المعاكسات تأخذ منعرجا خطيرا 70 بالمائة من الفتيات يتعرضن ل"الغزل العنيف" تتعرض الكثير من الفتيات وحتى النسوة المتزوجات على اختلاف أعمارهن، إلى مضايقات تكاد تكون يومية في الشوارع، والفاعل شباب لا شغل لهم سوى التسكع في الطرقات ومطاردة الفتيات، ويسوء الأمر إذا كانوا تحت وطأة المخدرات والخمور، حيث لا يتوانون في الاعتداء على النساء وبكل وحشية انتقاما منهن على رفضهن التجاوب معهم، وحسب إحصائيات أجريت في المجال فان أكثر من 70 بالمائة من النساء يتعرضن للعنف من طرف رجال أجانب على مستوى الشوارع وعجت المحاكم بقضايا الاعتداء على النسوة بالقتل والضرب في حال عزوفهن عن إرادة الطرف الآخر في ربط تلك العلاقات المشبوهة التي تبدأ بمعاكسة بسيطة لتتطور الأمور إلى عواقب خطيرة لمجرد نزوة عابرة. والعينات التي كشفها الواقع في الكثير من المرات تبيِّن المنعرج الخطير الذي بلغته تلك السلوكات الخاطئة البعيدة عن أعراف مجتمعنا وأضحت تستعمل فيها أساليب متنوعة وحتى الكلاب أضحوا طريقا للظفر بفتاة عبر الشارع عن طريق تحريضها من طرف الشبان على البنات من باب الدعابة دون أدنى مسؤولية من طرف الفاعل ما سردته علينا ريم بعد إن التقت بشابين على مستوى ساحة اودان وبينما هي تمشي حتى حرض احدهما الكلب عليها فراح يركض ورائها حتى أغمي عليها ولم تع ما حصل لها إلا وهي ساقطة على الأرض ووجدت نفسها أمام حشد من الناس يسعفونها فيما فر الشابين، نفس العينة شهدتها فتاة أخرى بحيث مثل شاب أمام محكمة الحراش بعد قيامه بتحريض كلبه الشرس على فتاة أثناء خروجها من الثانوية، وحسب تصريح الضحية المحجبة فإن المتهم ينتظر دائما رفقة شلته خروج بنات الثانوية لمعاكستهن، ولأنه اقترب منها مرة وحاول الحديث معها ورفضته، حرض عليها كلبه، الذي هاجم يدها اليسرى متسببا لها في جروح عميقة. وهناك من بلغت بهم الجرأة إلى حد التعدي على النسوة بضربهن وصفعهن وشدهن من شعرهن وحتى انتزاع خمارهن بالشوارع في حال صد طلب الشاب المعاكس وفي حادثة مشابهة تعرضت فتاة كانت داخل حافلة عمومية متجهة من ساحة الشهداء نحو باش جراح إلى الفعل نفسه، حيث بدأ شاب يتواجد خارج الحافلة يحوم حول نافذة الحافلة التي تجلس قربها الفتاة للفت انتباهها، ولأنها تجاهلته وغيّرت مكان جلوسها، شرع في سبها بكلام بذيء، في ظل صمت غريب من ركاب الحافلة، بل وصل الأمر ببعضهم إلى الضحك! وبمجرد إقلاع الحافلة أدخل الشاب يده من النافذة الأخرى، وسحب شعر الفتاة بكل قوة ما جعلها تصرخ من الألم. أما المتحجبات فيعتدى عليهن بنزع خمارهن بالقوة في الشارع، وكم من فتاة تلقت صفعة أو"ركلات" في مناطق متفرقة من جسدها فقط لأنها احتجت على كلام بذيء أو تصرف مخل لاقته بالشارع، منهن فتاة حضرت إلى محكمة شراڤة صرحت بأن شابا كان يسير خلفها ويعاكسها، وعندما لم تعره اهتماما تقدم نحوها وصفعها بالقوة متسببا لها في جروح على مستوى خدّها بخاتم كان يضعه بيده. وعلى الرغم من كل تلك المآسي التي تتعرض لها الفتيات ككائن ضعيف تغيب حمايتهن القانونية في تلك الجوانب رغم أن القانون الجزائري يجرّم أفعالا مثل السب والشتم، الاهانة والاعتداء، لكن العدالة تشترط إحضار شهود في هذا النوع من القضايا على حسب ما حدثنا به محامي بمحكمة الجزائر إذ قال أن القانون يشترط وجود الشهود لتثبيت المعاكسة والعدالة تتحرك فقط عند وجود ضرر مادي يلحق بالضحية، فالإشكال الموجود هو طريقة إثبات هذه الوقائع ضد المتهم، خاصة أمام إنكار الفاعل وإدلائه بوقائع كاذبة على غرار ما نسمعه يوميا بالمحاكم من ادعاءات كاذبة تخفي الحقيقة من ورائها، و من الفتيات من يتكتمن على الأمر ويعزفن عن تقديم شكاوي بمراكز الأمن خوفا على سمعتهن سواء كن متزوجات أو عازبات.