مليكة حراث جدد سكان حي 25 سالياج التابع إقليميا لبلدية الأبيار بالعاصمة مطالبهم للسلطات المحلية والولائية بانتشالهم من الوضعية والظروف المعيشية القاسية التي يتخبطون فيها منذ أزيد من 15 سنة جراء إقامتهم بسكنات فوضوية تنعدم فيها أدنى ضروريات العيش الكريم، وما زاد من متاعبهم هو تسرب مياه الأمطار إلى تلك البيوت نظرا لاهترائها نتيجة تشييدها ب(الباربان) والصفيح، والأمر الذي ساهم في معاناتهم أكثر هو تجاهل الجهات الوصية اتجاه مشاكلهم التي لا تعد ولا تحصى. وفي هذا الصدد تطالب أزيد من 50 عائلة السلطات المعنية وعلى رأسها والي العاصمة التدخل للاطلاع شخصيا على أوضاعهم المأساوية واتخاذ كافة الإجراءات التي يراها ضرورية من أجل حفظ كرامتهم وسلامتهم وأمنهم، وأوضح السكان أن بقائهم مستحيل في هذه السكنات التي تشبه إلى حد بعيد الزنزانات أو خم الدجاج، حيث تحولت حياتهم إلى جحيم لا يحتمل لاسيما بعد تساقط الأمطار حيث تتحول بيوتهم إلى مسابح الأمر الذي جعلهم يدقون ناقوس الخطر خوفا من انهيار تلك السكنات الهشة فوق رؤوسهم سيما بعد انزلاق التربة الذي ساهم بشكل كبير في استقرار هذه السكنات، ناهيك عن ارتفاع نسبة الإصابة بمختلف الأمراض كالربو والحساسية ومشاكل التنفس التي باتت تهدد الصحة العمومية للسكان، فضلا عن الحالات الناتجة عن تدهور المحيط البيئي والعمراني واهتراء المسالك الداخلية التي تعرقل خروج ودخول السكان إلى منازلهم خاصة مع تساقط كميات قليلة من الأمطار التي تكون كافية لكي تسد المنافذ ليستحيل عبوره. وكما أكد السكان أن سكناتهم تنعدم فيها قنوات الصرف الصحي، إذ يعتمدون في معيشتهم على النمط التقليدي للتخلص من المياه القذرة بإقامة الحفر والمطامر التي غالبا ما تمتلئ لتتسرب منها الفضلات نحو الخارج مشكلة مياه راكدة ومتسببة في انتشار الروائح الكريهة التي تسد الأنفس وتحول الحي إلى مكان خصب لنمو مختلف الحشرات الضارة ما يعرض خاصة الأطفال والرضع إلى الإصابة بأمراض مختلف خصوصا الطفح الجلدي الذي بات هاجسا أرهق كاهل أوليائهم. ومن جهة أخرى رفع سكان عمارات حي الموظفين المطلة على تلك الأكواخ الفوضوية إلى السلطات المحلية شكواهم من هؤلاء القاطنين بسبب انتشار الممارسات غير الأخلاقية من دعارة وتعاطي المخدرات وغيرها من الأعمال المشينة التي باتت هاجسا نغص عليهم راحتهم لاسيما وأن تلك البيوت الهشة محاذية لبنياتهم، وحسب أحد السكان أن هؤلاء شوهوا منظر الحي سواء بتصرفاتهم اللاأخلاقية أو بالنسبة لتلوث المحيط بسبب الانتشار الواسع والمذهل للنفايات الذي تترتب عنها روائح كريهة التي جلبت الحيوانات المتشردة التي وجدت ضالتها بين أكوام القمامة المنتشرة في أرجاء الحي الذي تحوّل إلى شبه مفرغة عمومية شوّهت منظر الحي، لأن هؤلاء القاطنين بالأكواخ يقومون برمي النفايات بطريقة عشوائية وحسبهم أنهم لا يفقهون وعي ثقافة المحافظة على المحيط. وأمام هذه الوضعية يجدد سكان العمارة بحي الموظفين انشغالاتهم إلى السلطات المحلية لإعادة الاعتبار لحيهم وتطهيره من النفايات التي يسببها هؤلاء والمطالبة بترحيلهم أو إيجاد حل قبل انتشار الأوبئة بالحي.