بعد 200 يوم من الإضراب عن الطعام شراونة يجبر إسرائيل على إطلاق سراحه استقبل المئات من الفلسطينيين، بغزة مساء الأحد الأسير الفلسطيني أيمن الشراونة، بعدما أفرجت عنه السلطات الإسرائيلية وأبعدته إلى غزة ضمن اتفاق عقدته معه ليوقف إضرابه عن الطعام المستمر منذ 200 يوم. وبحسب وكالة الأناضول: (أن الشراونة وصل إلى معبر بيت حانون (إيرز) الساعة 17.30 تغ، عبر سيارة إسعاف، ونقل إلى مستشفى الشفاء لإجراء فحوص طبية). ونقلت وكالة الأناضول قول رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس إن (سلطات مصلحة السجون الإسرائيلية أبرمت صفقة مع الأسير أيمن الشراونة تقضي بأن يوقف إضرابَه عن الطعام مقابل إبعاده إلى قطاع غزة لمدة عشر سنوات يعود بعدها إلى مسقط رأسه في مدينة الخليل بالضفة الغربية)، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار (الوضع الصحي السيئ للغاية للأسير). جدير بالذكر أن الأسير الشراونة أضرب عن الطعام منذ الأول جويلية من العام الماضي، لمدة 140 يومًا قبل أن يستأنف إضرابه في 16 جانفي الماضي حتى الأحد 17 مارس الجاري ليتم إجمالاً 200 يوم في حالة إضراب. وجاء إضرابُه احتجاجاً على ظروف اعتقاله، حيث اعتقلته إسرائيل بعد أن أفرجت عنه عام 2010 ضمن صفقة تبادل مع حركة (حماس) أفرجت بموجبها عن 1027 أسيرًا فلسطينيًا مقابل تحرير الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أُسر عام 2006 ضمن عملية عسكرية نفذها عدد من فصائل فلسطينية على حدود قطاع غزةالجنوبية. ولإفساد فرحة أيمن شراونة بالنصر عليها، وإجبارها على إطلاق سراحه، قامت سلطات الاحتلال الصهيوني صباح أمس الاثنين باعتقال جهاد الشراونة شقيق الأسير المحرر. وأعلن مدير نادي الأسير في الخليل جنوب الضفة الغربية أمجد النجار في تصريح صحافي مكتوب أمس (عن اعتقال جهاد الشراونة خلال مداهمة لمنزله في دير سامث بالخليل فجر صباح أمس الاثنين واقتادته إلى جهة مجهولة). واعتبر النجار أن اعتقال جهاد الشراونة (استهداف للعائلة، ووسيلة للانتقام منها عقب إبعاد نجلها إلى غزة). ويقطن الشراونة في بلدة دير سامث غرب مدينة الخليل أقصى جنوب الضفة الغربيةالمحتلة. وتشير إحصائيات متطابقة لوزارتي شؤون الأسرى في حكومتي غزة ورام الله بالضفة الغربية، فإنه يقبع حاليًا حوالي 4660 أسيرًا وأسيرة فلسطينية في 17 سجنًا ومعسكرًا إسرائيليًّا، بينهم 3822 أسيرًا من الضفة، و449 من غزة، و152 من القدس، و206 من إسرائيل، و31 أسيرًا من العرب اعتقلت إسرائيل أغلبهم بتهمة (محاولة تنفيذ عمليات مسلحة ضدها عبر الحدود). إلى ذلك، أفادت مصادر مطلعة مقربة من وزير الدفاع الإسرائيلي المعيَّن (موشي يعلون) أنه يعتزم معارضة تقديم أية بوادر حسن نية للفلسطينيين بهدف إقناعهم باستئناف المفاوضات. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية عن المصادر أن وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد يعارض بشدة تجميد بناء المستوطنات، أو نقل مناطق أخرى إلى السيطرة الأمنية الفلسطينية، أو إطلاق سراح عدد كبير من السجناء الفلسطينيين. وأشارت المصادر إلى أن يعلون يعتبر مثل هذه الخطوات بمثابة (ابتزاز من جانب السلطة الفلسطينية قبل استئناف المفاوضات). وقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تسميته رئيس الأركان السابق موشي يعلون وزيرًا للدفاع؛ ليخلف إيهود باراك، وذلك قبل يومين من الزيارة التاريخية للرئيس الأمريكي باراك أوباما. ويعد (يعلون) (62 عامًا) من الداعمين للاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة، وعارض الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005 تحت وابل ضربات المقاومة.