* أنا امرأة تزوجت منذ ستة أشهر، ولكني للأسف لا أرى زوجي إلا في يوميْ الخميس والجمعة لأني أعمل بعيدًا عن زوجي، اكتشفت مؤخرًا أنه يكلم بنات عبر المسنجر ويتعرف عليهن إما للتسلية أو بحجة أنه يبحث عن زوجة علمًا أنه لا يخبرهن أنه متزوج، وعندما واجهته بالموضوع أنكر ورفض الاعتراف رغم أني رأيت محادثاته محفوظة على جهازه، وبعد أن رآني قد انهرت وأصبحت أبكي بشدة، سألني عما إذا كنت أريده بخيره وشره، وإذا كنت سأتحمله؟ وأعطاني مثالاً يقول إن بعض النساء تبتلى بزوج سكران وتتحمله، فقلت له إني لو لم أكن أريده بخيره وشره ما كنت واجهته بالموضوع أصلا، لأني أريد إنقاذ زواجنا، ولكن هل أستطيع تحمله إلى الأبد؟ فهو لم يعترف ولم يعتذر عن تصرفاته الخطأ، وأنا أعلم أنه لازال يحادثهن بالمسنجر، بالإضافة إلى أنه مشترك في موقع للزواج وكأنه يبحث عن زوجة أخرى، ونحن متزوجان حديثاً.. لا أعرف كيف أتعامل مع زوجي في هذا الموضوع؟ هل أواجهه مرة أخرى أم أسكت عنه إلى وقت أرى فيه ما يحدث؟ أفيدوني جزاكم الله خيرًا.. ** بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: حياكِ الله أختي الكريمة.. لم تخبريني في استشارتك عن الدافع وراء عملك في مكان بعيد عن زوجك، ولم تذكري تفاصيل عن وضعكم المادي، وهل أنتما بحاجة للدخل الذي يأتي من وراء هذه الوظيفة أم لا، وهل تشاركين بالفعل بجزء من هذا الدخل في نفقات البيت أم لا؟ أحياناً نُوجد المشكلة بأنفسنا، ونكلف أنفسنا بما لا يكلفنا الله به. وما حدث لزوجك أمرٌ طبيعي لحجم الفراغ الذي نشأ بغيابك عنه، وبخاصة أنكما ما زلتما في بداية حياتكما الزوجية، ولا يعني هذا أنه لا يتحمَّل قدرًا من المسؤولية. كفِّي عن النقاش معه في هذا الأمر ولا تفتشي وراءه حتى لا يصيبك الهمُّ والغم أكثر من ذلك، ورتبي أولوياتك مع نفسك أولاً من حيث البيت والعمل، ثم أخبريه أنكِ أنتِ شخصياً تعبتِ من هذا الوضع، وأنكِ بحاجة للقرب منه أكثر من ذلك والتمتع بحبه وحنانه ورعايته سبعة أيام في الأسبوع، وليس يومين فقط، وقررا سوياً إما أن تبحثي عن عمل آخر قريب من محل إقامتك، أو يبحث هو عن عمل قريب من محل عملك، وحاولي سدَّ الفراغ الذي نشأ في حياتك بالاهتمام به ومساعدته في البحث عن نقاط تميزه وتنمية مهاراته وقدراته، واقرأ سوياً في الكتب التي تساعد الزوجين في فهم كل طرف لشخصية الآخر وكيفية التعامل معه، ولا بأس أن تلتحقا بدورات في فنون العلاقات الزوجية، وامنحيه أكبر قدر من حبك ورعايتك له، وتضرعي إلى الله تعالى بالدعاء أن يصرفه عما هو فيه، وأن يحببه فيكِ ويحببك فيه.