يعاني سكان شارع روبرتسو بحي كريم بلقاسم بتليملي من أزمة تراكم النفايات والأوساخ بطريقة فوضوية والتي تتوزع على أركان الحي خصوصا بمدخل السوق المغطاة الإخوة بشير، مما تسبب في استياء هؤلاء المواطنين القاطنين بالحي وكذا التجار لا سيما وأن تلك القمامات شوهت الصورة الجمالية للمحيط. ولدى تلقي (أخبار اليوم) اتصالا من بعض المواطنين والتجار القاطنين بالحي تنقلنا للاستفسار عن أسباب تأزم الوضعية لتصل إلى ما هي عليه، فلاحظنا أن الحي يعيش في أزمة النفايات المتراكمة التي انجرت عن الرمي المستمر والعشوائي لها خصوصا أن الأوساخ واحتياجات الإنسان للرمي تزداد بصورة دائمة، وهذا ما ينجر عنه زيادة الأوساخ والنفايات، ولكن ما أحدث الإشكال في الحي هو تماطل سلطات البلدية والمصالح المكلفة بتنظيف الأحياء في عملها على رفعها بطريقة مستمرة مما انجر عنه تراكمها وتكدسها في الحي خصوصا أمام مدخل السوق المذكور، وهذا ما جعل الحي يعاني من تلك المناظر التي تشمئز لها الأنفس والأبدان، إلى جانب انتشار الروائح الكريهة التي تؤرق المارين أمامها. ولدى وصولنا نقلنا شكاوي المواطنين والتجار الذين أبدوا في حديثهم معنا استياءَهم وتذمرهم الشديدين من تماطل السلطات المعنية في قيامها بمهامها في تنظيف الأحياء منذ أكثر من شهر، وأعربوا عن غضبهم إزاء مثل هذه السلوكات اللاأخلاقية التي تغيب في المجتمعات المتحضرة، والذي أصبحت عادة يقوم بها الكبير والصغير في كل وقت ودون حرج مما أدى إلى تفاقم هذه الوضعية، التي أصبحت تنغص عليهم العيش نظرا للروائح الكريهة المنبعثة منها. وقد أرجع بعض المواطنين سبب انتشار النفايات إلى غياب ثقافة التمدن وروح التحضر لدى هؤلاء القاطنين، إضافة إلى اللامبالاة، فرغم وجود حاويات لوضع القمامات بداخلها إلا أن بعض المواطنين يتعمدون رميها بعيدا عنها، ناهيك عن عدم احترامهم لمواقيت إخراج أكياس القمامة، مما يصعب المهمة على عمال النظافة الذين يقومون بجمع النفايات خلال الفترة الليلية، لكن غياب الوعي لديهم يجعلهم يتجاوزون تلك المواقيت، كما أكد أغلب الذين التقيناهم بأن التجار هم السبب الرئيسي في غرقهم وسط القمامات، فهم يفرغون سلعهم ويقذفون بالبقايا إلى الشارع، حيث تتطاير الأكياس في كل مكان وتعرقل الصناديق الورقية سيرهم، وهو الأمر الذي جعل المحيط في تيليملي يشهد أقصى درجات التلوث والإهمال. ومن جهة أخرى أكد أحد القاطنين في حديثه أن الظاهرة تعود إلى غياب التربية والحس المدني الذي يؤدي بالمواطنين إلى رمي الفضلات المنزلية في غير الحاويات المخصصة لها، وكذلك في عدم احترامهم لأوقات مرور عمال النظافة. وأضاف هؤلاء المواطنون أن عمال النظافة يسهرون على إبقاء المحيط نظيفا، ويقومون بجمع القمامات وإفراغ المزابل، إن وجدت، ولكن عدم مبالاة المواطنين يجعل هذه الوضعية تعود إلى سابق عهدها وكأن شيئا لم يحدث. وأمام هذه الأوضاع الكارثية التي أعطت للحي لمسة مخزية والتي آل إليها حي روبرتسو، يناشد السكان الجهات الوصية إعادة النظر في المشكل وإيجاد حلول لهذه الظاهرة في القريب العاجل قبل وقوع كارثة صحية وبيئية لا يحمد عقباها، كما دعا هؤلاء إلى قيام العائلات التي تقطن الحي بالمساهمة في تنظيف الحي باحترام أوقات إخراج النفايات وعدم القيام برميها عشوائيا.