أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات جمال ولد عباس بعنابة على ضرورة ترشيد التسيير بمؤسسات الصحة العمومية وتثمين مكتسبات القطاع والمحافظة عليها. وأشار الوزير خلال زيارة العمل والتفقد التي قادته إلى منشآت الصحة بولاية عنابة بأن قطاع الصحة الذي يحظى بدعم مالي متميز للخماسي الجاري 2010/2014 يقدر ب 280 مليار دينار مطالب بالامتثال إلى شروط النجاعة في تسيير مكتسبات الصحة وتجهيزاتها من جهة والإرتقاء بخدمات الصحة إلى مستوى الجهود التي تبذل لتكفل أمثل بصحة المواطن. وأوضح ولد عباس في هذا الإطار بأن قطاع الصحة الذي يتوفر على 73 ألف تجهيز طبي، يسجل وجود 10 آلاف تجهيز طبي من المستوى الراقي غير مستغل "نائم" وأزيد من 5 آلاف تجهيز آخر معطل. ولتدارك هذه الوضعية التي لا تتماشى وأهداف مخطط النجاعة المسطر للقطاع أشار الوزير بأن عمليات اقتناء التجهيزات الطبية ستحظى مستقبلا بمراقبة ومتابعة مركزة. وفي لقاء قصير مع الصحافة استعرض الوزير الإجراءات التي اتخذت لمواجهة مشكلة ندرة بعض الأدوية الحساسة مؤكدا بأن الدولة خصصت الدعم المالي الضروري لمكافحة ظاهرة الندرة. وفي هذا الإطار أكد بأن كل الأدوية الضرورية للنشاط العادي لمؤسسات الصحة العمومية متوفرة بما فيها أدوية الأمراض المزمنة واللقاح مذكرا في السياق ذاته بضرورة التماشي مع السياسة الوطنية للأدوية التي تعمل على تشجيع استعمال الأدوية الجنيسة. وخلال جولته التفقدية لعنابة زار وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات مستشفى الحجار الذي أطلق عليه بالمناسبة اسم الشهيد الدكتور "بن عودة بن زرجب" وهو اسم أول طبيب يسقط بساحة الشرف بمنطقة الشمال القسنطيني العام 1956. ودخل هذا المستشفى الذي يتسع ل120 سرير حيز الخدمة في أفريل 2010. وبهذه المنشأة الصحية التي تتوفر على أقسام الجراحة الطبية مدعمة بتجهيزات صحية راقية دعا الوزير التأطير الصحي والمسيرين إلى المحافظة على هذا المكسب والارتقاء بنوعية الأداء قبل أن يزور المؤسسة الاستشفائية المتخصصة "عبد الله نواورية" ببلدية البوني ووقف على نوعية التسيير واستغلال تجهيزات الصحة والتعامل مع المرضى. وبمدينة عنابة تفقد الوزير وحدة جديدة للتطوير الطبي بمستشفى "ابن رشد" الجامعي و زار مشروع المركز الجهوي لمكافحة السرطان الذي يجري إنجازه بموقع مستشفى ابن رشد. ويرتقب تسليم هذا المشروع الذي سيكلف 3 ملايير دينار في غضون الثلاثي الأول من السنة المقبلة 2011. ويتوفر هذا المركز الذي يتسع ل150 سرير على أربع وحدات للتكفل بمرضى السرطان من بينها وحدتي الطب النووي والعلاج بالأشعة السينية.