يعيش سكان قرية (ونوغة) الواقعة على بعد 10 كلم من مدينة يسّر ببومرداس، على هامش الحياة ويشكون نقصا فادحا في أدنى ضروريات العيش الكريم، كما أنهم يعانون ظروفا حياتية صعبة تلخّص مظاهر النقص النّاتج عن غياب المشاريع التنموية المختلفة التي تصنع معاناة وغبن القاطنين. ل. حمزة إذ تفتقر القرية المذكور إلى مختلف مقوّمات الحياة الكريمة، حيث تعاني من عدم توفّر أرضيات وطرقات صالحة تمكّن المارّة من السير عليها دون مشاكل ومتاعب، سيّما ونحن في فصل المطر، فضلا عن افتقار هذا الأخير إلى وجود بالوعات المياه وقنوات الصرف التي من شأنها أن تسمح لمياه الأمطار بالتسرّب إلى مكانها الطبيعي، فضلا عن هذه النقائص التي تنغّص عيش مواطني القرية. يشتكي السكان أيضا من ضعف الإنارة العمومية، ما يجعل المواطنين يعانون من ظروف صعبة وقاسية بسبب العراقيل التي يصطدمون بها نتيجة الظلام الدامس الذي يعمّ المكان. وفي سياق الحديث عن المشاريع التنموية التي من شأنها رفع المستوى المعيشي للمواطنين وتحسين ظروفهم أكّد بعضهم أن قريتهم لم يستفد من أيّ مشاريع، حيث أن كلّ ما حصلوا هو التهميش والإهمال وعدم المبالاة بظروفهم. ويتجسّد غياب المشاريع الخدماتية التي يحلم بها السكان في عدم توفّر المرافق الرياضية والترفيهية، حيث تفتقر القرية تماما إلى وجود ملعب جواري يسمح لهم بممارسة الرياضة، الأمر الذي يدفعهم إلى استعمال المساحات الشاغرة من أجل لعب كرة القدم أو ممارسة بعض الأنشطة الرياضية التي يقومون بها خلال أوقات الفراغ وخاصّة خلال نهاية الأسبوع. بالإضافة إلى ذلك، تفتقرالقرية إلى وجود سوق يوفّر متطلّبات المواطنين، خاصّة وأن السوق اليومي للخضر والفواكه بالبلدية يبعد بكثير عنهم، وهو ما يجعلهم يقطعون مسافات طويلة في سبيل الالتحاق به وتلبية جميع متطلّباتهم من مواد الخضر والفواكه، وكذا مختلف المواد الغذائية واسعة الاستهلاك بما أن بعض المحلاّت التجارية الموجودة في حيّهم تستغلّ الوضعية، حيث أن الأسعار التي تتعامل بها جدّ مرتفعة مقارنة بأسعار السوق والمحلاّت الموجودة في وسط المدينة. وبشأن النقص المسجّل في مختلف المجالات يناشد السكان المصالح المحلّية لبلديتهم من أجل الالتفات إلى حالتهم قصد تقديم الحلول ومعالجة النقائص والمشاكل التي تطاردهم منذ زمن طويل، والتي تنغّص عليهم العيش بسلام، سيّما وأن ظروف الحياة باتت تتطلّب الاهتمام بهذه النقائص في ظلّ التغيّرات التي تحصل من زمن لآخر، حيث أن المواطنين يرفضون مواصلة العيش في مثل هذه الظروف النّاتجة عن النقائص والتهميش الممارس ضد قريتهم.