ظهرت معظم الأحياء الجديدة التي استفاد المواطنون من سكنات على مستواها في أبهى حلة في الأول، خاصة وأنها تتوسطها مساحات خضراء تسر الناظر إليها ويتمتع من خلالها بنسمات عطرة وهواء نقي ناهيك عن لعب الأطفال في مساحاتها المحاذية· لكن ومع مرور الأيام وتغير الفصول تعرضت تلك المساحات إلى نوع من الإهمال ويبست أغصان تلك الشجيرات وتغير لونها ومالت إلى الاصفرار ولم تبق على الصورة الجميلة التي كانت عليها في الأول، وكانت السلطات البلدية ببعض النواحي في خبر كان ولم يتواصل الاهتمام بتلك المساحات الخضراء الخلابة وأهملت· إلا أن غيرة بعض الشبان على أحيائهم جعلتهم يهتمون بها من كل النواحي سواء من ناحية تنظيف أدراج العمارات في ظل غياب منظفات مختصات في التنظيف على الرغم من الرقي والتطور اللذان يميزان تلك العمارات، إلا أن تلك النقطة تبقى غائبة، إلى جانب اهتمامهم بالمساحات الخضراء التي تتوسط الحي وتتمركز كذلك بحوافه وبحواف العمارات خاصة وأن منها تُستنبط جمالية الحي، وتغير الفصول أدى إلى تغير طبيعة تلك المناظر الخلابة، وبالنظر إلى غياب أعوان مختصين في البستنة تكفل أبناء الحي وكذا شيوخه الذين لهم خبرة في المجال بتوجيه الشبان لخدمة تلك الجنات الخضراء وإنقاذها من الضياع والإهمال لاسيما وأنها زادت كثيرا من جمالية الأحياء الجديدة ومن غير اللائق إهمالها· هو ما وقفنا عليه بمنطقة بئر توتة وبالضبط بالأحياء الجديدة المهيأة من جميع النواحي، وما زاد من بهائها هي تلك المساحات الخضراء التي تتوسط الأحياء والتي كانت في أبهى حلة في الأول، لكن ومع توالي الأيام وتغير الفصول لم تبق تلك البساتين على طبيعتها وإنما تغير منظر نباتاتها ويبست أغصانها الأمر الذي لم يعجب السكان وانطلق الشبان في رحلة خدمة الأرض وإعادة تهيئة تلك المساحات الخضراء بتدريب من الكبار الذين تتسع معلوماتهم في ذلك الجانب ويفوق إدراكه إدراك الشباب· اقتربنا من الحي من أجل رصد بعض الآراء فقابلنا منظر الشبان وهم يكدون ويجتهدون من أجل إعادة المنظر اللائق لتلك المساحات الخضراء مثلما كانت عليه في الأول أو أحسن، كما بينوا عزمهم على ذلك منهم أحد الشبان الذي وجدناه يزيل الأغصان اليابسة، قال إنه أقدم على العمل بمبادرة منه خاصة وأن الحي أصبح ملكا لهم ومن الواجب المحافظة عليه من جميع الجوانب خاصة ضمان نظافته وإعادة تهيئة مساحاته الخضراء التي زادت من جماليته· نفس ما بينه شاب آخر الذي قال إن السلطات البلدية لم تبين نواياها في إعادة تهيئة تلك المساحات التي بقيت على حالها ولم يمسها أحد منذ أن وطأت أرجلنا الحي وإن كانت في بادئ الأمر على أبهى صورة، مع توالي الأيام مسها غضب الطبيعة وتحولت عن منظرها خاصة وأن النباتات والشجيرات تحتاج إلى رعاية، فبادر أبناء الحي بإعادة إحياء تلك النباتات بنزع الأغصان الضارة والأعشاب اليابسة والميتة، إنه من الواجب خدمة حينا الذي هو في الحقيقة نعمة وضعت بين أيادينا· ويبقى الضمير الحي لأغلب الشباب على مستوى تلك الأحياء سمة إيجابية نعتز بها في ظل التهاون واللامبالاة للسلطات المحلية·