كشف أمسية أوّل أمس عميدا الأغنيتين القبائلية والسوفية في ندوة صحفية احتضنتها دار الثقافة (مولود معمري) عن رغبتهما الجامحة في إنجاز (ديو) غنائي يجمعهما معا قريبا، الرّغبة التي كشف عنها الفنّان القدير عبد اللّه المناعي أثناء تكريمه بدار الثقافة بحضور (الفيلسوف) لونيس آيت منفلات، حيث اعتبرا هذا الحلم مشروعا سيعمل كلاهما عليه مستقبلا وجعله واقعا يربط بين الثقافتين القبائلية والسوفية. عبد اللّه المناعي الذي اختتمت به تظاهرة الأسبوع الثقافي لولاية وادي سوف بتيزي وزو حظي بتكريم كبير كبر مكانته في الساحة الفنّية الجزائرية وخدمته للأغنية الصحراوية لسنوات طويلة عمرها أكثر من 40 سنة، أبحر بجمهوره العريض الذي اكتظّت به قاعة الحفلات بدار الثقافة (مولود معمري) في هذا الرّصيد الفنّي الذي اختار منه باقة من روائعه المدوّية وأمتع بها الحضور من جمهور وسلطات محلّية وكذا فنّاني قدّموا للمشاركة في هذا التكريم الذي استحسنه الكثير. مناعي مؤسس وعميد الأغنية السوفية طرح وتطرّق إلى أهمّ الأسباب التي أبعدته في الآونة الأخيرة عن عالم الغناء، مؤكّدا أن (تلوّث) الساحة الفنّية اليوم بالجزائر دفعت بالكثير من المحافظين إلى الانصراف جنبا حفاظا على مكانتهم وصورتهم لدى الجمهور، فالأغاني الهابطة والساقطة شوّهت صورة الفنّ الذي أصبح يمتهنه كلّ من هبّ ودبّ، مشيرا إلى عدم تقييم الفنّان بعدد الألبومات التي تطرح في الأسواق، مؤكّدا أن عامل النّوعية والالتزام والأغنية المحترمة تبقى راسخة رغم ذهاب صاحبها، وأضاف أن الأغنية الحديثة أصبحت طربية أكثر منها حسّية تفتقد إلى المعنى والرسالة. وانتقد المتحدث تنكّر السلطات لعمالقة الفنّ الذين أعطوا الكثير وحافظوا على نبل الرسالة الفنّية قبل أن تلطّخها الأبواق المتظاهرة بالفنّ، كما أن السلطات لم تلتفت يوما إلى تشجيع الفنّان بالتلفزة الوطنية التي لم تبادر يوما إلى تغطية مهرجان الأغنية المدرسية الذي تحتضنه المنطقة، والذي هو على وشك إطفاء شمعته ال 18 لإعطاء البعد العلمي للأغنية الجزائرية منها الأغنية السوفية متجاهلة المجهودات المبذولة من طرف القائمين عليها وإخراج الفنّ من العفن الذي لحقه في السنوات الأخيرة.