كثيرة هي الحوادث والإصابات التي يتعرض لها الأطفال في السنوات الأولى وقد تشكل خطرا كبيرا عليهم في حال قلة انتباه الأهل أو إهمالهم لأطفالهم الصغار، وتزيد هذه المخاطر بازدياد قدرة الطفل على الحركة والتنقل في أرجاء البيت خاصة في فصل الشتاء نظرا للاستعمال المتزايد للغاز بجميع البيوت الجزائرية. ويعتبر الغاز من الضروريات التي لا نستطيع الاستغناء عنها إلا أن الكثير من العائلات تواجه مشاكل جمة من الأجهزة المستعملة لغرض التدفئة وما لها من نتائج سلبية عندما يتعلق الأمر بحياة المواطن، إذ كثيرا ما يرتفع عدد الوفيات بسبب الاختناقات بمجرد حلول موسم البرد بسبب نوعية الأجهزة المستعملة التي تفتقد للمعايير المعمول بها والتي توجد بالأسواق بأسعار معقولة ومستوى الدخل المتوسط للمواطن البسيط مما يجعل التهافت عليها يزيد وبالتالي ارتفاع نسبة المبيعات، حيث تمتلئ البيوت الجزائرية بمثل هذا النوع من الأجهزة الرديئة التي تكون في الكثير من الأحيان المسؤولة الأولى في وفاة الشخص سواء اختناقا أو حدوث احتراق يمس بالدرجة الأولى فئة الأطفال نتيجة اللعب بالقرب من الأجهزة وما ينتج عنها من تشوهات جراء حروق قد تلازمهم طيلة حياتهم. وفي نفس السياق نجد أن المصالح المختصة ونخص بالذكر فرق الحماية المدنية يتأهبون وككل مرة من أجل التدخل لإنقاذ أرواح المواطنين من خلال تدخلاتهم السريعة أو من خلال حرصهم على توعية المواطنين ودعوتهم المستمرة لتوخي الحذر والتعامل مع مشاكل الغاز بطريقة ذكية خاصة في فصل الشتاء مع تسرب الغاز عند الجزائريين الأمر الذي يؤدي إلى تضاعف نسبة الوفيات، وحسب ما كشفه الرائد عاشور في تصريح سابق فقد تم تسجيل 151 وفاة اختناقا بالغاز على المستوى الوطني خلال الأشهر الماضية لتبقى القائمة مرشحة للارتفاع في حالة عدم اتخاذ الإجراءات ا للازمة، كما أوضح أن الفترة التي تشهد انخفاضا كبيرا في درجات الحرارة هي نفسها التي تسجل فيها نسبة كبيرة من ضحايا اختناقات الغاز أو حوادث أخرى كالاحتراق بالغاز بسبب اللعب بالقرب من أجهزة التدفئة بالنسبة للأطفال أمام انشغال الأولياء بأمور أخرى بعيدا عن أولادهم. من خلال خرجتنا الميدانية واحتكاكنا ببعض المواطنين استطعنا أن نتحصل على مجموعة معتبرة من الآراء فيما يخص هذا الموضوع، حيث لا يوجد أحد لم يتعرض لحوادث الغاز وما يسببه من مآس، وفي هذا الشأن تقول (حياة) ربة بيت التقينا بها وهي متوجهة إلى مركز عملها تقول: (أعتقد أن نوعية الأجهزة التي تباع بالأسواق وعدم مراقبة الأشخاص لها قبل وأثناء استعمالها للتأكد من سلامتها في عدم وجود تسربات للغاز من باب الحيطة والحذر لتجنب حدوث مالا يحمد عقباه)، أما رأي مواطن آخر (كمال) فيرى أن انعدام فتحات التهوية وراء حدوث الاختناقات الأمر الذي يتطلب توعية أكثر لأن مشاكل الغاز تحدث لا محالة خاصة في فصل الشتاء، ولعل السبب الرئيسي لهذه الحوادث يرجع إلى نقص التهوية في المنازل، والذي يعود أساسا إلى عدم احترام المقاييس الأمنية الخاصة بتركيب واستعمال أجهزة التدفئة نتيجة موجة البرد التي أدت بالعديد من المواطنين إلى استعمال مختلف الوسائل المتوفرة لضمان تدفئة مساكنهم على غرار الأجهزة التي تعمل بغاز المدينة، غاز القارورات وغيرها من الوسائل التقليدية الأخرى. ومع تزايد حالات الموت اختناقا بغاز البوتان وغاز المدينة إلى درجة أن كل حادث ينسي الذي سبقه من شدة مأساويته، تلجأ الجهات المسؤولة إلى حملات توعية في شكل لافتات تعلق هنا أو هناك أو ومضات إشهارية تلفزيونية، غير أن التجربة تثبت محدودية تلك الحملات التي لم يؤد إلى النتائج المرجوة نظرا لعدد الضحايا في هذا المجال سنويا.