فتح النّار على إعلام التحريض والإثارة هويدي يحذّر مصر من تكرار "فتنة الجزائر" مع ليبيا أطلق المفكّر والإعلاي المصري الشهير فهمي هويدي صرخة تحذير للمصريين من إمكانية تكرار سيناريو الفتنة البغيضة التي زلزلت علاقتهم بأشقائهم الجزائريين مع إخوانهم الليبيين هذه المرّة، مؤكّدا أن جرح (فتنة المونديال) لم يندمل بين الجزائر ومصر رغم مرور ثلاث سنوات على تلك المباراة التي وصفها بالبائسة. قال هويدي في مقال له حمل عنوان (الجحيم الليبي) أنه ما تمنى يوما ما أن يكتب نصا تحت عنوان كهذا (لأنني ما تخيلت أن تصبح ليبيا أو أي بلد عربي شقيق جحيما للمصريين، والعكس صحيح بطبيعة الحال، مع ذلك فقد تخيّرت العنوان كارها له ومستهجنا ذكره في إحدى صحف التحريض والإثارة المصرية). وكانت الصحيفة قد نشرت على صفحة كاملة تقريرا عن المصريين العائدين من ليبيا أخيرا، وما واجهوه من عنت ومعاناة من جانب بعض المواطنين ورجال الجمرك الليبيين. وفي التقرير تفاصيل لسيل من الوقائع التي إن صحّت فإنها تعد من قبيل الإهانة والمعاملة غير الكريمة التي لا تليق بأي مغترب راغب في عبور الحدود، ناهيك عن أن يكون المغترب شقيقا، بل أقرب الأشقاء، وحتى إذا كان هناك قدر من المبالغة في تصوير الإهانات التي تعرض لها المصريون العائدون، فالقليل منها يبعث على الاستياء ويبرّر المؤاخذة والعتاب، (لذلك فليس لديّ أيّ دفاع عما جرى ولكن تحفظي منصب على أسلوب تناول الموضوع وكيفية توصيل العتاب المفترض إلى الليبيين أو أي شقيق عربي آخر). ويقول هويدي: (إننا إذا أعطينا ما جرى حجمه الحقيقي دون تهويل أو إثارة، فسنجد أنه بمثابة سوء تصرف ومعاملة فظة وجارحة من جانب بعض المواطنين وعدد من جنود الجمارك الليبيين، وهؤلاء ليسوا الشعب الليبي، ثم أن ما بدر منهم لا يبرر الادعاء بأن ليبيا صارت جحيما)، مضيفا: (إذا افترضنا جدلا أن هؤلاء كانوا حفنة من الأشرار، فلابد أن نعترف أن أمثالهم موجودون في كل بلد، ومصر ليست استثناء من ذلك بطبيعة الحال). وطالب هويدي المصريين بتجنّب تكرار الأخطاء المرتكبة ضد الجزائر مع ليبيا، مشيرا إلى أن (أحدا لا يستطيع أن ينسى الآثار الكارثية التي ترتبت على ما جرى في مباراة كرة القدم التي حدثت بين مصر والجزائر، وكيف أنها انتهت بإهانة الشعبين وبإثارة الضغائن في بعض الأوساط بين أبناء البلدين الذين ظلوا يتبادلون مشاعر المحبّة والاحترام طول الوقت. ورغم مضي أكثر من ثلاث سنوات على تلك المباراة البائسة إلاّ أن أثارها للأسف لا تزال حيّة في الذاكرة مشوبة بحساسيات ومرارات يبدو أن من الصعب محوها في الأجل القريب). وأوضح المفكّر الإسلامي المصري أن (ما حدث مع الجزائر له نظيره في علاقات مصر ببقية الدول العربية التي قد تنفجر في بعضها أحداث يبالغ في حجمها أو تصدر فيها تصريحات مسيئة على لسان بعض مسؤوليها، لكن إعلام التحريض والإثارة ينفخ فيها بما يحول الشرارات إلى حرائق تلتهم الوشائج وتباعد بين الأشقاء، وهو ما ينسينا أن كل طرف بحاجة للآخر في نهاية المطاف، فمصر بغير العرب أضعف ما تكون، كما أن العرب بغير مصر أضعف ممّا يظنّون).