تقع قرية أهل الذراع ببلدية الحوضين، والتي تبعد عن عاصمة الولاية المدية 105كلم، عرف سكانها عبر التاريخ بالشهامة والإلتحام فيما بينهم وقت الشدة، لذا أطلق عليهم اسم أهل الذراع على اعتبار أنهم ذوو قوة وأنفة، كما أنهم يكسبون قوت يومهم من خلال جهدهم اليومي سواء عند المعمرين بسهول متيجة ناحية أربعاء بني موسى بولاية البليدة حاليا، أو بالمساحات الصغيرة بالقرب من إقامة مساكنهم بعد طردهم من طرف المعمرين الذين استولوا على أراضيهم بطريقة أو بأخرى بعد احتلالهم الجزائر عام 1830 لكن رغم هذا الإرث الشعبي والخصال، فإن وضعية سكان المنطقة لم تشهد تغييرا كبيرا منذ فجر الاستقلال في ظل غياب أدنى التفاتة من قبل السلطات المحلية. كما أن عشرية المأساة الوطنية زادت من معاناتهم، حيث شهدت كل قرى هذه البلدية ذات الطابع الجبلي باستثناء التجمعات المحاذية للطريق الوطني رقم 8 أين الأمن النسبي، نزوحا وبالجملة لسكانها إلى البلديات المجاورة على غرار بلدية تابلاط مقر الدائرة والأربعاء بالبليدة بالإضافة إلى منطقة الكاليتوس وبراقيوالجزائر العاصمة. وتعيش الأقلية المتبقية بمحيط مقر البلدية على ما تدره عليهم قطع أراضيهم الخصبة رغم صغر مساحاتها، وأن الزائر إلى هذه القرية يخيّل له أنها خاوية على عروشها لوجود ثلة قليلة من شباب أهل الذراع نظرا لهجرة الأغلبية منهم نحو حقول المجموعات الفلاحية بالمتيجة، ببلديات بوقرة -مفتاح الأربعاء- سيدي موسى وبوفاريك، للظفر بفرصة عمل موسمي لجني وقطف المحاصيل الفصلية كالبرتقال والعنب، بالإضافة إلى مختلف الخضر والفواكه الأخرى، في حين يتوجه بقية الشباب حسب من تحدثوا إلينا، إلى ورشات البناء بمنطقة براقي وبن طلحة والعاصمة أو بالولايات المجاورة للعمل من أجل كسب قوتهم اليومي، أما القلة القليلة من الذين واصلوا دراستهم بالمعاهد والجامعات، فإن المحظوظ منهم من تحصل على منصب عمل في إطار الشبكة الاجتماعية أو وكالة دعم تشغيل الشباب بأجور لا تفي بتغطية الحالات الاجتماعية لأفراد أسرهم التي عادة ما يفوق عدد أفراد العائلة العشرة أفراد، كحال الشاب (س. م) 25 سنة العامل في إطار وكالة تشغيل الشباب والذي يعيل عائلة من عشرة أفراد مع والد قعيد وأم طاعة في السن، وأنه من خريجي معهد الحقوق منذ أربع سنوات ويشتغل في إحدى المصالح التابعة للبلدية. أما فيما يخص المرافق التنموية فهي تكاد تكون معدومة، فحتى بالنسبة للطريق الوحيد الرابط بين قريتهم والبلدية، وبالرغم من تعبيده خلال السنوات القليلة الماضية فإنه أصبح بحاجة ماسة لإعادة هيكلته حسب سكان الجهة. وفي الجانب الصحي، يطالب السكان بقاعة للعلاج، باعتبار أن القاعة الوحيدة التي تشتغل تتواجد بمقر البلدية والتي تبعد عن مركز القرية بأزيد من 4 كيلومترات، وهي تفتقر إلى الوسائل المطلوبة في الحالات الاستعجالية، أما فيما يخص الحوامل من نساء الدوار فإنهم يتوجهون إلى مستشفى بلدية تابلاط الذي يبعد عن المنطقة بنحو 15 كلم، كما يلح سكان أهل الذراع بضرورة توفير هذا المرفق الصحي بالإضافة إلى تدعيم قاعة العلاج التابعة لبلدية الحوضين بجناح للتوليد من أجل تخفيف العبء عن النساء والأطفال. من جهتهم ناشد سكان هذا الدوار السلطات المحلية بإمكانية إيصال الكهرباء إلى بعض المساكن بالقرية التي لا تزال محرومة من الطاقة الكهربائية في إطار سكان الريف، حيث يضطر هؤلاء السكان الذين لا يتوفرون على الكهرباء إلى توصيل بيوتهم بالكهرباء مباشرة من الأعمدة أو عبر بيوت الأقارب بطرق عشوائية، تشكل أخطارا محدقة بسلامة الكبار والأطفال على حد السواء وفي أي لحظة.