بعد بضعة شهور فقط من وفاة أوّل رئيس للجزائر المستقلّة أحمد بن بلة، رحمة اللّه عليه، الذي لبست الجزائر إثر رحيله رداء الحزن، عادت أجواء الحزن لتخيّم على الجزائر مجدّدا إثر رحيل ثالث رؤسائها الشاذلي بن جديد الذي التحق بأوّل وثاني رئيس للبلاد في العالم الآخر. أشادت العديد من التشكيلات السياسية والمنظمات الوطنية بخصال الرئيس الرّاحل الشاذلي بن جديد الذي انتقل إلى رحمة اللّه يوم السبت عن عمر ناهز 83 سنة ونوّهت بإسهماته في تحرير وبناء الوطن، وتهاطلت فاكسات التعزية على وسائل الإعلام. وتقدّمت الأحزاب والمنظمات إلى أسرة الفقيد والشعب الجزائري بتعازيها الخالصة إثر فقدان الرّاحل الشاذلي بن جديد داعية المولى عزّ وجلّ أن يتغمّد روحه برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جنانه ويلهم ذويه الصبر والسلوان. وفي هذا الصدد نعى الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني السيد عبد العزيز بلخادم وفاة الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد معتبرا أن الجزائر فقدت برحيله (واحد من المناضلين الأوفياء ورائدا من رواد الجهاد من الرعيل الاول الذين ساهموا في ثورة نوفمبر المجيدة وبناء الدولة الجزائرية المستقلّة). وأضاف السيّد بلخادم أن المرحوم (أبلى بلاء حسنا أثناء ثورة التحرير المباركة وواصل نشاطه ضمن مؤسسات الدولة المستقلّة الحديثة وكان في كلّ المواقع متمرّسا في الدفاع عن حقوق أبناء وطنه متحلّيا بشجاعة الوعي نابذا للعنف حريصا على جمع كلمة الجزائريين حول ما يجمعهم من مبادئ وأهداف خاصّة في ظلّ التحوّلات باتجاه الديمقراطية التعدّدية والانفتاح على العالم). من جانبها، أكّدت حركة الوفاق الوطني في برقية تعزية أنها أمام هذا الخطب الجلل تنحني (بإجلال وإكبار) أمام روح الفقيد (الطاهرة) معزّية بالمناسبة الجزائر وعائلته الكريمة وسائلة المولى عزّ وجلّ أن يتغمّده برحمته الواسعة. وذكرت الحركة في هذا السياق أن الفقيد (كرّس حياته للنّضال والجهاد في سبيل تحرير الوطن وساهم في عملية البناء الوطني قائدا في صفوف الجيش الوطني الشعبي ثمّ رئيسا للجمهورية وعرف بتواضعه الشديد وطيبة اخلاقه وحفظ بذلك مكانته في قلوب الملايين). ومن جهتها، تلقّت حركة النهضة وببالغ الحزن والأسى الممزوج بالرضا بقضاء اللّه وقدره نبأ وفاة المرحوم الرئيس الشاذلي بن جديد. وإذ تعزّي الحركة عائلة الفقيد والأسرة الثورية وكافّة الشعب الجزائري فإنها تعتبر -كما جاء في برقية التعازي- وفاة المرحوم (فقدانا لرمز وطني مخلص قدّم لبلده ولشعبه ما يستحقّ من جهد وتضحيات). وأكّدت حركة الانفتاح في برقية لها أن المغفور له (سخّر حياته لخدمة الوطن والدفاع عن مكتسبات الثورة وعمل جاهدا من أجل الترسيخ الفعلي لقواعد الديمقراطية الحقّة والاستجابة للإرادة الشعبية ببناء مؤسسات دولة قوية). وبهذه المناسبة الأليمة تقدّمت الحركة باسم رئيسها وإطاراتها ومناضليها بالتعازي الخالصة لعائلة الفقيد، داعية اللّه عزّ وجلّ أن يتغمّده برحمته الواسعة. كما تقدّم الحزب الوطني للتضامن والتنمية هو الآخر بتعازيه الخالصة لأسرة الفقيد الشاذلي بن جديد، مؤكّدا أن هذا الأخير (خدم بلاده بكلّ وطنية، وسوف يتذكّر الشعب الجزائري دوما أن المرحوم كان مجاهدا في صفوف جيش التحرير الوطني ثمّ داخل الجيش الوطني الشعبي وذلك من أجل جزائر فخورة ومستقلّة). أمّا جبهة الحكم الرّاشد فقد تلقّت بدورها و(ببالغ الأسى والحزن) نبأ وفاة (الأخ والأب والمجاهد) الشاذلي بن جديد مؤكّدة أنه لا يسع مناضلي ومناضلات الحزب إلاّ القول ما علّمه ربّنا تبارك وتعالى لرسوله الكريم (الحمد للّه واللّه أكبر إنّا للّه وإنّا إليه راجعون). كما عزّت كلّ من جبهة الجزائرالجديدة وجبهة المستقبل ومنظمة الكشافة الإسلامية وجهات أخرى كثيرة عائلة الفقيد وعموم الشعب الجزائري، مثنية على كريم خصاله وداعية له بالرّحمة والمغفرة. وفي برقية تعزية تقدّم الأمين العام للاتحاد العام للعمّال الجزائريين السيّد عبد المجيد سيدي السعيد بتعازي المركزية النقابية الخالصة باسم عاملات وعمّال الجزائر إثر وفاة المغفور له الشاذلي بن جديد. وجاء في البرقية أن المركزية النقابية (تلقّت بكثير من الحزن) نبأ وفاة الشاذلي بن جديد وتتقدّم بتعازيها الخالصة لعائلته ولكلّ الأسرة الثورية.