تقع قرية بوخراط ببلدية الحوضين ،والتي تبعد عن عاصمة ولاية المدية بأكثر من 135 كلم، حيث تعرف ببسالة أبنائها إبان الثورة التحريرية المباركة أين وقعت بها إحدى أهم معركة حربية، وسميت باسم معركة بوخراط نسبة لهذه المنطقة، حيث ألحق المجاهدون أضرار بليغة بالعدو وإعترافا بمجاهدي المنطقة تم إنشاء نصب تذكاري يؤرخ لهذا الحدث التاريخي. لكن ورغم هذا الإرث التاريخي إلا أن وضعية السكان لم تعرف النور منذ الاستقلال نتيجة غياب أدنى التفاتة من قبل السلطات المحلية، كما أن العشرية السوداء زادت من معاناة السكان حيث شهدت نزوح عدد كبير من سكانها إلى البلديات المجاورة فيما يعيش الباقون على ما تدر عليهم أرضهم الخصبة من لقمة عيش. وللوقوف على حقيقة الأمر كانت للحياة العربية زيارة للمنطقة وعند وصولنا إلتف من حولنا شباب المنطقة لرفع إنشغالهم من بينهم الشاب س- ج فأجابنا أن جل الشباب الذين يصلون سن العمل الذي حدده بحوالي 14 سنة ويكونون قد أتموا دراستهم يتجهون صوب الحقول والبساتين المنتشرة عبر مناطق المتيجة كبوقرة مفتاح وغيرها ليعملوا هناك في جني البرتقال ومختلف الخضر والفواكه الأخرى والتي تدر عليهم أموال تقيهم شر الفاقة، بينما بقية الشباب حسب محدثنا دائما فيتجهون إلى ورشات البناء في العاصمة والولايات المجاورة للعمل من أجل كسب قوتهم بالحلال رغم الأوضاع المزية التي يتميز بها هذا العمل .أما القلة القليلة من الذين واصلوا دراستهم بالمعاهد و الجامعات أجابنا أحد السكان أن المكان الوحيد لا يتعدى إطار الشبكة الاجتماعية حيث يتقاضون ثلاث ألاف دينار شهريا، وهي منحة لا تكفي لإعالة عائلة من عشرة أفراد مع والد دون عمل وأم كبيرة في السن حسب الشاب ل- خ متخرج من معهد الحقوق منذ أربع سنوات ويشتغل في إحدى المصالح التابعة للبلدية في إطار الشبكة الاجتماعية .تلكم عينة صغيرة عن شباب هذا الدوار ، و عن المرافق التنموية فهي تكاد تكون معدومة فحتى الطريق الوحيد الرابط بين قريتهم و البلدية لم يتم تعبيده إلا في السنوات القليلة الماضية ويبقى يحتاج للترميم، وفي هذا الصدد طالب سكان بوخراط ضرورة إعادة تعبيد هذا الطريق و مراقبة المقاولة مراقبة بجدية، لأنهم هم المتضررون من أي تلاعب أو إهمال قد تقوم به المقاولة المستفيدة . ومن جهة أخرى طالب سكان بوخراط بقاعة للعلاج باعتبار أن القاعة الوحيدة المتواجدة بمقر البلدية و التي تبعد عن الدوار بأكثر من كيلومترين تفتقر لجل الوسائل المطلوبة في الحالات الاستعجالية كحالات الحوامل من نساء الدوار فإنهم يتوجهون إلى مستشفى بلدية تابلاط و الذي يبعد عن المنطقة ب35 كلم ، مطالبين في ختام حديثهم ضرورة توفير هذا المرفق الصحي ، بالإضافة إلى تدعيم قاعة العلاج التابعة لبلدية الحوضين بجناح للتوليد وهذا من أجل تخفيف العبء عن نسائنا و أطفالنا . من جهتهم ناشد العديد من سكان الدوار في حديثهم مع الحياة العربية السلطات المحلية ضرورة إيصال الكهرباء إلى بعض الجهات من القرية التي لم تنعم بنور المصابيح بعد حسب السيد ع-ن حيث يضطر هؤلاء السكان الذين لا يتوفرون على الكهرباء إلى توصيل بيوتهم بالكهرباء مباشرة من الأعمدة أو عبر بيوت الأقارب التي تزيد المسافة بينهم بأكثر من 500 متر وهو ما يشكل خطرا كبيرا على سلامتهم و سلامة أطفالهم .