أصبحت في الوقت الحالي الكثير من النساء من جميع الأعمار وخاصة فئة الشابات المهووسات بالجمال يتنافسن على الظهور في أحسن صورة بغرض التباهي أو لفت الانتباه حسب ما لاحظناه في بعض الجامعات، حيث يقتصر حديث الأغلبية منهن على كيفية تنوير بشرتها وتنظيفها وعن الطرق الفعالة للحصول على ما يرغبن فيه لتكون بذلك الوجهة الأولى للكثير منهن إلى مراكز التجميل الحلّ السريع لعلاج مشاكلهن الجمالية، لكن قد يتحملن نتائج قد لا يحمد عقباها في حالة التوجه إلى مراكز غير مؤهلة. وفي هذا الشأن ارتأينا التوجه إلى بعض هذه المراكز والأخذ بتصريحات بعض ممن تعرضن لمثل هذه الخدع، ففي الوقت الذي كن يبحثن عن الأفضل تحوّلت حالتهن إلى الأسوأ، فأمام الانتشار الواسع الذي عرفته مراكز التجميل في الجزائر أصبح يتعذر على بعض النساء التمييز بين أفضلية الصالونات التي تضع فيها المرأة ثقتها وأموالها من أجل تحسين شكلها بدلا من تكبد عناء السفر إلى الخارج ودفع مبالغ خيالية من أجل إجراء هذه العمليات ليتحقق حلم صاحبات الأيادي الناعمة وحتى الجنس الخشن في القضاء على كافة المشاكل التي تخص جمالهم. في المقابل يجد أصحاب العيوب الخلقية من تلك الأماكن وسيلة تخلصهم بشكل سريع منها بعدما وقفت عائقا أمام إكمال حياتهم الاجتماعية بشكل طبيعي، هذا ما جعل سماسرة التجميل يفتحون أبوابهم لتحقيق الربح، مستغلين عدم تفريق الزبائن بين المراكز المؤهلة وغير المتخصصة في عمليات التجميل فيعرضون حياتهم لمخاطر صحية وخيمة زيادة على استنزاف ما يملكونه. ولكن الأمر الملفت للانتباه هو عدم اقتصار هذا الإقبال على فئة النساء فقط بل تعدته إلى فئة الجنس الخشن الذين أصبحوا هم الآخرون يتنافسون للحصول على وجه جمالي هذا ما لحظناه أثناء زيارتنا لإحدى عيادات التجميل بالعاصمة، فبمجرد دخولنا وجدنا ازدحاما كبيرا من قبل الزبائن الذين ينتظرون دورهم بفارغ الصبر، كما اكتشفنا أن الرجال هم كذلك من بين المهتمين بالجمال، اقتربنا من أحدهم ليخبرنا عن سبب زيارته لهذا المكان فصارحنا برغبته في التخلّص من الشعر الزائد بشكل نهائي عن طريق تقنية الليزر. أما بخصوص نجاح هذه العملية من عدمه، فقال المعني إنه اقتنع بخبرة صاحب المركز في هذا المجال بعد مرور أحد أصدقائه بتجربة ناجحة لنزع الشعر بالليزر. وجهتنا الثانية كانت لأحد مراكز التجميل بسيدي يحيى في العاصمة، علمنا بالصدفة من إحدى العاملات أنّ صاحبة المحّل لا تملك خبرة واسعة في مجال التجميل بل إن مهنتها الرئيسية هي الحلاقة النسائية، فقرّرنا التقرب منها حيث أخبرتنا أن أغلب الزبونات يطلبن إزالة التجاعيد وأن تلك العملية تتطلب حقنها بالبوتكس، كما أضافت أن المركز يتوّفر على أجهزة لشفط الدهون التي يزيد الطلب عليه من قبل الزبائن، وعن الأسعار فتقول إنها تتراوح بين 5000 دينار لحقنة البوتكس، أما لعملية شد البطن فتقدر ب30 ألف دينار، كما أشارت في نهاية حديثها أن أغلب الزبونات يطلبن الخروج من هذا المركز بشكل يتشابه مع الفنانات. في حين لاحظنا بالمركز السابق أن بعض الزبونات قمن ببعض العمليات الخاصة بتجميل الحواجب المسمّاة ب(التاتواج) وحسب قول بعضهن فإن تلك العملية تجعلهن يحصلن على شكل جميل لوجوههن بصفة دائمة، ويقللن من المصاريف التي يقدمونها لضمان مظهر جذاب في عملهن وأمام معارفهن. ولكن بالرغم من ذلك فقد تحدث مأساة حقيقية في حالة عدم اختيار صالونات ملائمة من أجل إجراء عمليات التجميل التي تصل في بعض الأحيان إلى تشويه الوجه مقابل تحقيق الربح من عمليات فاشلة قد تصل إلى الوفاة.