لازالت أكثر من 100 عائلة قاطنة بالحي الفوضوي الصومام ببرج البحري شرق العاصمة تعاني أوضاعا مزرية وكارثية في ظل خطر انهيار بناياتهم القصديرية التي تأويهم وعائلاتهم والتي لم يجدوا غيرها مأوى، خاصة بالنسبة للذين لا يفصلهم عن وادي الحميز إلا القليل، حيث تكاد تكون بناياتهم ملتصقة به ورغم الوضعية الحرجة التي يمر بها السكان إلا أن السلطات لم تقم بأي خطوة لترحيلهم أو تسوية وضعيتهم هذا ما خلق استياء وتذمرا لدى السكان. صرح بعض القاطنين بالحي القصديري أنهم راسلوا السلطات الوصية في العديد من المرات إلا أن مطالبهم بقيت حبرا على ورق ولم يعرهم المسؤولون أي اهتمام في ظل انشغالهم بأمور أخرى، وكأن مشكلتهم ومطالبهم لا تعنيهم وهم الذين لا يلتقوا بهم إلا في فترة الانتخابات من أجل إعادة انتخابهم وكسب أصواتهم. وعبر السكان عن مدى عمق المعاناة والغبن في هذا الحي القصديري الذي أصبحت الحياة فيه لا تطاق في ظل انعدام ضروريات الحياة الكريمة. وازدادات مخاوف هذه العائلات مع قدوم فصل الشتاء الذي تزداد فيه معاناة البحث عن قارورات الغاز وفيضان الوادي على السكنات القريبة من ضفافه وكذا انعدام قنوات الصرف الصحي وانتشار القوارض وانبعاث الروائح الكريهة من كل جهة. كما طرح السكان مشكل الكهرباء والربط العشوائي لها من الحي المجاور بطريقة غير قانونية، مما يؤدي إلى الانقطاعات المتكررة نتيجة كثافة الربط العشوائي، ورغم مطالبة السكان مصالح سونلغاز بالنظر في الأمر إلا أن الطلب قوبل بالرفض لعدم توفر الوثائق اللازمة لذلك كشهادة الإقامة ووثائق الملكية. هذا ويعاني الحي من انتشار خطير للمخدرات والمتاجرة بها في ظل احتواء الحي على الكثير من السكان الأفارقة من جنسيات مختلفة يمتهن معضمهم هذه المهنة الخطيرة التي أدت إلى انتشار الجريمة بهذا الحي. ويحمل السكان كل المسؤولية إلى السلطات المحلية التي لم تبادر إلى ترحيلهم حينما كان عددهم يعد على الأصابع وتركت الوضعية تزداد سوءا، رغم ذلك يبقى سكان هذا الحي يأملون وينتظرون التفاتة من المسؤولين لإنقاذهم من معظلتهم.