التأم مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية بالقاهرة أمس لمناقشة تطوّرات الأوضاع بسوريا في ضوء المساعي التي يبذلها المبعوث الأممي والعربي المشترك لسوريا الأخضر الإبراهيمي الذي أنهى السبت جولة واسعة من أجل تهيئة الأجواء لعقد مؤتمر (جنيف 2). تمهيدا لذلك الاجتماع، التقى الأمين العام للجامعة نبيل العربي رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا في مقر الجامعة بالقاهرة، لبحث تطوّرات الأزمة السورية والمساعي الجارية لعقد مؤتمر سلام دولي بشأن سوريا بات معروفا باسم (جنيف 2). واعتبر العربي أنه لن يكون ممكنا الحديث عن موعد محدّد لمؤتمر (جنيف 2) للمؤتمر قبل الاجتماع الذي سيعقده الإبراهيمي غدا الثلاثاء في جنيف مع مسؤولين من الولاياتالمتحدة وروسيا ودول أخرى دائمة العضوية بمجلس الأمن. ومن جانبه، قال السفير نصيف حتى المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية إن اجتماع مجلس الجامعة ناقش الخطوات التي تستهدف تهيئة الأجواء لعقد مؤتمر (جنيف 2)، وأضاف أن الأمين العام للجامعة على تواصل مستمر مع الإبراهيمي وكذلك مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وعدد من الأطراف المعنية بالأزمة، وذلك للتشاور بشأن ما يمكن أن يخرج به الوزاري العربي من قرارات تدعم الحل السياسي في سوريا، والعمل على إيقاف دائرة القتل وإيصال الدعم الإنساني للشعب السوري. وعلم بأن الجربا أبلغ العربي استعداد الائتلاف الوطني لإرسال ممثلين عنه إلى المؤتمر المتوقع تنظيمه خلال الشهر الجاري شريطة أن يقرر المؤتمر مصير الرئيس السوري بشار الأسد، فضلا عن ضرورة تدخل الأممالمتحدة رسميا لوقف المجازر وتطبيق الفصل السابع من ميثاقها على من ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية من المنتسبين إلى النّظام السوري. من جهته، قال الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون إن الموقف النهائي للمعارضة من المشاركة في مؤتمر (جنيف 2) سيتحدّد بناء على اجتماع تعقده الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في إسطنبول يومي 9 و10 من الشهر الجاري. وفي سياق مواز، غادر الإبراهيمي إلى جنيف بعد أن أجرى محادثات مع مسؤولين لبنانيين ضمن التحضيرات لمؤتمر (جنيف 2). وكان الإبراهيمي قد صرح -بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي- بأن (لبنان برؤسائه الثلاثة يؤيد فكرة المؤتمر)، مشيرا إلى أن الرؤساء (يحبّذون توجيه الدعوة إلى عقده، وعندما توجه الدعوة لهم سيقررون ما إن كانوا سيحضرون، وأعتقد أنهم ميالون إلى الحضور). ولم يتحدّد حتى الآن موعد مؤتمر (جنيف 2)، لكن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يتحدث عن إمكانية انعقاده في النّصف الثاني من الشهر الجاري. وقد أرجئ عقد هذا المؤتمر مرارا بسبب خلافات بشأن أهدافه والمشاركين فيه، فالنّظام السوري يرفض أي تنح للرئيس بشار الأسد في إطار عملية انتقالية، في حين ترفض المعارضة في الخارج بقاءه في السلطة. قوات النّظام تتقدّم بحلب وتقصف أحياء بدمشق ميدانيا، قالت مصادر في سوريا إن قوات النّظام السوري تتقدم في ريف حلب مدعومة بعناصر من حزب اللّه اللّبناني، حيث تمكّنت من السيطرة على قرية العزيزية شمال مدينة السفيرة، في حين قال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إن قوات النّظام تنفذ هجوما غير مسبوق على أحياء دمشق الجنوبية وريفها الغربي. وكانت مصادر قد أفادت في وقت سابق بأن قوات النّظام كثّفت قصفها على بلدة تل عرن قرب السفيرة تمهيدا لاقتحامها، وذلك بعد سيطرتها على مدينة السفيرة. وتبعد مدينة تل عرن مسافة كيلومترين شمال السفيرة. وفي دير الزور شرقي البلاد، دمر مقاتلو المعارضة دبابة لقوات النظام في حي الرشدية خلال معارك بين الطرفين. من جهة أخرى، قصفت مدفعية النّظام المتمركزة شمال المدينة أحياء المطار القديم والعرضي والعمال التي تسيطر عليها قوات المعارضة. في هذه الأثناء قال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة إن قوات النظام تنفذ هجوما غير مسبوق على أحياء دمشق الجنوبية وريفها الغربي. وأوضح الائتلاف في بيان أن النّظام السوري حشد عشرات الدبابات وأعدادا كبيرة من الجنود وأفراد الشبيحة في هجوم غير مسبوق باستخدام مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، وطالب بتكثيف الجهود الدولية بهدف منع نظام الأسد من استخدام أي نوع من أنواع الأسلحة التقليدية وغير التقليدية وحتى البدائية في حربه التي يشنها ضد الشعب السوري المطالب بالحرية، حسب البيان.