أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، السيد بوعبد الله غلام الله، أن “وحدة الأمة لابد أن تتجسد في المسجد” باعتباره “البوتقة” التي تنصهر فيها شخصية المجتمع ككل. وأوضح السيد غلام الله في كلمة له، أول أمس، بمناسبة انعقاد الندوة الشهرية لمديرية الشؤون الدينية والأوقاف بدار الإمام بالمحمدية تحت عنوان “المرجعية الدينية الوطنية ودورها في الحفاظ على الهوية الوطنية” بحضور أئمة ومرشدين ومرشدات ومفتشين وأساتذة وأعضاء من السلك الديني أن الإمام ليس “موظفا” فقط بل عندما اختار المحراب والمسجد -قال الوزير- ليسخر نفسه “خادما لأمة وموجها لها “لا بد أن يكون من الناصحين لأفراد المجتمع لا يفرقهم عن جماعتهم بل يقويها”. وقال “إن الإمام في الجزائر جزء من الأمة والدولة لا بد أن يحرص كل الحرص على ما أجمعت عليه الأمة لا يخرج عن المرجعية المتبعة في المجتمع إلى مرجعية أخرى لاتليق به ويجب أن يعمل في انسجام تام مع كل مؤسسات الدولة الأخرى”. ومن جهته، أكد الدكتور محمد عيسى المفتش العام بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف “أن المرجعية الدينية والوطنية هي التي توحد الأمة وتحصنها من أي خطر خارجي”. وبعد أن أحاط المحاضر بالعناصر التي تكون المرجعية الدينية الوطنية أكد على واجب الشعور بالانتماء للوطن، مشيرا إلى أن ذلك هو المنقذ الحقيقي للهوية الوطنية الجزائرية في أبعادها الإسلامية العربية والأمازيغية. وأضاف أن رسالة الأئمة هي نقل ذلك الإرث والحفاظ على الأمانة وتبليغها للأجيال وأن يعمل باخلاص وتدبر وتبصر في إطار المرجعية الدينية الوطنية. وقال الدكتور محمد عيسى إن “الجزائر خرجت منتصرة على الاستعمار بعد اكثر من مائة و32 سنة من الاستدمار والتقتيل والمسخ والتشويه غير أن المعركة لم تنته بعد فالاستعمار الحديث حاليا أو ما يسمى بالغزو الثقافي هو أشد وأخطر بكثير لأنه يهز وحدة الأمة ويضعف من همتها”. وفي موضوع متصل، قال المحاضر ينبغي أن “نقلد من هو أقرب إلينا قبل أن نقلد البعيد” لأننا كما قال لا ندري ماذا يحمل لنا في جعبته من أفكار “ضالة خطيرة” لا تتماشى والمبادئ التي اتفق عليها علماء الأمة وكذا الهوية الوطنية. وبدوره أكد الدكتور يوسف بالمهدي مدير التوجيه الديني والتعليم القرآني بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف على وحدة صف الأمة الجزائرية من أي دسائس تحاك ضدها، مشيدا هو الآخر بفتاوى العلامة ابن باديس بتأسيسه لتوجه ديني وطني يخدم الاستقلال الوطني ويرفض الاستعمار”، مشيرا إلى أن العلماء دائما كانوا ولا يزالون يبحثون عن الأشياء التي تجمع عليها الأمة وتوحدها. ومن جهة أخرى، أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف أنه “لا يمانع من إنشاء نقابة تهتم بشؤون موظفي وأئمة وعمال السلك الديني”. موضحا أنه كان من الأوائل الذين نادوا بتشكيل نقابة تهتم بشؤون موظفي القطاع كبقية قطاعات الدولة الأخرى. وفي نفس الموضوع أكد الوزير أنه ينبغي على إمام المسجد أن يهب نفسه لخدمة هدف أسمى وهو خدمة الدين والوطن والأمة “لأن الإمام في الجزائر جزء من الأمة والدولة ليس كبعض الدول فحقوقه مصانة”.