تُجرى اليوم مبارتا الدور نصف النّهائي لكأس أمم إفريقيا في طبعتها التاسعة والعشرين والمقامة حاليا بجنوب إفريقيا، حيث تجمع المواجهة الأولى بين المنتخبين المالي والنيجيري، فيما تجمع المواجهة الثانية بين بوركينا فاسو وغانا. فإذا كان في اللّقاء الأخير المنتخب الغاني مرشّح بقوة لبلوغ اللّقاء النّهائي فإن في اللّقاء الأوّل يصعب التكهّن بهوية المتأهّل بالنّظر إلى تقارب مستوى المنتخبين والأداء الذي قدّمه كلّ منتخب في الدورة إلى حد الأن، حيث لم يسجّلا معا نتائج إيجابية. المنتخب المالي أقصى في الدور المقبل المنتخب الجنوب الإفريقي مستضيف البطولة، فيما أقصى منتخب نيجيريا المرشّح الأوّل لانتزاع لقب هذه الدورة كوت ديفوار بالأداء والنتيجة (2/1). ولأوّل مرّة في تاريخ البطولة الإفريقية تكون فرق المربّع الذهبي من غرب القارّة السمراء، وفي حين تصبّ التوقّعات في صالح غانا ونيجيريا فإن المفاجأة لا تزال غير مستبعدة أيضا بالنّظر إلى ما قدّمته مالي وبوركينا فاسو التي كانت مفاجأة البطولة حتى الآن. وسيلتقي الخاسران في قبل النّهائي على المركز الثالث في بورت إليزابيث يوم السبت المقبل، في حين ستقام المباراة النّهائية للبطولة يوم الأحد. بن عبد القادر مالي نيجيريا (سا 16.00) بدربان "النّسور" وجها لوجه من أجل تأشيرة النّهائي (نارية.. نارية.. نارية) بهذا العنوان علّقت العديد من الصحف الإفريقية على المواجهة الأولى ضمن الدور نصف النّهائي من كأس أمم إفريقيا بين مالي ونيجيريا على اعتبار أن المنتخبين باتا على الورق ضمن المرشّحين لبلوغ منصّة التتويج، خاصّة بعد أن أظهرا إلى حد الآن مستوى فنّيا راقيا يضع المتأهّل في رواق جيّد لبلوغ منصّة التتويج. نيجيريا تريد اللّقب الثاني ترغب نيجيريا في الفوز باللّقب الثالث بعد فوزها الأخير في 1994، لكن قبل تحقيقها لهدفها المنشود عليها تخطّي عقبة المنتخب المالي في مواجهة اليوم، وبعد ذلك ستواجه المتأهّل من لقاء غانا وبوركينا فاسو، إذ أن الطريق إلى منصّة التتويج ما يزال صعبا. التشكيلة النيجيرية يطغى عليها العنصر الشبّاني يغلب الطابع الشبابي على تشكيلة نيجيريا، وقال مدرّب نيجيريا ستيفن كيشي إنه سعيد بما حقّقه فريقه من نجاح حتى الآن، والفريق يعتمد على مجموعة من المواهب والخبرات أيضا. سيدو كيتا يقود منتخب مالي يقود منتخب مالي المخضرم سيدو كيتا البالغ من العمر 33 عاما، إلى جانب مجموعة من اللاّعبين المنتمين إلى أندية أوروبية معظمها في فرنسا. مامادو ساماسا يتوقّع عودته لحراسة شباك مالي أثبت الفريق قوّته في خطّ الوسط، كما تألّق حارس المرمى مامادو ساماسا الذي يتوقّع أن يعود لحماية شباك الفريق بعد الإيقاف بدلا من الحارس الثاني سومبيلا دياكيتي الذي كان بحقّ بطل الفوز على جنوب إفريقيا بركلات الترجيح يوم السبت الماضي في الدور ثمن النّهائي. نيجيريا تريد طيّ صفحة المركز الثالث كانت عودة نيجيريا التي غابت عن النّسخة السابقة في الغابون وغينيا الاستوائية مدوّية في نهائيات أمم إفريقيا 2013 لكرة القدم ببلوغها نصف النّهائي، وهي عادة قديمة بالنّسبة لهذا الكبير في عالم كرة القدم الإفريقية الذي وصل إلى جنوب إفريقيا بمنتخب لا يملك من الخبرة إلاّ القليل. نيجيريا للمرّة ال 14 في المربّع الذهبي بلغ منتخب (النّسور الكاسرة) المتوّج باللّقب عامي 1980 و1994 الدور نصف النّهائي للمرّة الرّابعة عشر في 17 مشاركة، وهذا يكفي لتحديد موقعه على رقعة الشطرنج القارّية. لكن هذا العام لم يجرؤ أحد علي أن يراهن على هذا المنتخب الذي حطّ الرّحال في جنوب إفريقيا وهو خال من الأسماء الرنّانة باستثناء لاعب وسط تشيلسي الإنجليزي جوزيف أوبي ميكل والقائد المسنّ جوزيف يوبو البالغ من العمر 32 عاما. لكن خلطة المدرّب ستيفن كيشي الذي عيّن مدرّبا في نوفمبر 2011، بين بعض الكبار (يوبو وميكل وبراون إيديي وفنسنت إنيياما وإيكيتشوكوو أوتشي) وبعض المحترفين للتو، أعطت أكلها وأظهرت فاعلية كبيرة. جيل نيجيريا الحالي على خطى أسلافه من بين الجيل الصاعد هناك إيمانويل إيمينيكي البالغ من العمر 25 عاما، مهاجم سبارتاك موسكو وهدّاف البطولة حتى الآن برصيد 3 أهداف. وصمّم هؤلاء اللاّعبون على السير على خطى إسلافهم (جاي جاي أوكوتشا ودانيال أموكاتشي ونوانكوو كانو وإيمانويل أمونيكي ورشيدي يكينيي وصنداي أوليسيه)، وأسكات الأصوات المنتقدة بعد الدور الأوّل الذي لم يظهروا فيه بالشكل اللاّئق، حيث حلّوا في المركز الثاني خلف بوركينا فاسو. مدرّب نيجيريا: "إقصاءنا لكوت ديفوار أعادنا إلى الواجهة" صرّح اللاّعب الدولي السابق كيشي الذي بدأ مسيرته التدريبية مع الطوغو ومالي دون أن يصيب النّجاح: (لا أحد كان يحسب لنا حسابا ولم يعطنا أيّ فرصة، لكننا أظهرنا شخصيتنا الحقيقية. عندما تسلّمت مهمّة الإشراف على المنتخب كنت أعرف بأنه يتوجّب علينا أن نقاتل، وقد ظهر التطوّر من مباراة إلى أخرى وبانت الشخصية والانضباط). وتلذّذ كيشي بكسب المواجهة مع الشكّ المخيّم في بلاده بعد استبعاد بعض أعمدة المنتخب مثل بيتر أوديموينجي وأوبافيمي مارتينز لمصلحة لاعبين في الدوري المحلّي، وقال: (كلّ اللاّعبين أبطال، إنهم نجوم هوليووديون، لكن من الأفضل أن نرى لاعبين محلّيين يكشفون عن أنفسهم، للأسف إن بلدنا لم تكن رؤوفة اتجاههم). بوركينا فاسو غانا (سا 19.30) بنلسبروت "الخيول" لا تريد السقوط أمام "النّجوم" إذا احترم المنطق فالمنتخب الغاني قد ينتزع تأشيرة المرور إلى المباراة النّهائية على حساب المنتخب البوركينابي، لكن على الميدان كلّ شيء ممكن. فحتى وإن كان منتخب غانا كما سبق الذكر المرشّح الأوّل في نظر الكثيرين، لكن وبما أن مباريات كرة القدم علّمتنا أن لا وجود في قاموسها لكلمة (المنطق) فلا غرابة إذا فعلها منتخب (الخيول) وبلغ اللّقاء النّهائي. غانا تسعى لمعانقة اللّقب بعد 30 سنة تسعى غانا لإحراز اللّقب للمرّة الأولى منذ أكثر من 30 عاما، فآخر تتويجه باللّقب القارّي يعود إلى سنة 1982 في الدورة الثالثة عشر التي استضافتها آنذاك ليبيا. حيث تغلّب المنتخب الغاني في المباراة النّهائية على المنتخب الليبي بضربات الجزاء، وقبل بلوغه الدور النّهائي أقصى المنتخب الغاني الجزائر في الدور نصف النّهائي بنتيجة (3/2) بعد الوقت الإضافي. بوركينا فاسو للمرّة الثانية في المربّع الذهبي بتغلّبها في الدور ربع النّهائي على المنتخب الطوغولي بهدف يتيم في الوقت الإضافي تكون بوركينا فاسو قد بلغت الدور نصف النّهائي للمرّة الثانية في تاريخ مشاركتها في الأدوار النّهائية. المرّة الأولى كانت عام 1998 على أرضها بقيادة المدرّب الفرنسي فيليب تروسي عندما خسرت (صفر-2) أمام مصر التي توّجت باللّقب لاحقا، فيما حلّت بوركينا فاسو رابعة بخسارتها أمام جمهورية الكونغو بركلات الترجيح. قوة بوركينا فاسو في دفاعها الصلب اعتمد نجاح بوركينا فاسو في البطولة على الحافظ على نظافة شباكها في آخر ثلاث مباريات إلى جانب قوة الظهير شارل كابوري والمهاجم جوناثان بيترويبا. وتغلّبت بوركينا فاسو على غياب مهاجمها الآن تراوري بسبب الإصابة إلاّ أنه هزّ الشباك في أوّل مباراتين لبلاده. مدرّب بوركينا فاسو: "سعيد لوجوده في المربّع الذهبي ولا يخشى المنتخب الغاني" أعرب مدرّب بوركينا فاسو البلجيكي بول بوت عن سعادته بالتأهّل إلى الدور نصف النّهائي للمرّة الثانية بعد الأولى عام 1998 في بوركينا فاسو بالتحديد، وقال: (أهنّئ اللاّعبين وعيد ميلاد سعيد لرئيسنا، الأمر مثل قصّة دون نهاية، أنا المدرّب الأكثر سعادة في البطولة لأن كلّ ما قمنا به في التدريب ظهر على أرضية الملعب). وبخصوص لقاء اليوم أمام غانا قال بوت: (ما أعرفه هو أننا سنلعب بثقة كبيرة، نيلسبروت هو ملعبنا في إشارة إلى خوض بوركينا فاسو لمبارياتها الثلاث في الدور الأوّل في نيلسبروت الذي واجهته انتقادات كبيرة لسوء أرضيته ، غانا منتخب كبير لكننا واجهنا منتخبات أقوى وهي نيجيريا وزامبيا. لا يمكننا التنبّؤ بنتيجة المباراة، لكن الذي يجب أن أقوله هو أن هذا المنتخب لا يخيفني).