قد يبدو الأمر غريبا نوعا ما خاصة وأننا ألفنا صدوره من الذكور إلا أن ما هو ظاهر في الآونة الأخيرة على مستوى الشوارع بيّن للجميع أن المرأة أو الفتاة في مجتمعنا اقتحمت كل الميادين التي كانت حكرا على أخيها الرجل بل وزاحمته حتى في بعض السلوكات التي عهدناها عليه وأبت بعض الفتيات إلا اقتحامها. خ. نسيمة وما ظهور بعضهن وهن برفقة كلابهن إلا دليل على اكتسابهن الهواية التي كانت حكرا على المراهقين والشبان في مجتمعنا فيما سبق، ولم يتفاعل الكثيرون لاقتحامهن تلك الهواية، ولازالت من تصطحب كلبا معها على مستوى الشوارع يشار إليها بالأصبع كونها عادة جديدة ظهرت على مستوى بعض الأحياء الشعبية في العاصمة، وصارت بعض الفتيات يتنقلن من زقاق إلى آخر برفقة كلابهن التي شملت أنواعا متعددة حتى تلك الأصناف الخطيرة، وهو الأمر الذي لم نعهده على الفتيات اللواتي تميزن برهافة حسهن وخوفهن الدائم. في هذا الصدد اقتربنا من بعض المواطنين من اجل رصد آرائهم حول تلك الظاهرة الجديدة التي باتت تتغلغل في بعض الأحياء شيئا فشيئا، فبعد كلاب "الكانيش" راحت بعض الفتيات إلى مرافقة شتى أنواع الكلاب الخطيرة عبر الشوارع. قال الشاب عادل انه بالفعل اصطدم بذات المنظر لأكثر من مرة في الأول بساحة اودان التي كانت تتنقل فيه فتاة في العشرينيات مع كلبها من نوع "بارجي ألماني" وكان كبيرا وضخما، وفي المرة الثانية بنواحي المدنية أين ظهرت فتاة في نفس العمر وهي تتنقل بكلبها وسط الأزقة بحيث كان الجميع يرمقها بنظرات استغراب خاصة وان كلبها ذا بنية قوية بحيث قاربها في الطول بالنظر إلى علو قوامه، ليضيف انه معارض للفكرة خاصة وان الظاهرة تعاب حتى على الشبان فما بالنا الفتيات بالنظر إلى الفوضى الحاصلة في تربية الكلاب وعدم تزويدها بالوسائل الضرورية التي تميط الأذى عن الآخرين مما أدى إلى حدوث كوارث حقيقية في كم من مرة، وقال إن الظاهرة تبقى بعيدة عن مجتمعنا المحافظ خاصة وان هنالك ممارسات لا يتقبل صدورها من طرف النسوة وتبقى خاصة بالرجل على غرار ترويض الكلاب أو التنقل بها على مستوى الشوارع. أما كاتيا فقالت إنها تشجع الظاهرة لاسيما مع الضغوط التي أصبحت تتعرَّض لها الفتيات على مستوى الشوارع وكذا الاعتداءات والسطو على ممتلكاتهن ورأت انه ليس من العيب مرافقة الفتيات للكلاب عبر الشوارع فكل واحد منا حرٌّ في أفعاله وتصرفاته وقالت انه لو كان بوسعها لامتلكت واحدا من الكلاب وجعلته رفيقا دائما لها في مشاويرها اليومية دون أي تعقيد أو مبالاة بالآخرين مادام أنها لا تضر شخصا وتهدف إلى الائتمان على نفسها من بطش البعض وتحرشاتهم بالنسوة على مستوى الشوارع. وبين مؤيد ومعارض تبقى فكرة مرافقة الفتيات للكلاب عبر الأزقة والمدن ظاهرة جديدة لم يهضمها البعض بل الكل ورأوا فيها نوعا من الخروج عن الطبيعة الأنثوية وما يبقى للمرأة بعد فقدان أنوثتها واكتساب عادات الجنس الخشن.