حملة الاغتيالات تزامنا والمظاهرات تطرح عديد الاستفهامات تطرح حملة الاغتيالات التي رافقت انطلاقة المظاهرات في محافظات الأنبار ونينوى وكركوك وديالى وصلاح الدين تساؤلات عن من يقف وراءها والأهداف التي يسعى إليها خاصة وأنها تستهدف شيوخ عشائر وشبابا ناشطين داعمين للمظاهرات. وطالب أهالي منطقة السيدية جنوبي غربي بغداد السطات الأمنية بوضع حد للاغتيالات المنظمة التي يتعرض لها أبناؤهم في المنطقة، وما يثير قلق أهالي المنطقة هو أن هذه الاغتيالات تحدث في ظل تواجد أمني كثيف. صمت الحكومة عن الاغتيالات قد يؤدي لردة فعل لا تحمد عقباها وأعلن النائب عن القائمة العراقية أحمد العلواني أن الأسبوع الأخير من شهر يناير الماضي شهد اغتيال 13 شابا من أهالي السيدية على مرأى ومسمع القوات الأمنية، وأكد في حديث صحفي أن أهالي المغدورين اتصلوا به وناشدوه التدخل لدى الحكومة والبرلمان لوضع حد لهذه العمليات المنظمة. وحذر العلواني الحكومة من أن سكوتها عن المليشيات التي ترتبط بإيران -بحسب قوله- وتقوم بهذه الاغتيالات، قد يؤدي إلى ردة فعل عنيفة لا تحمد عقباها. من جهته، يقول الناشط في تنظيم المظاهرات في الموصل غانم العابد إن شيخ عشيرة الجبور محمد طاهر العبد ربه اغتيل بنيران مسلّحين مجهولين، موضحا أن الشيخ عبد ربه كان يترأس إحدى القوائم الانتخابية لمجلس محافظة نينوى، وهو أحد أكبر الداعمين للمظاهرات المطالبة بإطلاق المعتقلين وإلغاء قانون الإرهاب. ويضيف العابد أن الكثير من الاغتيالات في نينوى تجري بشكل عشوائي وشبه يومي، وتستهدف أشخاصا عاديين ممن يساندون المظاهرات، حيث تتم متابعتهم واستهدافهم لاحقاً. وشهدت مدينة سامراء اغتيال الشيخ صبار أحمد العباسي، أحد الشيوخ الداعمين للمظاهرات المناوئة للحكومة العراقية الأسبوع الماضي من قبل مسلحين مجهولين في منطقة البوخدو جنوب الدور التابعة لمدينة سامراء شمال بغداد، كما اغتيل الشيخ خالد أحمد حسن شيخ عشيرة ألبو شاهر التابعة لقبيلة العبيد في كركوك في الأسبوع نفسه بهجوم مسلح بأسلحة كاتمة في ساحة الاحتفالات وسط مدينة كركوك. شيوخ العشائر طالبوا بتوفير الحماية لأبناء عشائرهم في بغداد وفي اجتماع شيوخ عشائر الفلوجة السبت الماضي أكد الشيخ زيدان الجميلي أحد شيوخ قبيلة جميلة في الفلوجة أن هناك شبابا من عشيرته في مناطق السيدية والعامرية تم اغتيالهم بالأسلحة الكاتمة. وأضاف أن السكوت عن هذه الجرائم المنظمة بحق هؤلاء الشباب لن يستمر إذا ما سكتت الحكومة ولم توفر الحماية لهم، مؤكدا أنه طالب شيوخ العشائر المجتمعين في الفلوجة بضرورة توفير الحماية لأبناء عشائرهم في بغداد في حال عجز الحكومة عن ذلك. في المقابل، قال النائب عن دولة القانون الدكتور عدنان السراج إن هناك جهات لديها أجندات خارجية تعمل على إثارة الفتنة الطائفية. وأضاف أن هذه الاغتيالات لشيوخ العشائر وبعض الشباب في مناطق معينة تستهدف تأزيم الوضع الحالي مع خروج المظاهرات في محافظات الأنبار ونينوى وكركوك وصلاح الدين. من يقوم بالاغتيالات يستهدف تأزيم الوضع في العراق وأشار السراج إلى أن الجهة المسؤولة هي نفسها التي استهدفت الأحد الماضي مناطق ذات أغلبية شيعية بالسيارات المفخخة وراح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح. ودعا السراج جميع الأطراف السياسية المشاركة بالعملية السياسية إلى التهدئة والجلوس لطاولة الحوار لتجاوز هذا المأزق الذي اعتبره الأخطر في الأزمات التي مر بها العراق منذ عام 2003. ويأتي هذا التصعيد والاغتيالات بعد إعلان الأمين العام لحزب الله العراقي واثق البطاط عن تشكيل "جيش المختار" مهددا بالتوجه إلى مواقع اعتصام المتظاهرين للقضاء على المظاهرات، واتهم المتظاهرين بأنهم من القاعدة والبعثيين، وأقام استعراضاً في ملعب الصناعة بوسط بغداد بحضور عدد من نواب دولة القانون، الأمر الذي عده مراقبون دعماً من رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يتزعم قائمة دولة القانون.