لم تسلم الأحياء الجديدة من تلك الإضافات العشوائية التي صار يقيمها المواطنون وفق أهوائهم مما قد يمس جمالية الطابع العمراني لتلك الأحياء، بحيث راح البعض إلى إعادة هيكلة بيوتهم وشرفات منازلهم وفق أهوائهم دون حسيب أو رقيب حتى منهم من راح إلى إعادة طلاء تلك الشرفات بألوان تخالف ألوان العمارات ما من شأنه أن يفسد المظهر الخارجي للعمارات، ويختلق هؤلاء أعذارا متنوعة من أجل فرض رغباتهم بدعوى أن المنزل يدخل في ملكيتهم الخاصة ولهم الحق في تلك الإضافات والزيادات التي لا تخدم منظر الحي ومن شأنها أن تهدمه. نسيمة خباجة فظاهرة البناء العشوائي وجدت مكانها ووضعت بصمتها بقوة وسط الأحياء القديمة، بحيث أعيدت هندستها المعمارية وصار الكل يغيرون في تصاميم العمارات، فذلك ينقص من فتحة الشرفة والآخر يبني أسوارا لعدم العبور على منزله، دون أن ننسى الطلاء الذي تعددت ألوانه على مستوى العمارة الواحدة مما يشوه المنظر العام لتلك العمارات وينقلب بالسلب على منظر المدينة بأكمله، وإن عانت الأحياء القديمة من ذات المشكل لزمن طويل انتقلت الظاهرة إلى الأحياء الجديدة، ويبدو أن البعض غيروا مساكنهم من دون أن يغيروا عقليتهم التي باتت تطبعها السلبية والعشوائية بدليل إقدامهم على إعادة هيكلة المسكن وتغيير تصميمه الذي قد يشمل تغيير لون الطلاء أو الزيادة في فتحة الشرفة أو إنقاصها، وحتى الأبواب لم تسلم من تلك التغييرات العشوائية، بحيث عمت الفوضى ببعض الأحياء الجديدة بفعل تلك التغييرات التي قام بها الساكنون الجدد وفق أهوائهم. ولو كان الطابع العمراني لتلك الأحياء غير جميل لكان الأمر مقبولا وإنما جمالية تلك الأحياء الراقية لا تدعو إلى إضافة ولا شيء، خاصة وأنها مهيأة أحسن تهيئة وفق المعايير المدروسة التي صارت تساير المشاريع السكنية في السنوات الأخيرة لكنها لم تسلم من الإضافات العشوائية التي تفرضها بعض الدهنيات بدعوى أن التصميم لم يرقهم ولم ينل رضاهم. ما وقفنا عليه على مستوى بعض الأحياء الجديدة على غرار جنان السفاري، عين المالحة، السبالة، الأحياء الجديدة ببئر توتة، بحيث لم تبق العمارات على الحالة التي سلمت عليها بل خضعت إلى بعض التغييرات، ولحسن الحظ أن تلك التغييرات لم تقض كلية على الطابع الجمالي لتلك الأحياء الذي يخطف العقول من شدة روعته، لكن كما يقول المثل إرضاء الناس غاية لا تدرك وفق لمسلمة اختلاف الأذواق مما دفع البعض إلى إحداث بعض التغييرات على منازلهم خاصة الشرفات، ولحسن الحظ أن البعض حافظ على الحد الأدنى من جمالية الأحياء وضمان الشكل الموحد لتصاميم العمارات وعدم خرق نظامها، إلا أن البعض الآخر لم يهمهم سوى إرضاء أهوائهم وإعادة تشكيل بيوتهم وفق التصاميم التي يحبذونها، بل منهم من راح إلى تغيير لون الطلاء الخارجي للعمارات مما يهدم نوعا ما المنظر العام وهو السلوك الذي لم يتقبله بعض المواطنين الذي أثرنا عليهم النقاش بالأحياء الجديدة، بحيث قال أحد المواطنين من حي 300 مسكن ببئر توتة إن إقدام البعض على تجسيد رغباتهم من حيث إلحاق منازلهم ببعض التغييرات من شأنه التأثير على جمالية الحي بأكمله، فكان من الأولى الحفاظ على الشكل الموحد للعمارات وليس هدم شكلها بتلك الإضافات التي تكون بصفة عشوائية في بعض الأحيان. ومست تلك التغييرات العديد من الأحياء السكنية الجديدة التي عمتها الفوضى من راء تلك الإضافات المبنية على رغبات شخصية، وتبقى دواوين الترقية والتسيير العقاري المكلفة برقابة تلك الجوانب غائبة عن هذا الواقع، على الرغم من انتشار أعوانها بكثافة على مستوى تلك الأحياء.