بقلم: كريم مادي (أمريكا لن تتدخل في سوريا)، عبارة رددها أكثر من مرة رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأمريكي الجنرال مارتن ديمبسي أمام أعضاء لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ ردا على سؤال من أعضاء الحزب الجمهوري اليميني. حتى وإن كانت عبارة الجنرال مارتن ديمبسي لا تتعدى الثلاث كلمات، إلا أنها تحمل في باطنها الكثير والكثير من الأسرار، قد يعجز خبراء الحروب تفسيرها، لكن حتى وإن ادعى الجنرال مارتن ديمبسي أن سبب عدم دخول أمريكا (المستنقع) السوري من بوابة الأردن وتركيا لمساندة الجيش الحر السوري للإطاحة بالرئيس السوري والموالين إلى الوضع الاقتصادي في الولاياتالمتحدة الذي بات في نظر الساسة العسكريين الأمريكيين لا يسمح للجيش الأميركي بفتح جبهة جديدة في معاركه "القذرة" في العديد من دول العالم، على اعتبار أن الجيش الأمريكي يواجه تخفيضات مالية كبيرة، وبالتالي فدخوله (اللعبة) السورية قد يزيد من متاعب الجيش الأمريكي، كونه سيكلف الخزينة العسكرية كل شهر مليار دولار!. (فليس) سهلا يقول الجنرال مارتن ديمبسي أمام أعضاء لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي ردا على سؤال من أعضاء الحزب الجمهوري اليميني (هل الجيش الأمريكي سيدخل المعركة السورية قصد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد؟) الولاياتالمتحدة لن تتدخل في سوريا بسبب عدم الاهتمام بالمأساة الإنسانية هناك لكن بسبب عدم الرغبة في التورط عسكريا كما حدث في العراق وأفغانستان وفيتنام وكوريا ولاوس). بل أكثر من ذلك راح يقول الجنرال مارتن ديمبسي (إن فرض منطقة حظر طيران لحماية الثوار بالإضافة إلى إرسال قوات صغيرة ستكلف الجيش مبالغ ضخمة لا يملكها، وما بالكم بدخول المعركة، فمثل هذه العمليات ستكلف الجيش الأمريكي أموالا طائلة). تصريحات الجنرال مارتن ديمبسي، قد تشكل ضربة موجعة للجيش الحر السوري، الذي كان يعول كثيرا على الولاياتالمتحدة بمده ولو بطريقة غير مباشرة بالمؤونة العسكرية قصد تغيير موازين القوى في قلب المعركة التي تميل حاليا إلى الجيش النظامي لبشار الأسد، كما تشكل تصريحات الجنرال مارتن ديمبسي، كذلك ضربة موجعة لدول الخليج العربي وحتى تركيا التي كانت راهنت كثيرا على الولاياتالمتحدة بدخولها معركة (الأسد) وهي التي كشفت علنية أنها ستقدم كل الدعم المادي واللوجستيكي إلى الجيش الحر. لكن هل ستغير تصريحات الجنرال الأمريكي مارتن ديمبسي الخارطة (السورية)، ويكسب نظام (الأسد) نقاطا إضافية، قد تضعه على بعد بضعة أقدام بكسب معركة اللاذقية وحلب، بعد أن كسب في وقت سابق العديد من المعارك، لكن الذي يجب قوله إن نظام (الأسد) لم يكسب بعد الحرب، ومن يكسب الحرب يكون قد حقق الانتصار، ومهما كان طبيعة هذا الانتصار، فالمنتصر الأول والأخير هي إسرائيل، حيث بات ساستها ينامون مرتاحين، في ظل تقاتل أبناء البلد الواحد في سوريا، فهذا البلد بات في نظر الساسة العسكريين أشبه بالأرنب الذي يشتهي الجميع أكله، فلا خوف على (ربيبة) أمريكا في الشرق الأوسط، بعد أن نجح (الموساد) بكسر شوكة (الأسد)، وقبل ذلك نجح الإسرائليون في كسر شوكة (صدام)، فلا أشواك مستقبلا في طريق إسرائيل لتحقيق مشروعها الكبير (إسرائيل الكبرى)، الدولة العبرية التي تشمل العراق وجميع دول الشام وجزء من الأراضي المصرية، ومعها لبنان وفلسطين).