صرّح بوعبد اللّه غلام اللّه وزير الشؤون الدينية والأوقاف بداية الأسبوع الجاري أنه لا يمانع في إنشاء نقابة تسهر على الاهتمام بشؤون عمال السلك الديني، مؤكّدا أنه كان من أوائل المنادين بتشكيل نقابة تهتمّ بشؤون عمال القطاع كباقي القطاعات الأخرى. ومن جانب آخر، شدّد غلام اللّه على أهمّية دور الإمام في خدمة الأمّة وتوجيهها، داعيا كافّة الأئمة إلى ضرورة التمسّك بالمرجعية التي أجمع عليها المجتمع وعدم مخالفتها. أكّد بوعبد اللّه غلام اللّه وزير الشؤون الدينية والأوقاف أوّل أمس الاثنين على هامش انعقاد الندوة الشهرية لمديرية الشؤون الدينية والأوقاف في دار الإمام بالمحمّدية بالجزائر العاصمة، أنه (لا يمانع في إنشاء نقابة تهتمّ بشؤون موظفي وأئمة وعمال السلك الديني)، موضّحا أنه كان من الأوائل الذين نادوا بتشكيل نقابة تهتمّ بشؤون موظفي القطاع كبقية قطاعات الدولة الأخرى. وفي ذات السياق، شدّد وزير الشؤون الدينية والأوقاف على ضرورة أن يعمل الإمام من أجل خدمة الأمّة وتوجيهها، وقال في هذا الإطار إنه ينبغي على إمام المسجد أن يهب نفسه لخدمة هدف أسمى وهو خدمة الدين والوطن والأمّة (لأن الإمام في الجزائر جزء من الأمّة والدولة ليس كبعض الدول فحقوقه مصانة). في سياق آخر، أكّد عبد اللّه غلام اللّه في كلمة له بمناسبة انعقاد الندوة الشهرية لوزارة الشؤون الدينية، والتي حملت عنوان (المرجعية الدينية الوطنية ودورها في الحفاظ على الهوية الوطنية)، أن (وحدة الأمّة لابد أن تتجسّد في المسجد) لأنه يعدّ (البوتقة) التي تنصهر فيها شخصية المجتمع، موضّحا أن الإمام ليس (موظفا) فقط بل هو أداة لخدمة الأمّة، وقال في هذا الصدد إن الإمام عندما اختار المحراب والمسجد فليسخر نفسه خادما لأمّة وموجها لها ولابد أن يكون من الناصحين لأفراد المجتمع لا يفرّقهم عن جماعتهم بل يقويها)، مضيفا أن (الإمام في الجزائر جزء من الأمّة والدولة لابد أن يحرص كلّ الحرص على ما أجمعت عليه الأمّة لا يخرج عن المرجعية المتّبعة في المجتمع إلى مرجعية أخرى لا تليق به، ويجب أن يعمل في انسجام تامّ مع كلّ مؤسسات الدولة الأخرى). من جانبه، أكّد الدكتور محمد عيسى المفتش العام بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف (أن المرجعية الدينية والوطنية هي التي توحّد الأمّة وتحصّنها من أيّ خطر خارجي)، وبعد أن أحاط المحاضر بالعناصر التي تكون المرجعية الدينية الوطنية أكّد على واجب الشعور بالانتماء إلى الوطن، مشيرا إلى أن ذلك هو المنقذ الحقيقي للهوّية الوطنية الجزائرية في أبعادها الإسلامية العربية والأمازيغية. وأضاف محمد عيسى أن رسالة الأئمة هي نقل ذلك الإرث والحفاظ على الأمانة وتبليغها للأجيال، مشدّدا على ضرورة العمل بإخلاص وتدبّر وتبصّر في إطار المرجعية الدينية الوطنية. وأوضح المفتش العام بوزارة الشؤون الدينية أن (الجزائر خرجت منتصرة على الاستعمار بعد أكثر من 132 سنة من الاستدمار والتقتيل والمسخ والتشويه، غير أن المعركة لم تنته بعد فالاستعمار الحديث حاليا أو ما يسمّى بالغزو الثقافي هو أشدّ وأخطر بكثير لأنه يهزّ وحدة الأمّة ويضعف من همتها). وفي سياق ذي صلة، قال المحاضر ينبغي: (أن نقلّد من هو أقرب إلينا قبل أن نقلّد البعيد لأننا لا ندري ماذا يحمل لنا في جعبته من أفكار ضالّة خطيرة لا تتماشى والمبادئ التي اتّفق عليها علماء الأمّة، وكذا الهوية الوطنية). كما أكّد الدكتور يوسف بالمهدي مدير التوجيه الديني والتعليم القرآني بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف بدوره على وحدة صفّ الأمّة الجزائرية من أيّ دسائس تحاك ضدها، مشيدا بفتاوى العلاّمة عبد الحميد بن باديس (بتأسيسه لتوجّه ديني وطني يخدم الاستقلال الوطني ويرفض الاستعمار)، مشيرا إلى أن العلماء كانوا دائما ولا يزالون يبحثون عن الأشياء التي تجمع عليها الأمّة وتوحدها. للإشارة، فقد انعقدت الندوة الشهرية لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف أوّل أمس الاثنين في دار الإمام بالمحمّدية بالجزائر العاصمة تحت عنوان (المرجعية الدينية الوطنية ودورها في الحفاظ على الهوية الوطنية) بحضور أئمة ومرشدين ومرشدات ومفتشين وأساتذة وأعضاء من السلك الديني.