انتشرت مؤخرا ظاهرة الممهلات العشوائية التي باتت تشكل كابوسا حقيقيا بالنسبة لسائقي السيارات، حيث أصبحت تشكل خطرا على حياتهم وكذا على سياراتهم بسبب عدم احترام المعايير القانونية بوضع الممهلات من حيث المكان والحجم. أصبحت الممهلات بالجزائر هاجس العديد من أصحاب المركبات، إذ انتشرت بشكل كبير وخاصة بالمناطق الآهلة بالسكان وبالأحياء وأمام المدارس، وقد أصبح الكثير من المواطنين يقومون بوضع ممهلات بالرغم أنها تعد من صلاحيات الجماعات المحلية، وهذا بهدف إجبار سائقي السيارات على تخفيف السرعة عند الدخول إلى المناطق السكنية لحماية الراجلين وخاصة الأطفال الذين يعّدون الأكثر عرضة لحوادث المرور بالأحياء، لكن بالمقابل تبقى لها عدة سلبيات تخلف أضرارا جسيمة بالنسبة للسيارات وأحيانا تمس حتى حياة الرّكاب. وفي حديثنا مع بعض أصحاب السيارات ورأيهم في طريقة وضع الممهلات بالجزائر كانت إجاباتهم تصب في رأي واحد، حيث أجمع غالبيتهم على أن هناك فوضى كبيرة في عملية وضع الممهلات، وأن كل من تحلوا له يقوم بوضع ممهل، وقد حدثنا (محمد) وهو صاحب سيارة عن معاناته اليومية مع (الدودانات) حيث قال أنه في كل يوم يكتشف ممهلا جديدا، إذ حسب رأيه، فإن أي شخص يمكن له أن يقوم بوضع ممهل وأن المشكل يكمن في الطريقة التي يوضع بها والتي لا تراعى فيها أي شروط تضمن سلامة المركبة أثناء العبور فوقها، خاصة وأنها تستعمل بالخرسانة وبأحجام مختلفة.، ويضيف: (هناك الكثير من السائقين تعرضت سياراتهم لأضرار بليغة بسبب هاته الممهلات العشوائية والتي تقام في أغلب الأحيان بارتفاع كبير وحاد، بالإضافة إلى غياب اللافتات التي تدل عليها أو حتى طلائها كي يتمكن السائق من رؤيتها). ويؤكد محدثنا أنه اضطر لاستبدال سيارته التي كانت من السيارات المنخفضة نسبيا بأخرى مرتفعة بسبب تضرر الجزء السفلي من هيكل السيارة في كل مرة يمر فيها بممهل من هذا النوع. ورغم أن هدف أغلبية من يقومون بوضع هذه الممهلات هو التقليل من حوادث المرور والحفاظ على حياة المارة، إلا أنها أحيانا تكون هي السبب في حدوث حوادث مرور خطيرة، إذ لا ينتبه السائق لوجود الممهل خاصة أثناء القيادة بسرعة كبيرة أين يمكن أن تصاب السيارة بأضرار كبيرة أو حتى فقدان السيطرة عليها، لينقلب دور الممهل من وسيلة لحماية المارّين إلى مصدر خطر على الركّاب، بالإضافة إلى حالات الاصطدام الكثيرة بين السيارات التي تكون الممهلات هي السبب الرئيسي في حدوثها. ومن بين القصص المأساوية، نذكر حالة إحدى الحوامل التي فقدت جنينها بسبب عدم انتباه زوجها للممهل، فالظّلام وانعدام لافتة تدل على وجود ممهل، جعل السيارة تتعرض لخضة قوية تسببت في دخول المرأة الحامل في شهرها الثالث إلى المستشفى لتفقد طفلها بعدها. لهذا يجب وضع قوانين خاصة للحد من ظاهرة الممهلات العشوائية بتحديد أماكنها بطريقة مدروسة، بالإضافة إلى تطبيق المقاييس والمواصفات التقنية المعمول بها عالميا بالنسبة للحجم وهذا لضمان سلامة الأشخاص والمركبات، زيادة على ذلك وضع الاّفتات المرشدة إلى وجودها، وطلائها بصبغة تعكس الضوء في الظلام ليتمكن السائق من رؤيتها، بالإضافة إلى إزالة جميع الممهلات العشوائية وتكثيف المراقبة من طرف المصالح المختصة، التي يعد غيابها من أسباب انتشار الظاهرة.