راداميل فالكاو غارسيا هو، بلا شكّ، واحد من اللاّعبين الأكثر شهرة في الوقت الحالي، إذ يعيش هذا الهدّاف المتألّق فترة زاهية مع أتلتيكو مدريد ومنتخب بلاده كولومبيا، حيث يقاتل بشراسة مع أبناء العاصمة الإسبانية في منافسات دوري (اللّيغا)، كما يبذل الغالي والنّفيس مع الكافيتيروس من أجل التأهّل إلى كأس العالم البرازيل 2014. عن موقع "اليفيا" يمرّ (النمر) بأحسن فترات مسيرته الكروية، كيف لا وهو الذي يتقدّم لاعب الريال رونالدو في عدد الأهداف في (اللّيغا). وقد خص فالكاو موقع (الفيفا) بحديث حصري تطرّق فيه إلى ما يعيشه مع منتخب بلاده وتأثير خوسي بيكرمان على أداء الكافيتيروس، مفضّلاً عدم الدخول في مقارنات بين الفريق الحالي والجيل الذهبي الذي تألّق في التسعينيات. * هل تفكّر في ترك أتلتيكو مدريد؟ ** قد يتفاجأ الكثيرون إذا قلت لكم إنني لا أفكّر إطلاقا في ترك فريقي الحالي أتلتيكو مدريد، صحيح أن أندية مثل الرّيال وتشيلسي تريدني لكنّي لا أبالي بهذين العرضين. * هل تحلم بالفوز بلقب (اللّيغا)؟ ** كل لاعب يتمنّى أن يتوّج بلقب هدّاف (اللّيغا)، لكن أن تفوز به بوجود ميسي ورنالدو فهذا صعب جدّا، فحتى وإن كنت أتفوّق في عدد الأهداف عن رونالدو لكن أن أصل إلى عدد أهداف ميسي فهذا في نظري الخاص ضرب من الخيال. * أيهما تفضّل: ميسي أو رونالدو؟ ** كلا اللاّعبين يملكان مهارة فنّية عالية ومن الصعب عليّ اختيار أحد عن الآخر. * لكن سبق لك وأن صرّحت بأنك تفضّل ميسي... ** صحيح، سبق لي وأن صرّحت أكثر من مرّة بأنني معجب بأداء ميسي، فهو لاعب يملك بعض الخصوصيات التي لن تجدها عند رونالدو. * قال خوسي بيكرمان في مؤتمر صحفي إن كولومبيا جاهزة الآن لكي تعود إلى كأس العالم بعد أن غابت عن آخر ثلاث نسخ، هل توافق على هذا الطرح؟ ** نحن نعمل بهدف الذهاب إلى كأس العالم، لا تزال هناك الكثير من المباريات في تصفيات أمريكا الجنوبية، لكننا في وضع جيّد ونحن على علم بذلك. نؤمن بقدرتنا على الوصول إلى هذه البطولة الكبيرة، وفي ما تبقّى من التصفيات سنحاول الاستمرار في هذا الطريق والوصول إلى المونديال. * ما الذي يفسّر قدرة الفريق على الفوز خارج الديار أكثر منه داخل القواعد حتى الآن؟ ** هذا يعكس نضجا كبيرا وتطوّرا ملموسا في عقر دارنا وخارج قواعدنا على حد سواء، وقد سمح لنا ذلك بأن نكون أقوياء بعيدا عن ملعبنا والفوز بالمباريات الهامّة، هذا أمر جيّد دائما ونأمل أن نواصل على هذا المنوال. * شهدت نهائيات فرنسا 1998 آخر مشاركة لكولومبيا في كأس العالم، حيث مازال النّاس يتذكّرون جيل كارلوس فالديراما، فريدي رينكون وفوستينو أسبريا؟ وهل يمكن أن نقارن هذا الجيل الجديد بذلك الجيل الذهبي؟ ** نحن لا نسعى ولا نحاول المقارنة، نحن نريد أن نصنع تاريخنا الخاص من خلال تحديد مسار وأسلوب لعب مختلفين. نأمل أن نصل بعيدا جدّا، بعيدا عن المقارنة بيننا وبين أولئك الذين لعبوا سابقا في منتخب بلدنا. * خلال نهائيات فرنسا 1998 كنت في الثانية عشر من عمرك، ماذا تتذكّر من ذلك المونديال؟ ** أتذكّر الكثير، رأيت جميع المباريات تقريبا، لم تقدّم كولومبيا أداء جيّدا في الدور الأوّل وبالتالي فشلت في التأهّل، ثمّ جاء تكريس (زين الدين) زيدان، كما سجّل رونالدو وباتيستوتا العديد من الأهداف.. أتذكّر ذلك جيّدا. * مؤخّرا قال مانو مينيزيس، مدرّب البرازيل، إن منتخب كولومبيا (ليس فقط فالكاو) وأثنى على العمل الذي قام به خوسي بيكرمان على رأس الفريق، هل شكّل وصول المدير الفنّي الأرجنتيني نقطة تحوّل في كولومبيا أم يمكن أن نتحدّث عن ظروف أخرى ساهمت في تحسن مزارعي القهوة في طريقهم إلى البرازيل؟ ** ممّا لا شكّ فيه منح بيكرمان منتخب كولومبيا دفعة كبيرة، سواء من حيث طريقة اللّعب أو من حيث النتائج أو الثقة التي يتحلّى بها المنتخب الوطني اليوم. حاول أن يمنحنا الثقة الضرورية لتحريرنا من الضغوط وتوفير الظروف المناسبة لكي نلعب كرة القدم التي اعتدنا عليها، حاول أن يحثّنا على التنافس ندّا للندّ سواء داخل ديارنا أو بعيدا عن قواعدنا، وأن نبحث دائما عن الانتصارات دون تحفّظ، واليوم نجحنا في أن نصبح فريقا أكثر نضجا وتوازنا في أمريكا الجنوبية. * اللّعب في كأس العالم هو هدفك حاليا، ما هي التحدّيات الأخرى التي تشغل بالك الآن؟ ** نعم، اللّعب في كأس العالم مع منتخب بلدي هو هدفي الأسمى حاليا، لكن هذا المبتغى لا يقتصر فقط على التأهّل دون إبلاء بلاء حسن في النّهائيات. أعتقد أن لدينا مجموعة جيّدة، وآمل أن نواصل تحسّننا ونضجنا فرديا وجماعيا، ومن ثَمّ ترك انطباع جيّد في البرازيل. * هل تحمل النّهائيات المقبلة دلالات خاصّة بالنّسبة لك نظرا لإقامتها في البرازيل؟ ** نعم، بالطبع. سنكون أقرب إلى بلدنا، كما أنها تقام في أمريكا اللاّتينية، حيث نتقاسم كثيرا من المشاعر مع أهالي المنطقة، وإذا نحن تأهّلنا سنحظى بدعم قوي من أبناء البلد. * قبل ذلك، هل يمكن أن نتوقّع نجاحا آخر مع أتلتيكو مدريد في الدوري؟ ** مازال أمامنا الكثير، لكننا نسعى لمواصلة الكفاح مباراة بمباراة وسنرى أين نحن في نهاية الموسم، الشيء الأكثر أهمّية هو أن نواصل الفوز بالمباريات للاستمرار في تعزيز رصيدنا. * ختاما، نودّ تسليط الضوء على التقدّم الملحوظ في مهاراتك الفنّية خلال هذا الموسم، في البداية تمثّلت قوتك في الضربات الرّأسية، لكن يبدو أنك نجحت في صقل قدمك اليسرى، وهو أمر واضح بجلاء في بعض أهدافك الجميلة التي تتشابه كثيرا فيما بينها مثل تلك التي سجّلتها أمام تشيلسي وبيلباو وفالنسيا والباراغواي، هل تخصّص جزءا من تدريباتك للتمرّن على ذلك؟ ** لقد تمرّنت على ذلك، بالفعل. عندما تتاح الفرص للقيام بتدريب شخصي فإنني أحاول تحسين بعض التفاصيل التقنية، في هذه الحالة حاولت تحسين تسديداتي بالقدم اليسرى وقد أعطت تلك التمارين ثمارها. وعلاوة على ذلك، كانت أغلب الأهداف التي سجّلتها هذا الموسم بالقدم اليسرى، وكانت أهدافا جميلة جدّا في الواقع، من الجيّد أن يواصل المرء عمله دائما بهدف تحسين كلّ ما يمكن تحسينه.