شهدت مراكز الاقتراع إقبالا كبيرا من النّاخبين المصريين الذين اصطفّوا منذ ساعات صباح أمس السبت للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء على مشروع دستور جديد مثير للجدل. توافد آلاف النّاخبين منذ ساعات الصباح الباكر ووقفوا في طوابير طويلة امتدّت مئات الأمتار للإدلاء بأصواتهم، وسط توقّعات بمرور مشروع الدستور بنسبة تأييد ساحقة سيستغلّها مرسي لإسكات مناوئيه. وجرت المرحلة الأولى لعملية الاستفتاء أمس بإشراف قضائي بمشاركة 7 آلاف من أعضاء الهيئات القضائية المختلفة وفي ظلّ تأمين من الجيش والشرطة، حيث نشرت القوات المسلّحة أكثر من 120 ألف ضابط وجندي لتأمين مقار اللجان الانتخابية. ويجري الاستفتاء على مرحلتين، الأولى أمس السبت في 10 محافظات، وقالت اللّجنة العليا للانتخابات إن عدد المواطنين الذين يحقّ لهم الإدلاء بأصواتهم في المرحلة الأولى 26 مليونا و6 آلاف مصري. ومن المقرّر أن تجري المرحلة الثانية في ال 17 محافظة المتبقّية يوم السبت المقبل. وفيما يتعلّق بتصويت المصريين في الخارج قرّرت اللجنة العليا للانتخابات مدّ فترة التصويت للمصريين المقيمين في الخارج للاستفتاء على مشروع الدستور الجديد إلى يوم الاثنين حتى الساعة الثامنة مساء بتوقيت مقرّ كل بعثة دبلوماسية. وقالت اللّجنة إن عملية فرز الأصوات سوف تبدأ مباشرة فور انتهاء التصويت وتنتهي بحدّ أقصى يوم 20 ديسمبر الحالي. وقال مصدر حكومي مسؤول إن الاستفتاء على مرحلتين سيكلّف الدولة نحو 200 جنيه مصري (الدولار يساوي أكثر من ستّة جنيهات). ويسود انقسام حادّ بشأن بعض مواد الدستور الذي صاغته جمعية تأسيسية هيمن عليها إسلاميون، وتشمل هذه المواد الشريعة الإسلامية والحرّية الدينية وحقوق الإنسان وحرّية التعبير وصلاحيات الرئيس والمحكمة الدستورية ومحاكمة مدنيين أمام المحاكم العسكرية على خلفية جرائم تلحق ضررا بالقوات المسلّحة. وأدّى الانقسام في الرّأي بين التأييد والمعارضة إلى تنظيم مظاهرات حاشدة رافضة للاستفتاء أمام القصر الرئاسي وفي الوقت نفسه نظم المؤيّدون لمشروع الدستور مظاهرات أيضا. ووقعت مصادمات بين المؤيّدين الذين ينتمي غالبيتهم إلى التيار الإسلامي والمعارضين في مطلع الشهر الحالي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. وأسفرت زعنف مصادمات بين المؤيّدين والمعارضين لمشروع الدستور المصرى الجديد عن إصابة ستّة أشخاص في محافظة الإسكندرية (250 كليومتر شمال العاصمة القاهرة) الجمعة، حسب إحصاء وزارة الصحّة، فيما أصيب ثلاثة آخرون في القاهرة. إلى ذلك، إندلعت اشتباكاتٌ بالأسلحة النّارية صباح أمس السبت بمحيط لجان الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد بمدينة المحلّة الكبرى شمال غرب القاهرة، ما أدّى إلى حالة من الرّعب داخل اللجان. وقال مصدر محلّي ل (يونايتد برس إنترناشونال) إن مجهولون تبادلوا إطلاق النّار بمنطقة محلّة البرج بمدينة المحلّة الكبرى في محافظة الغربية (شمال غرب القاهرة)، ما أدّى إلى حالة من الرّعب بين المئات الذين ينتظرون الإدلاء بأصواتهم أمام مدارس بالمنطقة. وأوضح المصدر أن الاشتباكات التي لم يُعرف سببها وقعت في الشوارع المحيطة بمسجد الأربعين، فيما طاردت عناصر من الأمن مطلقي النّار لتوقيفهم.