فجأة ومن دون مقدمات تشهد أدوار الشيوخ ورجال الدين إقبالاً من النجوم في مسلسلات رمضان 2013 وفي الأفلام السينمائية المصرية التي بدأ الإعداد لها، ما أثار تساؤلاً حول مغازلة الفنانين للتيارات الإسلامية، خصوصاً جماعة (الإخوان المسلمين) آملا في الحصول على مركز سياسي أو منحة، معنوية كانت أو مادية... وافق خالد صالح على تجسيد شخصية الشيخ عبد الحميد كشك في مسلسل جديد من المقرر عرضه في شهر رمضان المقبل، بعدما سبق أن رفضه قبيل تولي (الإخوان المسلمين) حكم مصر، بحسب مصادر مقربة منه، وهو يشرف بنفسه على كتابة السيناريو ويستمع إلى تسجيلات بصوت الشيخ الراحل ويطالع كتباً عنه للإلمام بتفاصيل الشخصية. بدوره وافق نور الشريف على أداء دور الشيخ أحمد ياسين، مؤسس (حركة حماس)، وهو الدور نفسه الذي يستعد حسن يوسف لتقديمه في مسلسل جديد مؤجل منذ عامين. لم يكتفِ نور الشريف بالموافقة بل زار الشيخ القرضاوي ليستشيره في تفاصيل خاصة بشخصية الشيخ الراحل، بحسب ما تردد في كواليس الزيارة. كذلك يسعى إلى لقاء قيادات (حماس) للإلمام بتفاصيل الشخصية، لا سيما أن العمل يتناول تفاصيل خاصة بالحركة، ما يؤكد تمسك نور الشريف بالدور والعمل برمته، لذا يتردد أن حسن يوسف يفكر في التراجع عن تقديم الشخصية والبحث عن عمل آخر. داعية وراهب يجسد هاني سلامة شخصية رجل دين وداعية إسلامي ملتزم في مسلسل (الداعية)، كتابة مدحت العدل وإخراج محمد جمال العدل، وتشارك في البطولة بسمة. كذلك يجسد شخصية شاب مسيحي يدخل إلى الرهبنة في فيلم (الراهب) كتابة مدحت العدل وإخراج هالة خليل وإنتاج شركة (العدل غروب). من جهته، وافق عمرو سعد على أداء دور أحد المشايخ في مسلسل (بشر مثلكم) كتابة محمد صابر عزب، إخراج حسام أبو العلا، وإنتاج ممدوح شاهين. اتهام باطل يقول هاني سلامة إن المسألة لا علاقة لها بالإخوان من قريب أو من بعيد، كل ما في الأمر أنه اتفق على أداء دور الداعية منذ فترة إلا أن العمل تأجل أكثر من مرة، إلى أن قررت الشركة المنتجة تصويره أخيراً، ومن دون أن تكون لذلك علاقة بتغير الأوضاع الحالية. بدوره يرى خالد صالح أن الشيخ عبد الحميد كشك لم يكن من الإخوان المسلمين، وليس من المنطقي اتهام الفنانين بمغازلة التيارات الإسلامية لمجرد أن البعض أدى دور رجل دين ما زالت آراؤه محل جدل كبير. اللافت أن معظم هؤلاء النجوم يؤدون أدوار رجال الدين للمرة الأولى في تاريخهم الفني، لذا يطالعون كتباً دينية للإلمام بتفاصيل الشخصيات التي يجسدونها سواء في السينما أو في التلفزيون. يبقى السؤال الذي يطرحه صانعو السينما والتلفزيون: هل يعد هذا الاتجاه مغازلة للإخوان أم مجرد هروب من مقصّ الرقابة التي سيأبى رئيسها حذف مشاهد في مسلسلات تتمحور حول الشيوخ ورجال الدين في ظل بلد يحكمه الإسلاميون؟.