تصاعدت مخاوف العراقيين من اندلاع معارك بين القوات الحكومية و(جيش) العشائر الذي شكله قادة المحافظات الست المنتفضة. يأتي هذا بعد اغتيال قائد اعتصام الفلوجة الشيخ خالد الجميلي الأسبوع الماضي. وشهدت محافظة الأنبار مواجهات بين مسلحين ورجال الأمن على خلفية مقتل ابن أخ قائد قوات إنقاذ الأنبار. وتحمل قوات إنقاذ الأنبار -التي دعمت الأمن في مواجهته مع المسلحين- قادة ساحات الاعتصام بمدينة الرمادي المسؤولية عن حادثة القتل. وكانت آخر تطورات هذه المواجهات مداهمة منزل خطيب صلاة الجمعة في ساحة اعتصام الفلوجة فاخر الطائي، لكنه نجا من الاعتقال لتواجده في مكان آخر. وقال قائد قوات إنقاذ الأنبار حميد الهايس إن ساحات الاعتصام مسؤولة عن اغتيال نجل شقيقه، وهدد بفضها بالقوة إذا لم ترفع الخيام خلال 48 ساعة. وكان مجلس ثوار العشائر دعا إلى تشكيل أفواج مسلحة لحماية العلماء والشيوخ والمناطق التي يتواجدون بها من ميليشيات يقولون إن الحكومة تدعمها. واعتبر بيان صادر عن مجلس العشائر أن العملية السياسية في العراق مشروع أمريكي إيراني يهدر كرامة وحقوق المواطنين. وقال المتحدث باسم المعتصمين في ساحة (العز والكرامة) بالرمادي عبد القادر النايل إن التيارات الشعبية والعشائرية أيقنت تماما أن العملية السياسية بكل محدداتها لن تخدم الإنسان العراقي، وأضاف أن هذه العملية تدمر العراق وتهدر حقوق وكرامة المواطنين، قائلا إن المكونات السياسية فشلت في إيجاد صيغة للتعايش السلمي وباتت خطرا على النسيج الاجتماعي، على حد قوله. وعن وقوف العشائر وثوارها ضد العملية السياسية وإعلانهم مقاطعة الانتخابات، يقول النايل إن هذه الخطوة تمثل مسعى لإسقاط العملية السياسية، وبيّن أن تشكيل جيش العشائر يهدف إلى مواجهة مليشيات يدعمها المالكي وإيران، وتحظى برعاية حكومية وتحميها الأجهزة الأمنية في بغداد، على حد قوله، وقال إن قادة هذه المليشيات ينادون بالقتل والتهجير والتكفير، وينفذون اعتقالات وإعدامات على أساس طائفي، كما ينتهكون أعراض النساء، ويدعون لضرب الدول المجاورة للعراق، حسب تعبيره. وانتقد النايل التسويات التي يقوم بها بعض السياسيين في الأنبار، قائلا إنهم فشلوا في تسويق مشروع رئيس الحكومة نوري المالكي. من جهته، عزا عضو لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان النائب حامد المطلك زيادة نشاط المليشيات والمجاميع المسلحة إلى ضعف الأجهزة الأمنية. ويضيف المطلك -وهو نائب عن القائمة العراقية- أن التجاذبات السياسية داخل الائتلاف الواحد زادت من حدة نشاط تلك المجاميع التي بدأت بعمليات اغتيال منظمة طالت شيوخ عشائر وأعضاء مجالس محافظات ونوابا ومواطنين عاديين. وأشار المطلك إلى أن المواطنين يؤكدون أن عمليات الاختطاف تتم من خلال مجاميع ترتدي الزي العسكري وتستخدم سيارات الأجهزة الأمنية. وحسب المطلك، فإن عمليات المليشيات يرافقها تصاعد نشاط تنظيم القاعدة ومجاميع إرهابية في مناطق أخرى من البلاد، حسب تعبيره.