كانت بداية القصّة حينما اعتقل الفلسطيني (خ.ج) وهو اسم مستعار لعميل عمل مع الاحتلال الصهيوني البغيض ما يُقارب نصف قرن، تمّت مساومته داخل السجن وعرض عليه الارتباط مع المخابرات الصهيونية فوافق على العمل معهم. حكم على العميل (خ.ج) بالسجن مدّة أربعة أشهر، كان خلالها يخبر المخابرات الصهيونية عن أيّ أمور تحصل داخل السجن عن طريق مقابلته لضبّاط المخابرات. وكان للعميل المذكور كلمة سرّ يكتبها على رسائل الصليب الأحمر حينما كان يريد مقابلة ضابط المخابرات في السجن من أجل تزويده بالمعلومات. وأفرج الاحتلال الصهيوني عن العميل الذي ينحدر من غزّة المعروفة بإنجاب الأبطال بعد أربعة أشهر من الاعتقال، واستمرّ بعد الإفراج عنه في مقابلة ضابط المخابرات، وكانت المقابلات تحدث في أماكن عدّة خلال فترة احتلال قطاع غزّة. وكان العميل يستلم مبالغ مالية بسيطة في ذلك الوقت ويزوّد ضابط المخابرات بأخبار عن الجيران والحي والوضع العام، وتشمل هذه المعلومات أيّ مشاكل تحدث في المناطق والأحياء كالمظاهرات في المدارس وأسماء المنتمين إلى التنظيمات الفلسطينية. واستمرّ العميل في عمالته طيلة عهد ما قبل السلطة الفلسطينية، وفي عهد السلطة عمل سائق أجرة من غزّة إلى الجنوب، وكان خلال عمله يزوّد ضبّاط المخابرات بالحديث الذي يسمعه من الركّاب. تطوّر عمل العميل مع مخابرات الاحتلال جديد وأصبح يتقاضى أجورًا عالية مقابل تقديمه للمعلومات في فترة ما بعد قدوم السلطة ومتابعته لعدد من سيّارات الشخصيات المهمّة آنذاك، واستمرّ عمله إلى ما بعد الانتفاضة الثانية وشمل نشاطه الاستخباري أن يقوم بعملية مسح لبعض الأماكن بالتواصل المباشر عبر الجوّال بينه وبين الضابط، وزوّد الضابط بمعلومات أمنية تتعلّق بمنازل ومؤسسات ومحال تجارية. ووفق تحقيقات الجهات الأمنية الفلسطينية المختصّة فإن العميل أكّد أنه سمع عن حملة العفو التي أعلنت عنها وزارة الداخلية، لكنه كان يستبعد أن يتمّ كشفه واعتقاله. وتواصل المذكور مع المخابرات منذ عام 1971 وحتى العام 2010 وزوّد المخابرات بمعلومات أمنية خطيرة جدًّا أدّت في بعض الأحيان إلى سقوط عدد من الشهداء. ولا يذكر العميل وفق التحقيقات تواريخ المهام التي كلّف بها من المخابرات الصهيونية لطول الفترة التي تواصل فيها مع المخابرات وتقدّمه في العمر.