انطلقت صباح أمس الجمعة من الجزائر العاصمة قافلة (المحبّة والأخوة) متوجّهة إلى غرداية بمبادرة من جمعية حماية الأحداث من الانحراف والاندماج في المجتمع لتبليغ رسالة الوحدة والتضامن مع أهالي المنطقة بعد المناوشات التي عرفتها مؤخّرا. أوضح المكلّف بالإعلام في الجمعية السيّد محمد بن مدور أن هذه (القافلة تضمّ منتخبين محلّيين ببلديات الجزائر الوسطى، باب الوادي، وادي قريش والقصبة وشباب من عدّة منظّمات ستحمل رسالة الأخوة والمحبّة والرّوح الوطنية إلى غرداية التي تعدّ عضوا من جسد واحد يسمّى الجزائر). وأضاف السيّد بن مدور أن هذه القافلة هي (صرخة في وجه محاولات التشويش على وحدة الجزائريين الذين اجتازوا في السابق سنوات مظلمة ويأملون اليوم في غد مشرق ليس فقط في غرداية، بل في جميع أنحاء الوطن). وبالمناسبة عبّر رئيس بلدية الجزائر السيّد عبد الحكيم بطاش عن تشجيعه لهذه المبادرة التي (تحمل في طيّاتها دعوة إلى الأخوة والتسامح والتضامن بين أبناء وطن استشهد من أجله مليون ونصف مليون شهيد). ودعا السيّد بطاش في رسالة مكتوبة وجّهها إلى نظيره في غرداية وإلى مواطنيها: (على كلّ غيور أن يتيقن إلى الأبد أن بني ميزاب هم الجزائر والجزائر هم بني ميزاب شأن كلّ أمازيغي)، مناشدا أهل المنطقة (التحلّي باليقظة والتصدّي للمؤامرات التي يحيكها من همّهم ضرب استقرار وطننا العزيز). أمّا رئيس بلدية باب الوادي فأكّد في رسالته المكتوبة التي ستحملها القافلة إلى غرداية أن (الأصول الشريفة والعريقة للمدينة ما هي إلاّ أدلّة قاطعة وحجّة دامغة على أصولها الثابتة في التاريخ والشامخة شموخ الكبرياء التي يعتز بها كلّ جزائري غيور على وحدة وطنه)، كما أثنى على جهود المسؤولين المحليين بغرداية من أجل (رأب الصدع وخلق جو من الطمأنينة والسكينة والأمن والسعي الدؤوب للوصول إلى الحلول الملائمة والمرضية لإصلاح ذات البين بين أبناء المنطقة). ويتضمّن برنامج القافلة التي ستتّجه برّا إلى ولاية غرداية إجراء لقاء مع الوالي وتنظيم مقابلة في كرة القدم ستجمع اليوم السبت بين فريق جمعية صوت الشباب لبلدية باب الوادي (العاصمة) وفريق بلدية بونورة (غرداية). وتجدر الإشارة إلى أن بعض شوارع مدينة غرداية كانت قد شهدت نهاية سنة 2013 بعض المناوشات اللّيلية التي قام بها شباب حي السوق وحي المجاهدين بمدينة غرداية قبل أن تمتدّ إلى حي الحاج مسعود، حيث استعمل الشباب خلالها مواد حارقة استدعت تدخّل فرق مكافحة الشغب لإحلال الأمن. وقد تسبّبت هذه الأحداث في أعمال تخريب ونهب لمائة محلّ تجاري وسكنات قبل أن تضرم النيران بها، حسب حصيلة مؤقّتة. وعقب ذلك كلّفت الحكومة وزارة التضامن الوطني بدراسة مختلف المساعدات الواجب تقديمها لضحايا هذه الأحداث الأخيرة لاسيما أولئك الذين تضررت مساكنهم. في سياق ذي صلة، كشف والي غرداية محمود جامع عن تنصيب المجلس المختلط لعقلاء الولاية قبل نهاية الشهر الجاري. وأوضح والي غرداية في حوار لإذاعة غرداية الجهوية أن هذا المجلس سيكون بمثابة هيئة وقائية تتولّى حلّ أيّ مشكل عارض وتهدئة الأوضاع بالولاية، وأشار إلى أن هذه الخطوة تندرج في إطار قرارات الوزير الأوّل الرّامية إلى وضع حدّ للتوترات التي عرفتها هذه الولاية في الأسابيع الأخيرة ومن أجل استعادة التعايش المنسجم والسلمي المتوارث عن الأجداد، والذي كان سائدا دوما في هذه المنطقة. من جانب آخر، صرّح والي ولاية غرداية بأن اعتماد مقاربة تشاركية يعدّ الخطوة الأكثر ملاءمة لإزالة وبصفة نهائية مخلّفات الأحداث الأليمة التي عاشتها الولاية في الآونة الأخيرة ولتنفيذ وبشكل كامل برامج التنمية المستدامة. وأوضح جامع في ختام لقاء ضمّ مجموع الأعيان والعقلاء والفاعلين في الجمعيات وممثّلي المجتمع المدني لولاية غرداية أن هذه الخطوة تندرج في إطار قرارات الوزير الأوّل الرّامية إلى وضع حدّ للتوترات التي عرفتها هذه الولاية في الأسابيع الأخيرة ومن أجل استعادة التعايش المنسجم والسلمي المتوارث عن الأجداد، والذي كان سائدا دوما في هذه المنطقة.