أعيد إغلاق ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أمس الثلاثاء في رام الله بعدما تم أخذ عينات من رفاته لفحصها سعيا لكشف لغز وفاته قبل أكثر من ثمانية أعوام. وقال مسؤول في لجنة التحقيق في وفاة الزعيم التاريخي الفلسطيني لوكالة فرانس برس (انتهت العملية، أغلق الضريح مجددا وسلمت العينات إلى الخبراء الفرنسيين والسويسريين والروس). وأفاد مراسلو فرانس برس عن البدء في إزالة السواتر الزرقاء التي وضعت حول الضريح قبل أسبوعين. وبدأت عملية فتح القبر وأخذ عينات من الرفات فجر أمس الثلاثاء عند الساعة 05,00 (03,00 تغ)، بحسب مصادر فلسطينية، وسُلمت العينات الى خبراء دوليين سيقومون بتحليلها في بلدانهم. وحضر العملية ثلاثة قضاة فرنسيين مكلفين تحقيقا في قضية قتل إثر شكوى قدمتها سهى عرفات أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل في فرنسا. وانتهت العملية قرابة الساعة العاشرة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي (8,30 تغ). وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس عمالا فلسطينيين يباشرون بإزالة السواتر الزرقاء التي وضعت حول ضريح عرفات منذ أكثر من أسبوعين. وأكد المصدر أن كلا من فرق الخبراء الفرنسيين والسويسريين والروس أخذ عينة خاصة به من الرفات. وكان من المفترض أن تجري جنازة عسكرية عند إغلاق الضريح ولكنها ألغيت. وعقد مؤتمر صحفي بعد ظهر أمس الثلاثاء في رام الله. وحضر مراسمَ فتح القبر المفتي العام للأراضي الفلسطينية الشيخ محمد حسين، حيث قال لوكالة فرانس برس عقب مغادرته الضريح (حضرت الى هنا لأنه يجب أن أكون موجودا عند فتح الضريح من الناحية الشرعية). وكانت سيارة إسعاف متوقفة في حرم المقاطعة، المقر العام للسلطة الفلسطينية حيث قبر عرفات في رام الله، وشوهد خبراء يرتدون بدلات بيضاء. وسيسعى الخبراء الدوليون لمعرفة ما اذا تم تسميم عرفات بالبولونيوم، وهي فرضية طرحت مجددا بعدما بثت قناة الجزيرة القطرية في جويلية الماضي فيلما وثائقيا يفيد بالعثور على آثار لهذه المادة الإشعاعية السامّة على أغراض شخصية تعود لعرفات. وحضر الى رام الله قضاة ٌ فرنسيون تلقوا شكوى في قضية قتل رفعتها سهى عرفات أرملة الرئيس الراحل. وتوفي عرفات عن 75 عاما في 11 نوفمبر 2004 في مستشفى عسكري بالمنطقة الباريسية نُقل إليه بموافقة الاسرائيليين الذين كانوا يحاصرونه منذ أكثر من سنتين في المقاطعة بسبب عودته إلى صفوف المقاومة وتخلِّيه عن مسار (السلام) المزعوم وماراطون المفاوضات العبثية التي طالت سنوات دون أن تُفضي إلى تحقيق أية نتيجة على صعيد استعادة الحقوق الشرعية للفلسطينيين وفي مقدمتها إقامة دولتهم المستقلة على أراضي 4 جوان 1967، حيث تأكد عرفات أن إسرائيل تماطل وتُناور لربح الوقت وإقامة المزيد من المستوطنات وتهويد الأقصى والقدس لفرض الأمر الواقع على الفلسطينيين وإجبارهم على القبول بتسوية ذليلة تُنهي قضيتهم العادلة إلى الأبد. ولم تُنشر على الإطلاق أي معلومات طبية واضحة عن سبب وفاته ويتهم عددٌ كبير من الفلسطينيين إسرائيل بتسميمه، الأمر الذي تنفيه الأخيرة. لكن البعض يشككون أيضا بتعاون فلسطيني في هذه القضية على خلفية صراعات على السلطة. وتجدد الجدل بشأن وفاة عرفات مسموما في الثالث من جويلية الماضي إثر معلومات نقلتها قناة الجزيرة القطرية في فيلم وثائقي أورد أن معهد الإشعاع الفيزيائي في لوزان اكتشف (كمية غير طبيعية من البولونيوم) في أمتعة شخصية لعرفات عهدت بها الى الجزيرة أرملته سهى عرفات. والبولونيوم مادة مشعة على درجة عالية من السمية استعملت في 2006 في لندن لتسميم الكسندر ليتفيننكو الجاسوس الروسي السابق الذي أصبح معارضا للرئيس فلاديمير بوتين. وقد صرّح توفيق الطيراوي رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية في مؤتمر صحافي السبت الماضي قائلاً (برغم أننا كلجنة تحقيق فلسطينية مقتنعون تماما ومعنا الشعب الفلسطيني أن إسرائيل اغتالته، إلا أنه أيضا لدينا كلجنة تحقيق البينات والقرائن التي تثبت أن الرئيس عرفات اغتيل من قبل إسرائيل). بينما قال المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية يغال بالمور بأن (ياسر عرفات توفي في مستشفى فرنسي وكل العناصر موجودة في ملفه الطبي ويكفي التحققُ منه). وفُتح قبر عرفات وسط توترات عائلية حيث يعارض ابن شقيقة عرفات ناصر القدوة إخراج الرفات. وقال في الآونة الأخيرة (مؤخرا خرج علينا البعض بفكرة بغيضة، هي نبش قبر الرئيس الراحل وتدنيس ضريحه والمساس برمزيته). ومن غير المتوقع بحسب الخبراء أن تظهر نتائج التحاليل قبل عدةأسابيع.