في سنوات الثمانينات أصدرت السلطات الجزائرية قرارا يخص شرفات المنازل والعمارات، يمنع المواطنين من نشر غسيل الملابس عليها، واعتبرت السلطات ذلك تشويها للمناظر وللعمران. وقادت حملة إعلامية كبيرة لحث الجزائريين على الحفاظ على الطابع الجمالي وتحويل الشرفات إلى مكان للورد، لكن الظروف فرضت أن تبقى الشرفات في منظور الجزائري مكانا لنشر الغسيل أو لوضع ''الخردة ''، وحولها بعضهم بعد تغطيتها إلى غرفة أو مطبخ يتيح له مساحة إضافية في عز أزمة السكن التي شهدتها الجزائر. وجدت الشرفات من أجل تنفيس الفرد عن نفسه والترويح عليها بعد ساعات من العمل، لكن المثير أنها تحولت من وظيفتها التي أنشأت لها، لتصبح مكانا إضافيا أو مساحة لتوسيع الغرفة المجاورة للشرفة في أغلب الأحياء، حيث يتم إكمال بناء السور، لتكون مكانا لينام فيه أفراد الأسرة الكثيرة العدد . كما تستخدم العديد من العائلات الجزائرية الشرفات لوضع الأغراض التي لا تستعملها وذلك ''لحاجة في نفس يعقوب''، كما رددت السيدة ''كريمة. س '' التي تقطن في حي ''الكونفور ''عندما طرحنا السؤال عليها عن تلك الأغراض الموجودة في شرفتها والمتمثلة في ''علب قديمة ودلاء وكراسي مكسرة وبعض الأواني القصديرية القديمة، رغم أن تلك الشرفة موجودة في واجهة الساحة، وكان بالإمكان استغلالها أحسن استغلال، فردت أنها تحتفظ بها للذكرى ! سرقة ''زرابي'' البيوت من الشرفات عن طريق القطط في حادثة طريفة، وبطريقة فنية، انتهجتها عصابة سرقات البيوت في بلدية ميلة، وبالضبط شهدها حي العمارات الخمس في أعالي البلدية، أن اكتشف سكان الحي تعرض منازلهم لسرقات ''الزرابي'' فقط، دون الأشياء الأخرى. وبعد تحريات حثيثة اكتشف السكان أن العصابة تقوم باستخدام القطط لتصعد إلى شرفات المساكن لتقوم القطط بأظافرها وسحبها إلى الأسفل وتسقط الزربية إلى الأرض ليتم التقاطها بإحكام. ولكن المثير للفضول أيضا أن السرقات تتم في الصباح الباكر مباشرة بعدما تقوم ربات البيوت بوضع الزرابي في الشرفة بغية تنظيف الغرف، دون أن يشعرن بوجود لص ذكي اسمه ''قط''. عنوان للجمال يرى محمد سرادي وهو فنان ومختص في ديكور المنازل وطلائها في تصريحه ل''البلاد''، أن ديكور الشرفات هو عنوان الجمال الداخلي للبيوت، مضيفا أنها تحتاج إلى دراسة متأنية، خصوصا بالنسبة لمساحة الشرفة وشكلها . كما تدفع مساحة الشرفة أصحاب البيت كما يوضح المتحدث إلى التفنن في تزيينها سواء من الداخل أي في الشرفة بعينها أو من الخارج أي في الجدران. كما أن شكل الشرفة أيضا يلعب دورا كبيرا في تزيينها، فالشرفة المستطيلة ليست مثل الشرفة المربعة أو المثلثة أو التي تأتي طولية ومربعة في آن واحد، يقول فنان الديكور . كما أن تصميم الأماكن في الشرفات يجعل الفرد يشعر بالكثير من الطمأنينة، خصوصا إذا كان الديكور مرتبطا بالخضرة والطبيعة، فهناك من يتفنن في وضع مزهريات خاصة بالورود مختلفة الألوان.من جانب آخر، قال المتحدث إنه يمكن تصميم سور الشرفة من الخارج عن طريق وضع ورود ملونة مع طلاء السقف بلون يبعث على التفاؤل، خصوصا إذا كانت الشرفة مساحتها واسعة وهو ما يتيح وضع طاولة وبالكراسي، حيث يجد الفرد نفسه في مكان بعيد عن الضغوطات اليومية.