آلام الظهر تنهك الجزائريين انتشرت بين العديد من الجزائريين في الآونة الأخيرة، أمراض المفاصل وآلام الظهر بشكل خطير، ويرجع العديد من المواطنين هذه الظاهرة إلى خشونة أسرة النوم، وعدم صحيتها، وعليه فلقد لجأ العديد من الجزائريين إلى اقتناء أسرة خاصة وأيضا التركيز على اختيار أفرشة صحية تخفف عنه آلام الظهر، إلا أن البعض منهم تعرض للاستغلال من خلال شرائه لأفرشة على أنها طبية إلا أنها سرعان ما تفقد شكلها مع استعمالات قليلة.. يعتبر سوء النوم من أهم المشاكل التي تؤثر على أداء العاملين والطلاب في ساعات النهار، حيث تساهم في انخفاض معدل المجهودات البدنية وكذا الفكرية لديهم، ويرتبط سوء النوم في الغالب بعدم صحية الفراش والأثاث، ونظرا إلى غلاء هذه الأخيرة، فإن العديد من العائلات لجأت إلى اقتناء الأفرشة الأقل ثمنا حتى ولو كانت قديمة مستعملة.. ولقد انتشرت في الآونة الآخيرة عبر مختلف الأسواق في الجزائر تجارة الأفرشة الطبية، من أغطية ووسادات وأفرشة، يكتب على غلافها انها صحية، وتكون في الغالب بأسعار مناسبة، إلا أنه وبعد تجربتها واستعمالها لمرات قليلة، تفقد فاعليتها بسرعة.. وبطرح سؤال صغير على بعض المواطنين، جاءت الأجوبة لتؤكد هذه الملاحظة، حيث تقول إحدى السيدات: (اضطررت إلى شراء سرير من الخشب، فقط، واستغنيت عن السرير المعدني الذي يصاحبه، بسبب الأسعار الغالية، كما أن المفارش صارت غالية الثمن جدا، فاكتفيت بواحد بسيط من الإسفنج العادي، ولكن ذلك بسبب لي آلام الظهر يوميا، لأنه غير مريح، وبالتالي لم أعد أستطيع أداء واجباتي المنزلية على أكمل وجه. لا تكمن أهمية غرفة النوم فقط في الستائر والديكور وطلاء الجدران بل حتى السرير عينه وذلك لأن الغرفة المريحة في فراش مريح والقاعدة الذهبية للنوم الهانئ هي اختيار الفراش المناسب، لكننا للأسف نهتم بغرفة الضيوف على حساب سرير النوم). وترى مع ذلك أن هناك الكثير من العوامل التي علينا أخذها في الاعتبار عند اختيار سرير غرفة النوم، حيث إنه أهم قطعة من قطع الديكور في المنزل فمن عنده يبدأ يومنا وبه ينتهي. لذا، يكون السرير أكثر قطعة يمكنك استثمار نقودك فيها كما أنه أكثر قطعة صعوبة عند الاختيار فيجب أن تكون هذه القطعة مريحة عند النظر والاستخدام في آن واحد. وتؤكد سيدة أخرى أنها تخلت عن بعض الأشياء المنزلية كي تتمكن من الاهتمام بأسرّة أبنائها ومستلزمات غرفهم، قائلة (لا أملك أجهزة كهربائية في مطبخي، كلها يدوية، كما أني امتنعت عن شراء ثلاجة من الأنواع الجيدة التي ظهرت مؤخرا بالسوق، واكتفيت بموقد غاز قديم، وذلك كي أوفر المال لشراء أفرشة مريحة لأبنائي الثلاثة، وكراسي مريحة ومكتبين، كي يتمكنوا من النوم المريح والمراجعة الجيدة للدروس، إنهم يحصلون على نوم هادئ تقريبا كل ليلة، وذلك كي يتمكنوا منأن يكونوا على أفضل ما يرام في النهار). وتضيف (إن كانت ميزانيتي تسمح بمواصفات عالية للسرير فلن أتردد إطلاقا في الإنفاق عليه، فكلما تحسنت صناعة السرير كلما طال عمره وأمن الراحة أطول فترة ممكنة مع التأكيد أن غلاء السعر ليس المقياس الوحيد لجودة السرير. ولن أقبل أبدا على شراء سرير مستعمل مهما كانت المغريات والأفضل منه سرير رخيص وجديد). وأشارت محدثتنا إلى أهمية ترطيب جو الغرفة وتجديد الهواء والظلام والهدوء وتنظيف الغرفة كعوامل هامة للحصول على نوم هادئ وجيد، مؤكدة أنها تغير شراشف الأسرّة كل أسبوع، وأحيانا ترش العطر عليها عندما يكون أبناؤها مقبلين على امتحانات، وذلك لجعلهم يرتاحون في النوم وبالتالي تقديم نتائج جيدة، لأنها تربط كثيرا بين الرضى النفسي بالتواجد في المنزل وبين النجاح في الدراسة، قائلة (إننا نتمتع بساعات نوم أطول وشعور طيب عند الذهاب للنوم عندما يكون الفراش مرتباً والملاءة نظيفة والسرير مريحا). اضطرابات النوم المستمرة تهدد القلب وإذا كانت الوسائد الجيدة والملاءات المعطرة لا تحل الكثير من مشاكل النوم الحادة، إلا أن تغيير جو غرف النوم وجعلها أكثر راحة يمكن أن يساعد الأشخاص الذين يعانون الأرق من الحصول على الراحة بشكل أسهل، إن الكثير من الأشخاص يشاهدون التلفاز في الفراش ويسددون فواتيرهم وضرائبهم من خلال أجهزة الحاسوب من غرف النوم ثم يتساءلون لماذا يظل عقلهم يعمل عند ذهابهم للنوم؟ وينصح الأطباء بالاسترخاء وعدم التفكير في أي شيء قبل ساعة من النوم، وإطفاء النور قبل ساعة من النوم لإعطاء إشارة للجسم أن هذا هو وقت الاسترخاء، والابتعاد عن جهاز الحاسوب والتليفون المحمول وغيره من وسائل الاتصال قبل النوم بساعة، وجعل آخر وجبة للشخص قبل ثلاث ساعات من النوم، والحد من تناول السوائل قبل ساعات من النوم. توصلت أحدث الدراسات الألمانية، إلى أن المعاناة من اضطرابات النوم بصفة مستمرة، يمكن أن تهدد صحة القلب. وأشار الأطباء خلال دراستهم إلى أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم يزداد لديهم خطر الإصابة بضعف القلب بمعدل 3 إلى 4 مرات أكثر من غيرهم، مع العلم بأن هؤلاء الأشخاص كانوا يعانون كل ليلة من اضطرابات في الخلود إلى النوم، والاستغراق فيه وكانوا لا ينعمون بنوم مريح طوال الليل لمرة واحدة أسبوعياً على أقل تقدير. وللاستمتاع بنوم هانئ دون اضطرابات ينصح نوربرت سميتاك رئيس الرابطة الألمانية لأطباء القلب بمدينة ميونيخ، بممارسة الأنشطة البدنية واتباع الإجراءات اللازمة للتمتع بنوم صحي، ومن بينها الذهاب إلى الفراش في نفس الموعد يومياً، وإزالة كل عوامل الإزعاج من غرفة النوم، لافتاً إلى أن الإضاءة الشديدة داخل غرفة النوم وارتفاع درجة الحرارة بها يندرجان ضمن العوامل المعيقة للتمتع بنوم صحي.