية الماضية بداية هذه السنة، فلقد أمضت الكثير من الليالي البيضاء في هذه العمارة خوفا من انهيارها في أية لحظة، ولا زال الخوف يسكن قلوبهم بعد تواصل سقوط أجزاء من العمارة بشكل يومي..