يشكو معظم سكان البلديات الجنوبية والبالغ عددها 14 بولاية تيزي وزو تمّ تدعيمها منذ قرابة 3 سنوات بشبكة جديدة انطلاقا من سدّ كوديات أسرذون بالبويرة، من جفاف هذه الشبكة الجديدة التي اعتبروها لدى دخولها مرحلة الخدمة حلا نهائيا معاناة الماء الشروب التي ولت يومياتهم الى جحيم حقيقي. حيث تعيش الكثير من القرى بمكيرة، فريقات، بونوح مشتراس واسي يوسف نقصا فادحا في الماء الشروب مرده جفاف الحنفيات في هذا الفصل الشتوي. وما زاد من تأثّر هؤلاء وعذابهم اليومي هو تلوّث الينابيع المائية التي كانت تزوّدهم بالماء في السنوات الماضية، حيث تمّ إهمالها نهائيا والتخلّي عنها بمجرد وصول مياه كوديات اسرذون و(ازديان) منازل العائلات بالحنفيات التي تسيل ماء. حيث أصبحت عرضة لانتشار الأوساخ والقاذورات وحولها الكثير الى مزبلات فوضوية تفرغ بالقرب منها مختلف بقايا السلع والأوساخ المنزلية، وبمجرد عودة أزمة العطش خلال هذا الشتاء ذهب السكان بحثا عن الماء الذي تزودوا به منذ سنوات عديدة، لكن الإهمال أتى على هذه المصادر الطبيعية، ليطلقوا العنان لشكاويهم الموجهة للسلطات بضرورة التدخل من اجل حمايتها وإعادة ترميمها وتهيئتها بعدما كانوا السبب الوحيد والمباشر في القضاء عليها وتعريضها لذلك.