121 كلم تفصل عن تدشين الطريق السيّار مازالت لعنة الترقيع (البيركولاج) وسوء التسيير تطارد مشروع القرن في الجزائر المسمّى بالطريق السيّار شرق غرب، والذي لم يتمّ تسليمه بشكل نهائي حتى الآن على الرغم من أنه استهلك الملايير، وعجز الوزير السابق لقطاع الأشغال العمومية عمار غول عن إنهاء المشروع الذي خفّف معاناة الجزائريين في الوقت المحدّد سلفا وها هو خليفته الوزير شيعلي يواجه صعوبات جمّة تؤكّد استمرار (اللّعنة). إذا كان كثير من الجزائريين يعتقدون أن المشروع انتهى فإن المتتبّعين يعلمون جيّدا بأن الطريق السيّار مازال العمل جاريا به ولم يتمّ تسليمه بشكل رسمي نهائي، حيث حصل تأخّر في إنهاء الأشغال رغم أن الجزائر أنفقت ما يزيد عن عشرة ملايير دولار عليه. ويقول المدير العام للطرقات على مستوى وزارة الأشغال العمومية محمد محي الدين إن التأخّر في تسليم الطريق السريع شرق غرب في شقّه المتعلّق بولايتي الطارف وسكيكدة الذي يعدّ من أضخم وأهمّ مشاريع النقل في الجزائر والمساهم في خلق حركة تنموية اقتصادية راجع إلى صعوبات تضاريس المنطقة التي تطلّبت دراسات معمّقة إضافية. وأوضح محمد محي الدين المدير العام للطرقات على مستوى وزارة الأشغال العمومية في تصريح له خلال استضافته في برنامج (ضيف التحرير) للقناة الثالثة للإذاعة الوطنية أنه لم يبق سوى 121 كلم حتى يسلّم الطريق السريع كاملا، أي من الحدود الجزائرية التونسية شرقا إلى الحدود الجزائرية المغربية غربا. وقال نفس المتحدّث إن الطريق يصل طوله إلى 1216 كلم بقي 121 كلم في المنطقة الشرقية للبلاد، منها 86 كلم من ولاية الطارف، وأشار في هذا الصدد إلى أنه طلب من المجمّع المشرف على إنجاز الشطر الخاص بولاية الطارف تحديد جدول زمني لمدى تقدّم إنجاز الطريق، وأضاف أنه لا يمكن تحديد تاريخ نهائي لتسليم شطر ولاية الطارف مادام لم يتم الانتهاء من إنجاز النفق. من جهة أخرى، أكّد محي الدين أن الطريق السيّار شرق غرب كلّف الدولة 11 مليار دولار، مشيرا إلى أن تكلفة التأخير تلقى على عاتق المجمّع المعني، وبالنّسبة لتدهور الطريق خصوصا في ولاية البويرة أرجع ذلك إلى قدمها هناك، حيث سلّمت في التسعينيات من القرن الماضي، بالإضافة إلى ظاهرة انزلاق التربة على مستوى الأخضرية، ممّا تستدعي أشغال إعادة التأهيل. وأوضح المدير العام للطرقات على مستوى وزارة الأشغال العمومية فيما يخص فضاءات الاستراحة ومحطات متعدّدة الخدمات أن عدد محطات المتعدّدة الخدمات المقرّر إنجازها على مستوى كامل الطريق السريع شرق غرب تصل إلى 42 محطة، والتي توفّر التزويد بالوقود والمطاعم وفنادق الطريق (موتال)، بالإضافة إلى 76 فضاء للاستراحة وضعت حسب مقاييس التي تفرض الاستراحة كلّ ساعتين من الطريق. كما كشف محمد محي الدين أن فرض الدفع مقابل استعمال الطريق سيكون في آفاق 2016 بمجرّد الانتهاء من الطريق ومن إنجاز المحطات المذكورة، وأكّد في ذات السياق أن تسعيرة استعمال الطريق السريع شرق غرب ستكون في متناول المواطن، خصوصا وأنها لن تأخذ في الحسبان تكلفة إنجاز المشروع، مشيرا إلى أن تكلفة التسيير والاستغلال هي وحدها التي تأخذ في الحسبان. ومن جهة أخرى، كشف محمد محي الدين أن هناك شبكة من الطرقات السريعة تصل إلى 5000 كلم في آفاق 2025 تهدف إلى ربط 44 مقرّ ولاية بالطريق شرق غرب، وأعلن في هذا الصدد أن الطريق السريع الذي ينطلق من سكيكدة ليربط الطريق السريع شرق غرب سيتمّ المباشرة في إنجازه خلال الأسابيع القادمة، وستكون جميع موانئ الجزائر مربوطة بالطريق شرق غرب. كما أوضح محمد محي الدين فيما يخص الطرق البلدية التي تمثّل أكثر من 50 بالمائة أن العناية بها تعود إلى الجماعات المحلّية، وقال إن وزارة الأشغال العمومية يمكن أن تقدّم المساعدة التقنية في هذا المجال.