كشفت الكاتبة الجزائرية سكينة سيليا العاطب، ل«المساء" ، أن رئاستها لاتحاد الكاتبات الإفريقيات، جاءت بعد أن التقت في أكثر من مناسبة، بكاتبات إفريقيات، ليتم الاتفاق على تأسيس هذا الاتحاد تحت اسم " اتحاد الكاتبات الإفريقيات" بدلا من " اتحاد الكُتّاب الإفريقيين" ؛ لأن اسم هذه المنظمة موجود، مشيرة إلى أن باب الاتحاد الجديد مفتوح أمام المؤلفين رجالا ونساء، مع السعي لتثمين الأدب النسائي. أبعد من ذلك، فبعدما كان مخصصا للكُتاب، ها هو يصبح فضاء يجمع حتى الفنانين. وتابعت خلال نزولها ضيفة بفضاء بشير منتوري يوم الأربعاء الأخير، أنه تم تسطير برنامج للاتحاد، يتمثل في تنظيم محاضرات ومسابقات أدبية، وتحفيز القراءة والكتابة، ومحاربة الأمية، وكذا مساعدة الكُتاب في نشر أعمالهم الأدبية، وحتى في تصحيحها وتدقيقها، ومس كل ما له علاقة بها؛ مثل موضوع الكتاب في حد ذاته، وعنصر التشويق فيه، بينما أكدت المتحدثة إحاطتها بقانونيِّين يدركون جيدا النصوص القانونية المحلية والدولية التي تسمح لها بتوسيع نشاطات الاتحاد في قارات إفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية دون مشكل، في حين تسمح بطاقة الاتحاد بتوسيع المنخرطين تحت لوائه؛ لنشاطاتهم في الخارج. وتحدثت الكاتبة سكينة سيليا العاطب في الندوة التي نظمتها مؤسسة فنون وثقافة، عن كتبها الثلاثة، وهي " المسارات المنطقية" ، و«الأمثال والأقوال المأثورة القبائلية" ، و«دليل المستحضرات التجميلية الطبيعية"، فقالت عن كتابها حول الأمثال إنها زارت الكثير من الدول الإفريقية خاصة حينما كانت صحفية، واكتشفت أن الكثير من الأمثال والحكم المستعملة هناك تشبه كثيرا مثيلاتها بالجزائر، لتعود إلى أرض البلاد وتقرر كتابة مؤلَّفها هذا. أما كتابها "دليل المستحضرات الطبيعية" ، فيضم وصفات بديلة عن المنتجات الكيميائية التي نستعملها يوميا؛ مثل الغسول، والتي نعاني من آثارها الجانبية، لتأتي سيليا وتزوّدنا بوصفات الجدة الطبيعية والخالية من أي تأثير سلبي، بينما توقفت مطولا عند قصتها الطويلة "المسارات المنطقية" التي استلهمتها عن قصد أو دونه، من حياتها. سيليا قالت عن قصتها هذه إنها عن امرأة سافرت إلى الخارج، لتكتشف أن السعادة لا تحدَّد بزمان أو مكان، وأنه يُستحب أن يستمتع الإنسان بلحظته؛ فلا يدرك إن عاش أكثر منها. كما تناولت في قصتها المطولة، قضية الهجرة، وكيف أن الإنسان يمكنه أن يُصدَم حينما يعتقد أنه سيعيش في جنة، لكن الحقيقة مُرّة، والعودة إلى بلده ومحاولة إيجاد حلول للعيش الرغد فيها، خلاصه الأكيد. موضوع ثان تطرقت له سيليا في قصتها يتعلق بالشخص النرجسي، قالت إنه عادة ما يكون رجلا، يحوم حول المرأة الكريمة، ويبحث عن الفراغات التي تملأ حياتها، فيسدها ويدفع بها إلى تسليم روحها له، وهنا يتحكم فيها، ويحوّل حياتها إلى جحيم! وفي هذا السياق، أشارت سيليا إلى تعرضها لمثل هذه المعاملة، وإلى تيقّنها أن بعض تصرفاتها هي التي جعلتها فريسة لمثل هؤلاء الأشخاص النرجسيين؛ فما كان منها إلا تغييرها لتصبح امرأة قوية لا يمكن إلا أن تفرض شخصيتها. كما كتبت في قصتها عن مواضيع أخرى؛ مثل التنمية المستدامة، وأهمية حماية البيئة خاصة من شراسة النظام الرأسمالي الجديد وغيرها.