شهدت منطقة الهراوة ليلة أول أمس، حالة طوارئ وهلع كبيرة بين السكان، بعد أن تعرضت 6 شاليهات في موقع عين الكحلة إلى الحرق بشكل كلي، حيث التهمت النيران في أقل من 24 ساعة ما تبقى من شاليهات لم تعد من قبل قابلة على احتواء هذه العائلات التي تقطن بها منذ زلزال 2003. نجت عائلتان من الموت حرقا، في عين الكحلة بالهراوة، بعد أن اندلعت النيران بشكل مفاجئ في الشاليهات، ليلة السبت إلى الأحد، ففي ظرف أقل من 24 ساعة كانت حصيلة الحريق 6 شاليهات ثلاثة منها التهمتها النيران بعد ظهر السبت، والثلاثة الباقية في الليل بعد العاشرة مساء على اثر اندلاع شرارات كهربائية، فكيف لهذا أن يحدث في يوم واحد، والسلطات المحلية كالعادة تغيب عن هذا الواقع؟ والجدير بالذكر، فإن هذه العائلات المقدرة ب315 عائلة، والتي جلبتها السلطات المحلية من 8 مقاطعات إدارية بولاية الجزائر، على إثر تضرر بيوتها الأصلية، خلال زلزال بومرداس 2003، بحيث كانت هذه الشاليهات بعين الكحلة كحل مؤقت مقدم لهذه العائلات من طرف السلطات المحلية، ريثما يتم التكفل بها من خلال إعادة ترحيلها إلى سكنات لائقة، إلا أن الحل المؤقت امتد ليكون أكثر من عشرة سنوات، ذاقت خلالها العائلات كل أنواع المعاناة، خاصة أن الشاليهات التي أعدت لتكون مؤقتة، لم تعد حاليا قادرة على احتواء هذه العائلات، فحالتها تدهورت بشكل كلي، وتشابكت فيها كوابل الكهرباء مع مياه الأمطار، بالنظر إلى أن كوابل الكهرباء وضعت ونصبت على أسقف الشاليهات، فكانت الكارثة في كل مرة.. فحوالي 60 شاليه تعرض إلى الحرق في السنوات الأخيرة بسبب الشرارات الكهربائية، كانت أغلبها خلال 2012، بالنظر إلى التقلبات الجوية الكبيرة التي تركت أثرها بوضوح على شاليهات عين الكحلة، والتي تنجو العائلات فيها في كل مرة من الموت حرقا، في ظل صمت السلطات المحلية، التي لم تتكفل حتى بالحضور للاطلاع على أوضاع هذه العائلات، التي دفعتها هذه الأوضاع المزرية إلى الاحتجاج والاعتصام لعدة مرات، حتى أمام مقر ولاية الجزائر، آخرها كانت خلال الأسبوع الماضي، أين وعدت العائلات بسكنات في أول برنامج سكني يمنح لولاية الجزائر، غير محددة لهم أي تاريخ قريب، إلا أن القريب هو الموت حرقا حسب سكان هذه الشاليهات، فبعد أن نجوا من الموت في زلزال 2003، وجدوا أنفسهم في مواجهة أسوأ الأوضاع في شاليهات عين الكحلة، فبين الرطوبة القاتلة داخل الشاليهات، وحتى انعدام الأمن، بانتشار المنحرفين، الذين يستغلون هشاشة الشاليهات من أجل الاقتحام والاعتداء، مع لجوئهم إلى استعمال بعض الشاليهات الفارغة من اجل ممارسة انحرافهم وتعاطي المخدرات، وهذا كان له أثر في نشوب الحرائق في عدة مرات.. وتوعدت هذه العائلات في اتصالها ب(أخبار اليوم)، بالدخول في إضراب مفتوح عن الطعام والتنقل إلى مقر ولاية الجزائر هذا الأربعاء، وملازمة الاعتصام إلى غاية التكفل بهم بشكل نهائي، خاصة أن المنطقة تحوي سكنات جاهزة منها حي 1432 مسكن، والذي يقع غير بعيد عن هذه الشاليهات، إلا أن هذه العائلات لم تمنح فرصة الاستفادة منه، وتركت تواجه الموت حرقا في شاليهات الرعب بعين الكحلة..