"علقت على 6000 مباراة في 25 سنة" "سأعود إلى الجزائر إذا..." "سأعتزل التعليق إن شعرت بالملل" "جزائر الغد ستكون أفضل بكثير" أكد الإعلامي والمعلق الرياضي البارز حفيظ دراجي أنه مستعد للعودة للعمل في الجزائر، مشيرا إلى شوقه الدائم لبلاده، وقال إنه منذ أن غادر الجزائر لم يتوقف عن التفكير في اليوم الذي سيعود فيه إليها، وأبدى دراجي، في هذا الحوار المطول مع (أخبار اليوم)، اعتزازه بعمله الذي كان حلم الطفولة، مشيرا إلى أنه تمكن من التعليق على ما يناهز الستة آلاف مباراة طيلة ربع قرن من الزمن.. وهو رقم كبير جدا يؤكد أن معشوق متابعي (الجزيرة الرياضية) لم يصل إلى ما وصل إليه صدفة.. وبقلب مفتوح، يتحدث دراجي عن كثير من القضايا والمواضيع، ويجيب بصراحته المعهودة عن مختلف التساؤلات التي تشغل بال العديد من المعجبين بصاحب لقب أفضل معلق في الوطن العربي.. نترك لكم اكتشاف كل ذلك في هذه الفسحة الحوارية.. حاوره: طيب جيلالي * بداية كيف هي أحوال حفيظ دراجي؟ - الحمد لله.. أنا موجود في الجزائر هذه الأيام لارتباطات شخصية وعائلية وأغتنم الفرصة في كل مرة لكي أعود إلى الجزائر في زيارة خفيفة تقريبا بمعدل مرة في الشهر، ظروفي المهنية عادية جدا والعائلية عادية جدا، ما عدا هذا الشوق الذي يزداد يوما بعد يوم كل مرة إلى هذا الوطن. * كيف ترى تفاعل الجماهير الجزائرية معك في الشارع؟ - طبعا في المجال الرياضي والإعلامي أعتقد أن مكانتي لازالت كما هي، وربما ازدادت أكثر وأحس بهذا، وأشعر بمودة وشوق الجزائريين لحفيظ دراجي المعلق والمذيع وأشعر بهذا الحنين الذي يزيدني حرارة وشوقا كما يزيدني أكثر رغبة في العودة إلى الوطن عندما تتوفر الظروف اللازمة، أنا دائما علاقتي بالجماهير كانت علاقة جيدة جدا وأعتقد حتى أن مغادرتي للتلفزيون الجزائري ساهمت في ازدياد هذا الشوق. * كيف كانت بدايتك مع التعليق؟ - كانت بداية مثل بدايات أي شاب جزائري مع أي مهنة يعشقها.. بدايتي مع التعليق كانت في الابتدائي من خلال الممارسة كهواية بيني وبين زملائي ثم وضعتها في رأسي غاية وهدفا، وبفضل الله سبحانه وتعالى، ثم فضل العائلة والظروف التي ساعدتني بأن أتحصل على شهادة البكالوريا ثم التحاقي بكلية علوم الإعلام والاتصال، في جامعة الجزائر، ثم بعدها بدأت التعليق مباشرة، كما كان لي الحظ والفرصة أنني دخلت إلى التلفزيون الجزائري مباشرة بعد انتهائي من الدراسة، بدأت عالما أعتقد أنه أعطاني ومنحني اسما وكذلك المتعة والفرجة، كما منحني أيضا القدرة على أن أمارس مهنة عشقتها منذ الصغر والأن صار لي حوالي 25 سنة وأنا في هذه المهنة. * كيف تطور معك الحال لتصبح واحدا من أبرز المعلقين في العالم العربي؟ - لا أدري كيف تطور الحال، لا أدري.. أنا لم تكن غايتي ولا هدفي أن أكون الأفضل لا في الجزائر ولا في الوطن العربي، بل كانت غايتي وهوايتي أنني أمارس أولا مهنة عشقتها منذ صغري، ثم ثانيا أجتهد فيها ثم أتطور وأتحسن وأعتقد أني في مشواري تحسنت كثيرا. أنا فلسفتي وغايتي ليس لكي أكون الأفضل أو الأحسن، ولكن أكون مع نفسي ومع ذاتي قد قمت بواجبي وقدمت المجهودات اللازمة لأكون في المستوى المطلوب. * كيف كانت بداية حفيظ دراجي في ميدان الإعلام وخاصة التلفزيون؟ - بدأت في عام 1988 كمتعاون ثم في سنة 1990 (ترسمت) بالتلفزيون الجزائري وكان هو غايتي وهدفي على كل حال، بدأت بصفة عادية جدا أولا بدأت كمعد التقارير ثم معلق ومقدم برامج وحصص. * ما هي أول مباراة علقت عليها في التلفزيون؟ - أتذكر بأن أول مباراة علقت عليها كانت رفقة الزميل عبد القادر شنيوني في المباراة في الدوري الجزائري بين شبيبة القبائل وسريع غليزان، يومها الشبيبة فازت بهدفين مقابل هدف واحد، ومنذ ذلك الوقت كانت البداية في سنة 1989 إلى حد الآن علقت على حوالي ستة آلاف مباراة بين التلفزيون الجزائري والجزيرة الرياضية. * كلمة عن تجربتك في التعاون مع مركز إكسلنس للإنتاج والتدريب الإعلامي بالجزائر؟ - أنا سعيد جدا بعمل مثل هذه الدورات وسعيد جدا لوجود مركز مثل مركز للإكسلنس للإنتاج والتدريب الإعلامي بالجزائر لتنمية مثل هذه المواهب والقدرات.. * هل هذه أول تجربة لك؟ - تجربة إكسلنس هي أول تجربة لي في الجزائر وهذه أول مرة أقوم وأشرف كأستاذ على مثل هذه الدورات في الجزائر وأنا سعيد جدا على هذا التجاوب وهذا الحرص الكبير سواء من المركز أو من المتدربين المتحمسين للحصول على مكاسب ومعارف جديدة والقيام بتجارب أخرى من أجل الخوض في عالم مهم ومهم جدا من عوالم الفنون الإعلامية فكما تعلمون التعليق هو فن من الفنون. * هل يمكن أن تحدثنا عن بعض تقنيات التعليق الحديثة؟ - التقنيات تتجدد، مثل ما تتجدد تقنيات الحياة بصفة عامة لأن المعلق اليوم صارت عنده ظروف وشروط وإمكانيات لم تكن متوفرة بالأمس والآن ليس له أي حجة لكي لا يكون في المستوى ولا يلبي جزءا قليلا من طموحات المشاهد الكريم، وأعتقد أن التنوع الموجود في مجال التعليق يعطي الفرصة للمشاهد لكي يختار، كما يعطيه الفرصة للاستمتاع، لأن المشاهد اليوم صار كذلك مهتم بالتعليق بنفس القدر واهتمامه بالمباراة ونتيجتها ومنتخبه وناديه، هذا ما يصعب من مهمتنا. * بماذا يتميز المعلق الناجح وما هي الخصائص التي يجب أن يتحلى بها؟ المعلق الناجح يجب أن يعشق هذه المهنة ويجب أن تكون له موهبة، يجب أن يعشقها أولا، ثانيا يجب أن يجتهد، ثالثا لا يجب أن يعتقد أنه وصل مهما كان الحال ويجب أن يكون ملما بكل المعلومات والأخبار في وقتها وأيضا بالرياضات التي يعلق عليها، كل هذه الأمور ضرورية وأساسية في المعلق ليكون ناجحا. * قلت أنك علقت على أكثر من ستة آلاف مباراة.. ما هي المباراة الراسخة في ذهنكم؟ - تبقى مباراة الجزائر ومصر بكل ما حملته قبلها وأثناءها وبعدها.. أعتقد أنها بكل خصوصيتها كانت أجمل ما علقت عليه من مباريات، لأنها أثمرت بالتأهل لمونديال جنوب إفريقيا الذي انتظرناه طويلا. * ما هي التحديات التي تواجهك وما هي طموحاتك في المستقبل؟ - التحدي الأساسي هو الملل، لذلك تجدني أنوع في نشاطاتي خوفا أن يأتي يوم أمّل فيه من التعليق، تارة أكتب مقالات باللغتين في الجرائد ووسائل الإعلام المختلفة، وتارة أشارك في ندوات وملتقيات مثل هذه في الجزائر وفي عالمنا العربي، وتارة أشارك في دورات إعلامية تدريبية أساهم في تدريب الإعلاميين الجدد والمتدربين.. أنا أخاف من الملل أكثر مما أخاف من شيء آخر ما عدا ذلك أنا أستمتع بمهنة أحبها وأعشقها كثيرا. * هل تفضل التعليق على مباريات النوادي أو المنتخبات.. ولماذا؟ - أنا ليس لي أفضلية لا بالنسبة لمباريات المنتخبات أو بالنسبة لمباريات النوادي، تعرف بأنه عندما تكون معلقا تعلق على ثلاث أو أربع مباريات في الأسبوع وتعلق على مباريات كبيرة ومباريات متوسطة وتعلق على منتخبات وعلى نوادي، فيجب أن تكون منسجما ومتجاوبا ومتناغما مع كل هذه المباريات وليست المباراة هي التي تصنع المعلق ولكن المعلق هو الذي يصنع من المباراة حدثا. * ما سر استعمالك عند تسجيل الأهداف وتجاوبك معها لعبارات مثل: أووووو، أبابابابا، أولالا، قوووول؟ من بين الأشياء التي لا أقوم بها هي تحضير الكلمات أو الجمل التي أستعملها.. صدقني أنها أمور عفوية وأن المعلق يجب أن يكون عفويا ورد فعلي هي من ردود فعل المشاهد لأن المشاهد لو يراقب نفسه يجد نفسه يقول نفس التعابير أو تعابير أخرى مشابهة. * هل سيعتزل حفيظ دراجي مهنة التعليق؟ - والله ممكن جدا.. قلت لك إذا أحسست بالملل وإذا كانت فيه نشاطات أخرى يمكن أن أقوم بها وممكن أن تمنعني من التعليق فهذا لا يحز في نفسي ولا يقلقني وأنه ممكن أن نفسح المجال لجيل آخر صاعد يجب أن يظهر، وكذلك أن اعتزال التعليق لا يحرجني ليس قرارا تتخذه ولكن ربما الظروف هي التي تؤدي بي إلى اعتزال التعليق. * أين سيكون حفيظ دراجي بعد انتهائه من مهنة التعليق؟ - سأكون إعلاميا دائما مهما كانت المناصب أو المسؤوليات.. أنا دائما في ذهني أضع في رأسي بأنني إعلامي والإعلامي هو مقدم برامج معلق كاتب صحفي ومحلل، فأننا ممكن أن أكون في كل هذه الأشياء. * هل أنت راض كل الرضا على مشوارك في هذه المهنة؟ - راض كل الرضا لأنني حققت الكثير من الأشياء، حققت عشق وحب الجماهير، حققت ذاتي من خلال القيام بشيء أنا أحبه وأعشقه كثيرا، أعتقد أنني راض جدا إلى حد بعيد على مشواري المهني سواء في التلفزيون الجزائري أو في الجزيرة الرياضية، هذا بعد 25 سنة من التعليق. * على ذكر الجزيرة الرياضية هل الجزيرة قدمت لك إضافات وهل أنت قدمت لها إضافات؟ - طبعا كانت إضافات متبادلة، هناك تبادل في تقديم الإضافات بيننا وبين الجزيرة كل واحد أضاف للآخر شيئا ثانيا، ولكن تبقى تجربة التلفزيون الجزائري والجزائر هي أكبر مدرسة في مجال الإعلام لأننا تعلمنا المهنة في ظروف صعبة جدا واليوم نمارسها في ظروف أفضل وبالتالي لا مجال للمقارنة فكل محطة كان لها دورها في صقلي وفي تكويني. * ما مخططات الجزيرة الرياضية في المستقبل؟ - يريدون الوصول إلى العالمية في كل شيء، سواء في الاستحواذ على الحقوق أو في الممارسة الإعلامية من خلال الأستديوهات والبرامج والتعليق والأخبار والتقارير، أعتقد أنه لا حدود للجزيرة الرياضية في البحث عن الوصول إلى العالمية والبحث عن أكبر قدر ممكن من حقوق البث التلفزيوني والبحث عن أحسن المذيعين وكذلك البحث عن أحسن المعلقين والمنتجين وأحسن الإعلاميين، هناك خطط كبيرة جدا ببساطة لأن يكونوا هم الأفضل على المستوى العالمي. * ما هو سر شهرة حفيظ دراجي في التلفزيون؟ - ممكن لدي تعاليق متميزة وممكن اكتشفوا أشياء لم يسمعوها من قبل أو ممكن اكتشفوا ريتما مختلفا وتجاوبا مختلفا، تعرف أنه لدينا خصوصيات متميزة عندنا عيوبنا طبعا وعندنا إيجابيتنا وعندنا خصوصيتنا، لتميزنا عن البقية، ربما الشيء المهم بالنسبة إلي هو أن أستعمل لغة يفهمها الجميع عكس بعض اللهجات وبعض اللغات التي ربما لا يفهمها الجزائري، أظن وأعتقد أو يظن الكثير من المشاهدين أن لغتنا مبسطة وسهلة في متناول الجميع. * ما هي الأسباب التي جعلتك تقرر مغادرة التلفزيون الجزائري؟ - ظروف وأسباب خاصة جدا دفعتني إلى ضرورة المغادرة في أقرب وقت لأنني لم أكن أريد الاحتكاك وكنت أريد أن أهرب، أهرب بمهنتي وأسرتي إن صحت كلمة هروب، وكنت بحاجة إلى أن أنتقل إلى مرحلة أخرى ولكن منذ أول يوم غادرت فيه الجزائر دائما كنت أفكر في اليوم الذي سأعود فيه إلى الجزائر عندما تذهب وتنتهي تلك الظروف. * بعد مغادرتك للتلفزيون الجزائري لاحظنا أن القسم الرياضي عجز عن مواكبة العديد من الأحداث الكروية العالمية؟ - لا تنسى بأن العلاقات في عالم مثل عالم التلفزيون مهمة جدا وربما الكثير من الأحداث الرياضية تحصلنا عليها بفضل علاقتنا الشخصية، ضف إلى ذلك أن تكاليف حقوق البث الآن ارتفعت بنسبة كبيرة جدا، الجزيرة الرياضية استحوذت على كل شيء، أنا لا أريد أن أنتقد أو أتحدث عن من جاء بعدي ولكن أتصور بأن العلاقات في عالم التلفزيون مهمة ومهمة جدا للحصول على الكثير، كنا نتحصل عل أشياء ببساطة وبأقل الأسعار وكنا نتحصل عليها بالسرعة اللازمة، الأمور تختلف طبعا وستختلف من دون شكك في المستقبل. * هل كان لك خلافات مع بعض إطارات التلفزيون؟ - لا، لا.. الخلافات التي كانت عندي كانت خارج التلفزيون تماما حتى لا أقول شيئا آخر، أنا في التلفزيون الجزائري كانت علاقتي جد طيبة مع المسؤولين أو حتى مع الموظفين ويمكنك أن تسألهم ولكن خلافتي كانت خارج التلفزيون وليست من داخل التلفزيون. * كيف كان موقف زملائك لما أخطرتهم بخبر مغادرتك التلفزيون؟ - شيء طبيعي أن هناك من يسعد وهناك من يحزن، ولكن أعتقد بأنه هناك الكثير والغالبية من الموظفين حزنوا لذهابي ومازلت في تواصل معهم لحد الآن ومازالوا يتمنون عودتي، وهذا يسعدني كثيرا ولكن هذه سنة الحياة اليوم هنا وغدا هناك. * عندما كنت رئيسا للقسم الرياضي كان هناك بعض الصحفيين من يقول إن حفيظ دراجي دكتاتوري في تعامله مع الصحفيين؟ - إذا كان النظام واحترام القانون واحترام المهنة واحترام المشاهد دكتاتورية، فأنا مازلت دكتاتوريا، وأعتز بأن أكون دكتاتوريا في هذا المجال، أما دكتاتورية الظلم فلا أعتقد أنني دكتاتوري، ومن يقول أنني دكتاتوري فأين هو اليوم، وما رأيه اليوم في التلفزيون الجزائري وماذا فعل، بعد أن غادر حفيظ دراجي. * ماذا تعلمت في "الجزيرة"؟ - تجربتي في هذه القناة أعادتني إلى ممارسة مهنتي الفعلية، الإدارة أخذت مني تقريبا حوالي 10 سنوات وأنا مسؤول في التلفزيون، 10 سنوات وأنا مسؤول أخذت مني الوقت والجهد، وأخذت مني حتى الصحة، رجعت إلى حلاوة المهنة، التنقل إلى الجزيرة أعطاني الفرصة لاسترجاع مهنتي الأصلية التي أستمتع بها مثل ما أستمتع مع عائلتي في ظروف حسنة جدا، ولكن يبقى وأنه نسمات وجو الجزائر ينقصك مهما كان، لأنه في اعتقادي العيش داخل الوطن لا يعوضه لا مال ولا جاه، ولا تعوضه أي شهرة مهما كانت، لأن شهرتي سبقتني أولا إلى عالمنا العربي وشهرتي في الجزائر تكفيني بالدرجة الأولى، ولكن أتصور بأنه هذه هي سنة الحياة تجربة كان لابد أن أخوضها لكي يكتمل النصاب، وأقول إنني جربت في الجزائر وجربت خارج الجزائر، ولن أندم بعد ذلك. * الجمهور الرياضي الجزائري يطالب بفتح قناة رياضية.. هل تعتقد أن الجزائر تأخرت في إنشاء قناة رياضية؟ - تأخرت كثيرا.. حتى لا أكون متشائما وأقول فات الأوان، لأنه كان بالإمكان أن ننشئ قناة رياضية في بداية الألفية قبل أن تظهر الجزيرة الرياضية، أما الآن خاصة بعد ظهور الجزيرة صعب جدا أنك تأسس قناة رياضية تبث فيها مباريات أجنبية، ممكن تأسس قناة، ولكن تكون قناة محلية تنقل فيها الرياضة المحلية وهذا لا يشبع رغبات الجماهير التي صار لها بعدا عالميا وبالتالي يمكن القول أن الأوان فاتنا والأمر ليس مرتبطا فقط بقرار سياسي أو قانوني ولكن مرتبطا أيضا بالظروف المحيطة اليوم، ظروف الحقل الإعلامي وظروف الحقل الرياضي العالمي الذي تغير كثيرا، وبالتالي الأمر ليس مرتبط بالجزائر، بقدر ما هو مرتبط بعوامل خارجة عن نطاقها. * بعد انفتاح المجال السمعي البصري هل يمكن أن تعود إلى الجزائر بقناة رياضية خاصة؟ - أولا مجال السمعي البصري لم يفتح بعد لأنه لم تظهر قنوات جزائرية تبث من الجزائر، القنوات التي ظهرت قنوات أجنبية تبث للجزائر وتبث مادة جزائرية، القانون لم يظهر بعد وليس هناك قنوات جزائرية مائة بالمائة، لأن قنوات جزائرية بالنسبة إلي تبث من البلد أولا وتبث على المباشر ثانيا، قنواتنا كلها لا تبث على المباشر، أعتقد أن الظروف التقنية ليست جاهزة تماما ولا الظروف القانونية والسياسية، في وقت كنا السباقين إلى التفتح الإعلامي قبل أن يكون هناك فتح للمجال الإعلامي، كنا السباقين إلى التفتح في التلفزيون الجزائري في بداية التسعينات، ولكن يجب أن نثمن بروز كل هذه القنوات، ولأنها أعطت للجزائريين الفرصة لكي يكتشفوا قنوات أخرى ولكي يكتشفوا وجوها جديدة ويكتشفوا برامج أخرى ومواعيدا أخرى، أعتقد إذا كان القانون يسمح بإنشاء قنوات عمومية وقنوت موضوعاتية ستكون مناسبة وفرصة لتقديم وتفجير طاقات كبيرة جدا عند الجزائريين سواء كإعلاميين أو كتقنيين أو فنيين في محاولة لدخول هذا العالم. * ما رأيك في متابعة الصحافة الوطنية للأحداث الرياضية داخل وخارج الجزائر؟ - أعتقد أنها عادية ومعتدلة لا يمكن الحكم عليها بهذا الشكل هي تتابع الحدث أينما كان، هناك تركيز اليوم في بعض وسائل الإعلام على كل ما هو دولي وكذلك أوروبي بالدرجة الأولى لأن اهتمامات الجمهور هي هكذا ولأن الرياضة عندنا شهدت تراجعا كبيرا وبالتالي ما يحدث عندنا يحدث أيضا في الكثير من البلدان العربية والأفريقية وهو أمر عادي بالنسبة إلي. * كوننا من المتتبعين لآخر ما تخطه أناملك لاحظنا بعض التوجهات السياسية في كتاباتك.. ما هو السبب؟ - هو ميول سياسي نتيجة ظروف مرت بها الجزائر ومر بها العالم العربي، الجزائر في السنوات القليلة الماضية لم تكن بعيدة عن هذا الحراك السياسي والاجتماعي الموجود في عالمنا العربي، الجزائر شهدت حراكا والجزائر تشهد بروز جيل جديد تواق إلى المزيد من الحرية ومزيد من ظروف العيش الكريم والمزيد أيضا من التفتح، إنما كإعلامي كان يجب علي أن أكون متناغما منسجما ومتجاوبا مع هذه الأفكار الجديدة وهذه التوجهات الجديدة وأنا أعتقد بأنني إعلامي قبل أن أكون رياضيا، إعلامي مختص في المجال الرياضي، لكن الإعلامي الذي لا يكتب عن شؤون وطنه وشؤون جماهير بلده يبقى بعيدا عنها، أعتقد أنه لا يمكن أن نصنفه ضمن خانة الإعلاميين. * ماذا يمكن أن تقول عن بطولة هذا الموسم؟ - بطولة عادية جدا لم تختلف عن دوري الموسم الماضي لم نر فيها أشياء جديدة جدا، متأسف لأندية الغرب الجزائري التي تواصل نتائجها وأداءها المتواضع جدا، متأسف لأولمبي الشلف الذي كان ينافس على الدوري الأعوام الماضية واليوم يجد نفسه يلعب من أجل البقاء، دليل على أنه ليست هناك استمرارية وليس هناك استمرار ومتأسف لما حدث في نهائي كأس الجمهورية. * كيف كان شعورك وأنت تشاهد عناصر مولودية الجزائر يغادرون أرضية ملعب 5 جويلية؟ - وأنا أشاهد وأنا أعلق كانت الخيبة مضاعفة، لو كنت أشاهد فقط كان يكون الأمر عبارة عن خيبة مثل الكثير من المشاهدين، أما أن أكون معلقا ومحاولا لإعطاء صورة عن جزائر مستقرة تحترم موعدها وتقاليدها بتنظيم نهائي كأس الجمهورية وفي غياب الرئيس، الأمر كان مخيبا بالنسبة لي ومتأسف جدا له ولم أستطع تبريره بأي مبرر ويبقى نقطة سوداء في تاريخ نهائيات كأس الجمهورية والكرة الجزائرية. * ماهو الفريق الذي لفت انتباهك هذا الموسم في البطولة المحلية؟ - طبعا للموسم الثاني على التوالي فريق وفاق سطيف الذي حافظ على توازنه وللموسم الرابع على التوالي، فريق اتحاد الحراش كذلك بتوازنه وباستقراره الفني والإداري الذي تركه واحد من أحسن الفرق في الجزائر. * هل أنت متفائل بمستقبل الكرة الجزائرية؟ - طبعا أنا متفائل بالجزائر ككل وليس فقط بالكرة لأنه عندي إحساس بأن جزائر الغد ستكون مختلفة، ستكون عندها نفسا جديدا، ستكون جزائر فيها فضاء إعلاميا أفضل وفيها ممارسة سياسية أفضل وفيها توجهات اقتصادية واجتماعية وثقافية أفضل، إننا اليوم واعون بالنقائص وواعون بقدراتنا الكبيرة جدا بتجاوز كل المشاكل وواعون بأن هناك رجالا في هذه الجزائر خاصة من الجيل الطالع، الذي يستفيد من الدروس والأخطاء السابقة من أجل تصحيحها وتصحيح كل ما يجب تصحيحه. * كيف ترى نموذج اللاعبين في الجزائر؟ - ليس لنا نموذج تكوين في الجزائر هناك اهتمام كبير بفرق الأكابر بحيث هناك اهتمام بالبحث عن التتويجات والألقاب والبحث عن المال واهتمام بالبحث عن الشهرة، ولكن الحديث عن فلسفة وثقافة تكوينية أعتقد أننا لا زلنا بعيدين. * يقال إن اتحاد العاصمة هو نموذج في الاحتراف هل تشاطرني الرأي؟ - عنده إمكانيات كبيرة أكبر من الآخرين، استقطب أحسن اللاعبين ربما عنده أهداف مغايرة لأهداف النوادي الأخرى التي ليس لها إمكانيات ولا طموحات ولكن تبقى نتائجه ليست في مستوى التركيبة البشرية ولا في مستوى الموارد المالية التي يمتلكها. * هل ترى أن المنتخب الوطني قادر على صنع الحدث في الاستحقاقات القادمة؟ - قادر على أنه يتأهل للمونديال للمرة الثانية على التوالي مثلما هو قادر على الخروج من سباق المونديال الأمر ليس مرتبطا بالدوري الجزائري ولكن مرتبطا بظروف خاصة باللاعبين الجزائريين ومستوياتهم في شهر جوان المقبل ولكن أنا شخصيا متفائل. * ما هو تقييمك للمدرب الوطني؟ - حليلوزيتش قام بعمل جميل جدا لحد الآن مر بظروف صعبة والمشاركة في كأس أمم إفريقيا كانت مخيبة وكانت درسا بالنسبة إليه، ليس كل ما قام به سيئا وإنما هناك الكثير من الأشياء الإيجابية التي قام بها وحاول أن يكون تركيبة منتخب ينافس على كأس إفريقيا والتأهل إلى المونديال ولكن يبقى في رأيي مشواره إيجابيا جدا. * كيف ترى طريقة تعامل حليلوزيتش مع اللاعبين والتغيرات التي أحدثها في صفوف المنتخب؟ - لا يهم ما أرى أنا المهم ما يراه اللاعبون وما يراه المدرب، هل هو مقتنع بما يقوم به، أعتقد بأن كل واحد فينا عنده طريقة في العمل، في أي مجال كان يجب أن نحترم طريقته في العمل. * كيف ترى حظوظ المنتخب في التأهل للمونديال البرازيلي 2014؟ - حظوظ وافرة جدا ولو أنه في هذه المرة ستكون مباراة فاصلة تحسم على تفاصيل لا نعلمها لحد الآن ولا نعرف حتى المنافس لذلك أعتقد أن هذه المرة ستكون أصعب من المرة السابقة. * تمكنت من إطلاق مشروع مركز الراحة النفسية الذي يعد الأول من نوعه على المستوى الإفريقي ما هي الأهداف التي تريدون الوصول إليها؟ - الهدف بالدرجة الأولى ليس المركز بحد ذاته وإنما الهدف هو تفعيل وتحفيز جمعيات أخرى وشباب آخرين من أجل البحث عن تجسيد مشاريع مهما كانت طبيعتها ونوعيتها وكلفتها، حتى نترك الشباب الجزائري يكون له غاية في هذه الحياة يعمل من أجلها لكي يحققها في خمس سنوات أو عشر سنوات المهم أن تكون له غاية في هذه الحياة. * وهل قمتم بنشاطات؟ - أنا عندي نشاطات كثيرة جدا سواء تعلق الأمر بهذا المشروع أو مشاريع أخرى سواء في مجال التدريب أو في مجال التكوين أو في مجال التأسيس لثقافة العمل الجماعي، الجمعوي والجماعي مع الشبان بعيدا عن كل التهليل بأنه يوجد هناك نشاطات نقوم بها، ولكن بدون الحاجة إلى التهليل. * هل حملتكم ما زالت متواصلة؟ - الحمد لله تبقى مبادرة حتى ولم تنجح فعند الإخفاق يمكن أن نستفيد من هذه الأشياء، الاستفادة لا تكون عند النجاح ولكن تكون عند الإخفاق يمكن أن نستفيد من أشياء كثيرة.